Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 4 octobre 2024

Contre fraude des mots, mensonge en parole 9

في حتمية الواصبي

  

في حاضرنا البئيس، ما نعيشه لا فقط ببلادنا -إذ ليست هي إلا ذرة لا ثقل لها في منظومة عالمية نسقها يفرض عليها إكراهات لا محيص منها أيا كانت الدعاوى لتجاهلها، فليست هي إلا من تصرف النوكى- ما نعيشه في عالم يخبط خبط عشواء لا يترك لأهل النهى من خيار إلا العدمية nihilisme، خاصة في نكران أي قيمة أخلاقية ونبذها، والدغمائية العَقَدية في الاقتناع أو فرضه بامتلاك حقيقة ليست هي إلا الأفق الذي لا يُدرك إنما يتوجّه نحوه العاقل، وهذا ما أنعته بالحقيقة الاتجاه vers-ité.       

ذا واقع الحال، لا مناص من عدم القناعة به رغم أن ساد الاقتناع بثبوته، لأن من ميزة أهل النهى أيضا عند تغليب تداعيات ما يفرزه فكره على مخرجاته الآنية وتماهيها مع واقعي الحال والمقال، من ميزتهم عدم الرضا بواقعهم لا لإجهاضه بل السعي دوما لأن يحمل، مثل عذراء النصارى، كلمة نورانية تنفخ روحا جديدة متجددة في عالمهم؛ بل تلك أهم ميزة لكل صاحب عقل مستنير وفكر حر. فليس هذا وذاك إلا التجلى لعالَمين وأكثر لا يدرك كل ما خفي إلا العالِمون ومن هدى الله إلى علمه ومعرفته، وهما بحر محيط لا حدّ لاتساعه، ولا يكاد النبوغ البشري يدركه إلا بالإيمان. على أن هذا من شأنه ألا يكون دغمائيا ولا علوميا بطبيعة الحال، بما أن العلم الصحيح هو التوجه المنهجي القابل للنقض دوما حسب فتوحات التجرية المنهجية التي لا نهاية لها طالما لم يغفل العقل البشري أو يكل عن الإبداع في فكر متحرر، بلا قيود سوى الإفادة دون حدود جزومية.

ولا شك أن ما نعاينة اليوم في البلاد بخصوص المناورات حول الرئاسية أكبر دليل على ما أقول؛ ذلك أن الأخلاق التي تتعلق بها السلطة القائمة لهي في التسلل لما يتم القيام به من مبادرات سياسوية همّها ما ينقض الأخلق السياسي Poléthique من الأساس، وهو التصرف النزيه دون التعلل شكليا -في نطاق إجراءات ليس فيها من الحوكمة الرشيدة ولا نقيرا- بما نعتّه بالتقليد التشريعي similidroit، وهو الاحترام الزائف لنصوص قانونية يتم إفراغها من كل ما فيها من موضوعية وعدالة، إن وجدت، بما أن العديد من القوانين بالبلاد لا تزال تلك النصوص الشرعية، شكلا لا مضمونا، التي تم استنباطها في عهدي الاحتلال والدكتاتورية على مقاس مصالح المحتل والدكتاتور؛ وهي إلى اليوم على حالها.        

