Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

mardi 1 novembre 2016

Soufisme vs capitalislamisme sauvage 1

فاجعة بائع السمك بين قوت الشعب وقوت القلوب 



إن فاجعة السمّاك لتُذكّر بفاجعة مماثلة كانت لها بالبلد الأشد قربا من الغرب، ألا وهو تونس، أهم وأخطر التداعيات؛ فهي تلك الحادثة التي أدّت إلى الانقلاب الشعبي المسماة بثورة الياسمين.
حقيقة، لا فرق بين حادثة الحسيمة وما جرى في بلدة سيدي بوزيد التونسية، أي حرق البوعزيزي لنفسه، فقد كانت الشرارة المشعِلة للثورة التونسية التي لا تزال تهز البلاد هزا، لا تقعدها. 
في كلا الحالتين هذا الاختزال الدقيق لما تلاقيه الشعوب المغاربية من قهر وبؤس وتعاسة في المعاناة اليومية المأسوية لإيجاد القوت للعيش وإعالة أهاليها. 
لقد أصبح إيجاد القوت من باب المستحيل للعديد من بنات وأبناء الشعب، لا لانعدامه بل لأنه مقصور على النخب، التي همها انشغالها، دجلا، بتعاطي تجارة الدين، هذا القوت الروحي، قوت القلوب، الذي لا نشك في قيمته إلا أنه، لا محالة، لا مجال له منطقيا إلا بعد توفير القوت المادي للعموم.
إسلام رأس المال المتوحش :
إن المملكة اليوم على نفس السبيل التي كانت تقف عليها تونس فأدت بها إلى ما آلت إليه اليوم الأمور، أي تبديل نـظام بآخر كان يرجو منه الاسة تغيير الأوضاع سطحيا للحفاظ على مصالح أقلية أهل المصالح.  
إلا أنه حدث ما لم يكن متوقعا من طرف هؤلاء، أي الوقع الأكبر على عقلية الشعب الذي خرج جراء ما اهتزت له البلاد، خاصة فاجعة البوعزيزي التونسي المماثلة تماما لفاجعة محسن المغربي، من قمقمه مثل مارد ألف ليلة وليلة. 
ذلك هو المارد العربي، وقد تغنى به فريد الأطرش، الذي ينضاف إليه المارد الأمازيغي بالمغرب ليهدد آجلا أو آجلا لا مصالح المخزن فقط بل مصير العرش أيضا في زمن سلطة الشعوب.
لقد اعتقدت السلط المغربية أن بإمكانها تفادي ما حدث بتونس بتغيير الدستور؛ إلا أن النص الجديد، الذي تضمن فعلا العديد من الحقوق والحريات، بقي حبرا على ورق. ثم رأيناها تستعمل لعبة الديمقراطية مكتفية بالمظاهر الخادعة التي، وإن أنقصت من ضغط الشارع، زادت الأمور تعقيدا ومعاناة الشعب حدة بصعود الإسلام السياسي إلى سدة الحكم.
فليس ما نرى من تجليات رسمية للإسلام هو دين الشعب المغربي، إذ الإسلام الشعبي بالمملكة المغربية، كما هو الحال بكل البلاد المغاربية، صوفي بامتياز، لا ما نراه من دعدشة إسلاموية، هي مجرد إسلام دعي؛ ورغم ذلك، لا يستحي الحزب الحاكم في تقمصه بتزكية المخزن ورضاه. 
إن الإسلام الحاكم بالمغرب ليس وسطيا ولا ثوريا، فهو مجرد استنساخ لعقلية رأس المال المتوحش؛ إنه إسلام التوحش، دين داعش ! فهل هذا إسلام أمير المؤمنين بالمغرب؟    
سياسة التوحش غير الأخلاقية :
لقد سنحت الفرصة للملك محمد السادس، الذي يبقى المدير الأوحد للأمور الهامة بالمملكة، لإحداث التغيير الضروري بالبلاد، بل والمتحتم بها، وذلك خلال الانتخابات الأخيرة. فقد توفر السيناريو الأمثل الذي عرضنا له في الإبان بالموقع.* 
إلا أنه لم يتم اللجوء إليه في آخر الأمر نظرا لمخاوفٍ في غير محلها من تجذر الإسلام الدعي في الشعب، و خاصة لضغوطات المصالح المالية العالمية ومصالح الغرب. فهم هذا الأخير الحفاظ على مصالحه بالمملكة وتنميتها حتى لو كان ذلك على حساب مكاسب الشعب الحيوية. فمن يفكر حقا في المصالح الشعبية ما دامت السياسة ليست أخلاقية، وليست هي كذلك حسب تعريفها الشائع المعمول به طرا؟    
إن النخب الحاكمة في بلداننا، مَثَلها في ذلك كمثل كل الحكام في العالم، تفكر أساسا في تواجدها على سدة الحكم ودوامها بها قبل تواجدها في قلب الشعب. فالفرق الوحيد بين هذه وتلك هو في وجود آليات ومؤسسات تمنع من تجاوز حدا أدنى هي غير موجودة أو غير فاعلة في بلدان الجنوب. وبما أن مصالح النخب بهذه الأرضين بيد الغرب، فهي لا محالة في خدمته، إذ خدمته هي في نفس الوقت خدمة مصالحها الآنية الأنانية. 
