Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

lundi 2 mars 2015

Éthique islamique 9

فاجعة المغربي إحسان الجرفي ببلجيكا وتداعياتها بالمغرب


إحسان الجرفي هو هذا الفتى المغربي الأصول الذي دفع حياته ليلة 22 أبريل من سنة 2012 لحقه في الحياة الكريمة بما فيه من مثلية.
كان يقيم مع عائلته بمدينة لياج ببلجيكا حيث يتجمع العديد من المواطنين المغاربة يمثلون عموما خير تمثيل المملكة وإسلامها المعتدل بالنظر لما آل إليه الحال بشرق غوى وبغرب انطفأت أنوار قيمه تحت وطأة المادية ونير التغطرس السياسي والإقتصادي.
لقد اعترف القضاء البلجيكي في نهاية السنة المنقضية بتمام حق إحسان الجرفي في الحياة الكريمة كما هو، مبينا رفعة أخلاقه وسمو تصرفاته طيلة حياته القصيرة على أرض العنف والنفاق، عدوة الحب والإحسان.
إحسان الجرفي مثال الإحسان
إن كل من عرف هذا الشاب الوديع الذي غدرت به ظلما يد المنون كان يقدّر فيه سناء الخَلق وسمو الخُلق، إذا كان بحق إحسانا، كما سماه والده الصوفي الإسلام.
كان الشاب كغيره من الشباب في مقتبل سنه الثلاثين يُحِب ويُحَب حبا جما،، له مسحة ملائكية في تصرفات قلبه الأبيض الذي ما عرف قط الإساءة، إذ كان يعامل دوما ما في الطبيعة البشرية من تبليس إبليس بكل حب وإحسان، وكأنه يسوع المسلمين.
فإذا به يصبح بحق المثال المتجدد لنبي المسيحية في زمن الدجل والتدجيل إذ أهدر دمه جناة أربعة لا لشيء إلا لأنه كان مثليا في حياته الجنسية !
إحسان كرمز للمثلية
دفع إحسان إذن غاليا ثمن إعادة حقهم للمثليين في حياة آمنة كريمة؛ وهذا ما تقره القراءة السليمة للإسلام؛ وكنت دعوت جلالة الملك لرفع التجريم للمثلية من قوانين بلاده فيكون المغرب أول بلد إسلامي يعيد للإسلام حقه المهضوم في هذا الميدان. 
ذلك لأنه سبق لي أن بيّنت بالدليل الشرعي القاطع في كتاب نشرته بالمغرب الحبيب دار أفريقيا للنشر حقيقة اللواط في الإسلام، أي المثلية أو المماثلة، وذلك لأنه لا تجريم في الدين القيم لهذا الجنس الشاذ الذي هو في فطرة البشر.
وقد أقرت محكمة الجنايات بلياج حق إحسان في الاحترام والعيش الحر حسب فطرته كما أرادها الله له، فأكدت ظلم الرباعي المستهتر بالقيم البشرية بأن حكمت على ثلاثة من العتاة بالسجن المؤبد وعلى رابعهم بثلاثين سنة من الحبس، لا تقليلا من مسؤوليته، بل أخذا بعين الاعتبار لبعض زوايا مظلمة بقيت في الأحداث حول مسؤوليته؛ وكان العدل ببلجيكا مسؤولا.
لذا، بعد مثل هذا العدل الدامغ ببلاد المسيحية، نحن لا زلنا ننتظر مثيله في بلاد الإسلام ! فهل يُعقل أن تتمادى المملكة في سجن المثليين، ولا جرم لهم سوى أنهم يعيشون حسب ما أقره الله فيهم من طباع؟ إننا بذلك نهدر مثنى وثلاث ورباع دم إحسان من جديد.
لينصف المغرب إحسانا!
بعد إهدار دم إحسان من طرف أراذل البشر، هل تظلمه صفوة صفوتنا من أهل الإسلام؟ إنها حقا  لتفعل ذلك دون أن تشعر بتكريسها ما رسب في الدين الإسلامي السمح من إسرائيليات أخلاقية نبذها اليوم الغرب طرا لأخذه بالديمقراطية. 
وبلادنا الإسلامية تبتغي هذه الديمقراطية بربوعها وهي من أوكد تطلعات شعب المغرب الشقيق الذي من حقه أن يعيش الديمقراطية التي تقتضي اليوم تحريره من ربقة القوانين التعسفية كهذا القانون الظالم للمثليين. 