وهذ ممّا يفرض حتما عندنا، بل وأيضا في العالم طرا، المفكّر الحرّ الذي لا يزال ينقصنا، حيث فقد الفكر شرف التحليق خارج سرب مادية مفرطة فُرضت آلهاتها حذو أنصاب وطواغيت الفكر المتحنط، بما في ذلك الإيمان عندما يفقد روحه كإيمان شريف fair-pray حسب تعبيري المبتكر. فهذا التوجه طغى إلى حد الإفساد، وقد فقدت السياسة معناها الأصيل، هذا الذي هي به مدار الحياة الاجتماعية؛ ذلك لأن تعريفها الأصح لهو سياسة المدينة الأفضل سواء لدنيانا أو لأخرانا. لذا دعوت، من بين ما دعوت، إلى نبذ مثل تلك السياسة البهيمة لأجل سياسة فضلى تكون فهيمة politique compréhensive أشرت إليها بالأخلق السياسي poléthique أي سياسة أخلاقية لا بالمعنى المبتذل للأخلاق بل الصحيح كتصرف حسب قيم وأفعال ضرورية في حد ذاتها impératifs catégoriques. وهو الذي أنعته اليوم بفكر وتصرّف الواصبي وأدعو لأن يمتهنه كلّ مفكر حرّ. فما هو الواصبي الذي يذكّرنا لا محالة بمقولة المفكّر الإيطالي غرامشي عن المفكّر العضوي intellectuel organique ؟

الواصبي Déontoltique، وهو تعبير لي مستحدث نحتا باختصار لــ Déontologue déontique مع إدماج الكلمتين، كما يقال مثلا قبحداثة لما قبل الحداثة، وغير ذلك مما يُعرف بما يسمّيه أهل البلاغة العربية ونحوها الاشتقاق الكبّار. هو صاحب فكر حر وإيمان شريف، متجذّر في واقعه المعيش لكن بصفة حيوية، همّه أن تنبت العروق أفضل الأغصان بأينع الثمار. والواصب من وصب يصب الشيءُ أي دام وثبت، ووصب المرء على أمر بمعنى واظب عليه. كذلك وبص بمعنى برق ولمع، يقال وبَصَ الشيءُ يَبِصُ وَبْصاً ووَبِيصاً، ومنه وبَصَ البرقُ؛ أمّا الوابص فهو البرّاق اللامع، من وابص أي برق لامع؛ ومنه الوبيص: البريق والوبّاص: البرّاق. 

فالوابصي، من آخر كلماتي المستحدثة، كقولهم وبَصَتِ النارُ وَبِيصاً أي أَضاءتْ، فهو المداوم على قيل كلمة الحق ولو على النفس ولا يخشى فيها لوم لائم، كما أنه يثبت عليها طالما ثبت له أنه الحق فتراه يلمع وضاء في قوله وفعله، مثله مثل النار على قلة الأعلام أي رؤوس الجبال في أودية الكذب والزور والباطل، خاصة حين استشراء هذه الفواحش. بذلك يأخذ الواصبي في رعاية الطاعة والإخلاص للحق والحقيقة بما وقع في القرآن الكريم، قوله تعالي «وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا»، أي وله الطاعة والإخلاص دائما ثابتا واجبا؛ فهما عند الواصبي في صدق القول والعمل بنزاهة دون رياء أو نفاق بجرأته على كلمة الحق وإعلاء سماعها عند كثرة اللغط بالباطل. ولا مرية أن حتميته متأكدة وقد أظل دار الإسلام والعالم طرا زمن النفاق في كل شيء والذي يستبيح الذمم وأبسط المقدّسات بأن يجعل من الحقيقة سربال الكذب للتعمية كالمنافح عنها، فإذا كلمة الحق ممسوخة يراد بها باطلا؛ ذلك أنه كما ورد في القرآن الكريم «مِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ». بذلك هو من الأبدال الصفّية (تعبيري للصوفية)، أهل السلوك الأصلح، لا تخلو الدنيا منهم، إذا مات أحدهم أبدل الله مكانه بآخر يظهر بالأخص عند استشراء الباطل وانعدام الأمل في أهل الخير، مثل حاضرنا زمن الللخبطة القيمية. 

ولأهمية ما أدعو إليه هنا، أعود لهذا الطرح بالفرنسية في إضمامة يوم الأحد القادم التي تعرض أساسا للموضوع من جانبه العالمي خاصة لا الوطني كما هي الحال هنا بما أن بلادنا ليست كما يعتقد البعض استثناء في عالم أصبح مقعدا أو أنه، في أفضل الحال، يسعى على رأسه.