هذا ما تقاضيه السياسة المنتهجة حاليا في العالم، وعندنا أيضا، كان ذلك قسرا أو اختيارا، طالما لم تكن أخلاقية حقا، لا أخلاقيوية، إذ هي عندها مجرد توحش. لهذا نرى الغرب يلعب حاليا ورقة الإسلام السياسي لما فيه من مثل هذا التوحش، فهو في تمام المماثلة مع توحش رأس المال، الحاكم الفعلي لعالمنا في يومنا هذا. 
إلا أنه علينا العلم أن هذه الحال، رغم هيمنتها على العقول، لا تعني ضرورة دوامها أبد الآبدين ببلداننا، وهي لا تُعدم من التقاليد التي فيها الخير العميم، خاصة وأننا في زمن الجماهير، أي ما بعد الحداثة، وهي الحقبة الزمنية التي تنعى نهائيا زمن الحداثة الغربية.
لذا، فإنه من الخور الكلام كما نفعل عن تحديث البلاد والعمل على ترسيخ الحداثة عندنا، بينما هي موات بأرضها نفسها، إذ هي التوحض المادي لا غير بعد سبات أو موت القيم.
إننا عندها لا نتكلم إلا عن مومياء، أو عن نجوم مضيئة في السماء، ماتت منذ زمن بعيد. فقد انتفت قبم الحداثة من كل فاعلية ومصداقية في البلاد التي تميّزت بالتعلق بها والتي أسست حضارتها عليها، أي بلاد الغرب. فلا ديمقراطية حقة بها ولا حوكمة رشيدة، إنما حكم رأسمال المتوحش والمادية المتعولمة الشرسة؛ ،كلها لا تدين إلا للمصالح المادية، أيا كان ثمنها.
القطع مع الانبطاح للغرب المادي:
إلى متى إذن نبتغي استيراد مثل هذا النمط للنظام السياسي المنتهية صلوحيته ببلداننا التي لم تعرف أي شيء مما ميّز الحداثة عندما كانت تعني شيئا ببلادها؟ ناهيك أن بلداننا عرفت طويلا ما أسميته الحداثة التراجعية، أي حداثتها قبل الأوان التي كانت العلامة الوضاءة للحضارة العربية الإسلامية في أوج سطوعها على العالم!
إننا اليوم على مفترق الطرق، فإما نأخذ الطريق الأوعر الذي ينتهي بإخراجنا ممن نحن فيه من مآسي التأخر، وهي ذهنية أولا وقبل كل شيء، أو ننتهج السبيل التي تتراءى لنا الأسهل، تلك التي نراها ببلاد الغرب، وهي تؤدي لا محالة إلى الهاوية!
لا بد لنا من التيقظ للواقع المعيش والانتباه إلى حال الشعب المزرية المقيتة للعمل جاهدين صادقين على تغييرها. ولا يتم ذلك إلا بالقطع حقا مع التوجه الحالي المتمثل في هذا الانبطاح الفاحش أمام رأسمال المتوحش المعتمد، للتفوق عندنا وفرض قبضته علينا، على التزمت الديني، هذا الإسلام الكاذب، إسلام التوحش الداعشي.
إن فاجعة محسن، صائد سمك الحسيمة لهي صيحة مدوية في آذان الحكام، صيحة الفزع الأخيرة التي لا بد لها من تداعيات. فإما أن ينتبه المخزن إلى خطورة الوضع بالبلاد وبكف عن تلاعبه السياسوي والديني ليعمل مخلصا على تلافي الوضع المأسوي بها؛ ولا يكون ذلك، باديء ذي بدء، إلا بالعودة إلى الإسلام الصحيح، إسلام التصوف الإناسي المتسامح، والكف عن الإساءة إليه وظلم الناس بتجارة دينية فاسقة؛ بذلك بتم الأخذ بهموم الشعب والعمل بصدق على حلها بسياسة تضامنية حقة، إلامية المنبع لا رأسمالية التوجه. 
وإما يحصد حتما ما يزرعه من نتائج وبيلة لا يمكن إلى أن تفزها هذه اللخبطة الحالية المخزية؛ فهي تمهّد دون أدنى شك لما ينتظر اليوم كل سطلة متسلطة لا تأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب وإرادة الحياة عنده، وهو واجبها أكثر من أي وقت مضى.
إنه لا يكفي في الوقت الراهن الكلام عن قوت القلوب، أي في الدين، خاصة إذا كان كلامنا من باب الدجل الفاضح كما يمتهنه الإسلام السياسي بالمغرب وغيرها من البلاد العربية الإسلامية؛ بل أزفت ساعة الحقيقة، وهي تقتضي العمل على توفير القوت للجماهير الشعبية، القوت المادي قبل المعنوي.     
أي نتيجة منتظرة للانتخابات بالمغرب ؟

                             
نشرت على موقع أخبر.كم