فطالما لم يتم الاعتراف بمن مثل إحسان ومنعه من الحياة الحرة الكريمة في بلاده، ظلت الإساءة للإسلام وتجددت معها الإساءة لإحسان. ذلك لأن صريع الإساءة والظلم لم يقدر طيلة حياته على دخول بلده الحبيب رغم شدة شوقه إليه لمثليته، إذ كان خوف أهله  لكبير من تبعات القانون الجائر بالمملكة القاضي بتجريم كل مظاهر المثلية. وهذا هو الظلم الثاني لإحسان.     
لعل لقائل أن يقول أن القانون المغربي يُعد متسامحا إذا قارناه بما تفعله بعض البلاد الإسلامية التي تقتل ظلما المثليين؛ إلا أننا بإقرار هذا لنزيد إساءة لإساءتنا للإسلام؛ ذلك أنه إما أن تكون الدول التي تقتل المثليين على خطأ في فهم الإسلام لأنه لا يظلم المثليين، عندها، لماذا نقمعهم، وإما هي على حق، لذا لم لا نفعل مثلهم في قتلهم؟  إن تذبذبنا لهو الظلم الثالث لإحسان الذي كان متعلقا مثل والده وكل أهله بدينه، دين التسامح والمحبة. فهو بذلك يقتل مرة أخرى، وهذه المرة على أيدي إسلامية من عليّة قومه. وهل أعتى وأشنع من ظلم الأقارب؟
أما الظلم الرابع، فهو أن لا ينتصر كل مغربي، وعلى رأسهم جلالة الملك، لإحسان كما فعل والده، حسن الجرفي لابنه فروى خير رواية مظلمته بحروف تقطر دما، مبينا خير بيان وتبيين سماحة الإسلام وتقديسه للذات البشرية في حريتها التامة لأن تكون كما أرادت ما دامت لا تسلّم أمرها إلا لله ولله وحده. 
كيف ننصف إحسان الجرفي؟
هذا ما كان من إحسان الجرفي، إذ لم يحيا حياته التي كانت بحق حياة روح وريحان إلا على هدي الإسلام، دين الرحمة والسلام، لا على شاكلة هذا الدين الداعشي الشنيع الذي يريد البعض عندنا سربلة إيماننا بقناع شناعته وبرقع لؤمه.   
إن واجب السلطات العليا بالمملكة بالمغربية أن تفعل على الأقل كما فعلت قبلها السلطاة القضائية والرسمة البلجيكية التي زكت خير تزكية روح إحسان ونمط حياته الوديعة. 
على البلاد المغربية اليوم أن ترفع القانون الجائر الحالي المجرّم للمثلية وإلا فإنها ستواصل لا فقط تأييد من يعادي الإسلام بأن تجعله ملة المناهضين لحقوق الإنسان، بل وأيضا ظلم إحسان بعد موته.
إن براءة إحسان وحسن مثله يقتضي إحياء ذكراه خير إحياء بأن يقر البرلمان المغربي قانونا للإحسان بين المسلمين يبطل تجريم المثلية. هكذا نحيي روح صريع الإساءة كما تقتضيه الأخلاق ويفرضه دين القيمة. 
ولتكن  المبادرة بإبطال قانون تجريم المثلية بالمملكة متزامنة مع الذكرى القادمة لمصرع الإحسان تحت نير الإساءة أي بين الثاني والعشرين من أبريل، ليلة اختطافه، وغرة مايو، يوم العثور على جثته في حالة من الفظاعة، ترمز ولا شك للحال التي عليها قراءتنا للإسلام اليوم. 
إن ثبوت حق إحسان ببلاد المسيحية بصفة قاطعة تفرض الأخذ به والاعتبار بمثله في بلاد الإسلام حتى تتم إعادة الحق للمثلية وأهلها وقد كان إحسان خير ممثل لها في علو أخلاقه وسمو تصرفاته. 
نحن اليوم على مدى شهر من الذكرى الثالثة للفاجعة المرعبة، فلتنتصر بلاد الإسلام، إمارة المسلمين، لابنها البار إحسان الجرفي، صريع الحب والإحسان، حتى تدخل روحه آمنة بلدها كما دخلت بعد الجنان آمنة مطمئنة  «يا أيتها النفس المطمئنة* ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي» (الفجر           27 - 30)! 
نشرت على موقع أخبر.كم