Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

lundi 16 janvier 2017

Soufisme vs capitalislamisme sauvage 7

قميص بنكيران وقميص عثمان



كنا بيّنا سابقا (1) بأن العصر الذي نعيشه، أي ما بعد الحداثة، هو عصر الجماهير بلا منازع؛ فهي التي تمثّل اليوم الشرعية، ولكن يتم ذلك خارج تجليها المزعوم عبر الانتخابات، بما أن الديمقراطية أصبحت لا تمثل الشعوب بحق. 
هذه هي الحال في الغرب، إذ هي فيها في أزمة حادة، فكيف لها أن تكون غير ذلك في بلدان العالم الثالث  حيث لا تهم العملية الانتخابية التي ترتكز عليها إلا النزر القليل من الشعب، أي من يصوّت.
الشرعية للشعب لا للانتخابات :
هذا ما حصل ويحصل بالمغرب لأنه، إذا أردنا النزاهة، لا مجال إلى القول بتاتا بأن المتمتّع على الأغلبية يتمتّع بتزكية حقا الجماهير في أغلبيتها.
رغم هذا، رأينا الفائز الأول في الانتخابات الأخيرة، أي حزب العدالة والتنمية، يتمسك بالحكم باسم الشعب إلى اليوم رغم فشله الفاضح في تكوين الحكومة، ورغم علمه حق العلم برفض الملك لولاية ثانية له. 
لقد رفض، كما بينّاه يوم الانتخابات (2)، ما كان له أن يحصل بها، مما كان من شأنه عدم الوقوع في المأزق الحالي. كان ذلك يعني الارتداد عن المركز الأول وترك غيره يدير الحكومة مع تواجده فيها في نطاق تجربة تآلفية يكون الخير فيها للمملكة. 
إن زعيم حزب العدالة والتنمية كان يعلم جيدا، منذ الانتخابات الأخيرة،  أن دوره انتهى في نظر المخزن؛ وذلك ما رفضه ويرفضه. إلا أنه في نفس الوقت، لم يكن يعلم أو غاب عنه، أن الأمور كانت بصدد التغيّر في العالم وأن من كان وراء صعوده للحكم سابقا رغم أنف الملك أفل نجمه. وها هو دخول الرئيس الأمريكي الجديد إلى الييت الأبيض يؤكد له ذلك بكل وضوح.
رأس المال والإسلام المتوحش :
نعم، يعتقد بنكيران أن الرئيس الجديد بصفته ممثلا لرأس المال لا بد له أن يدعمه في ما دأب عليه منذ خمس سنوات من تدعيمٍ بكل الوسائل لرأس المال المتوحش بالمغرب. إلا أنه غاب عن ذهنه أن رأس المال ليس له ضرورة أن يكون متوحشا كالإسلام المتزمت، لأن همه الأوحد هو الربح؛ فهو يبتغيه بالتوحش إذا لزم الأمر، ولكن أيضا بدون توحش رذا كان ذلك أفضل لضمان الربح. 
هذا ما فهمه الغرب الرأسمالي اليوم عندما تبيّن بما لم يعد له في أي شك أنه لم ولن ينجح في تحالفه مع الإسلام المترمت، بل هذا التحالف يسير به نحو الإفلاس. 
وبديهي أن حزب العدالة والتنمية، أحب ذلك أم كرهه، لا يمثّل الإسلام الصحيح، السمح في إناسته، بل كل ما توحش فيه من تزمت وجاهلية، كما هو في الوهابية. لذا، رأيناه يفشل في مهمته الأساسية في نظر الغرب، ألا وهي تنمية حركية السوق بالمملكة من ناحية، لكن مع ضمان الأمن وفي كنف الهدوء بإحلال السلام في البلاد؛ فلا أرباح حقيقية وعلى المدى الطويل إلا بالدعة والأمان.
فلم يتردد عبد الإله بنكيران، خلال مدة حكمه الأولى، على مسخ الإسلام بالمملكة بفهمٍ دغمائي لا علاقة له بالإسلام المغربي المتسامح. كان همّه المصلحة، مصلحة رأس المال طبعا، ومصلحة حزبه أيضا لا الشعب، حتى وإن كان ذلك بإدخال إسلاما دعيا إلى المملكة يمسخ إسلامها الموروث أبا عن جد، والذي من واجبات الملك، أمير المؤمنين، الحفاظ عليه.
لقد نجح الحزب الإسلامي المغربي في ذلك باستغلال الدعم الذي كان له بدون حساب من الغرب. لكن، ما دام تبيّن للغرب أخيرا أن هناك إسلاما أفضل من ذلك الإسلام غير المسالم، إذ فيه الاحترام التام لثوابت الليبيرالية الغربية دون التضحية بأسس المجتمع المغربي- أي إسلامه المتسامح، وهو إسلام التصوف -، فلقد انتهى زمن العدالة والتنمية بالمغرب، على الأقل كما كان طيلة الخمس سنوات الأخيرة.
لنذكّر هنا، والذكرى تنفع المؤمنين، بما قاله الرئيس الأمريكي الجديد خلال الحملة الانتخابية عن علاقة بلاده مع النظام الوهابي. قال ما معناه أن تلك مجرد علاقة مصالح، إذ العربية السعودية كالبقرة الحلوب، تتمتع أمريكا بلبنها، وعند الفراغ منه تذبحها وتأكلها. 
طبعا، يختلف التصرف في الحكم عن الكلام في الحملات الانتخابية، لكن الفكرة الأساسية تبقى، وهي أن عهد التحالف المتوحش بين رأس المال والإسلام المتزمت أوشك على النهاية، إن لم يكن انتهى بعد. 
الشرعية الانتخابية وشرعية الملك :
لا مناص إذن  لزعيم حزب العدالة والتنمية من الاعتراف بفشله في تكوين حكومة يتزعمها والقبول بالتواجد في فريق يشارك فيه إذا أراد، لكن في حجمه الحقيقي في البلاد، أي ثانويا، لأنه إسلامه الشعائري لا يمثل الإسلام الثقافي لغالبية الشعب المغربي. فهو يعلم جيّد العلم أن المخزن لن بقبل به لولاية ثانية، خاصة الآن بعد أن فقد الإسلام المتزمت الدعم الذي كان يحظى به من الغرب.
رغم كل هذا، إلى الآن، رأينا بنكريان يتشبث بالحكم لعلمه برغبة الملك في احترام ما يقتضيه الدستور؛ لذلك رفض ومازال يرفض الاعتراف بفشله طامعا في الحصول على قرارٍ في إعادة الانتخابات، كأن البلاد في حاجة إلى فترة أطول من الانتظار أو أن مصاريف الانتخابات لا يحسن صرفها في ما أهم وأنفع للشعب.
ولا شك أنه لم يكن ينتظر بتاتا المبادرة الأخيرة للملك التي قلبت الوضع تماما بصفة ذكية بالدعوى، لأسباب منطقية عاجلة، نظرا لصفتها الديبلوماسية، بالإسراع في اجتماع المجلس النيابي المنتخب رغم عدم تكوين الحكومة. فرئيس الحكومة المكلف يعلم جيّد العلم ما معنى هذا، أي عدم اللجوء إلى انتخابات جديدة وخروج الأمر من بين يديه.
الحقيقة أن بنكيران تصرّف كمعاوية بن أبي سفيان حين رفع على المنابر بدمشق قميص عثمان للتدليل على مشروعية ثورته على الخليفة علي. إلا أن الزمن الحاضر غير ذلك الزمن، من ناحية؛ ثم إن قميص بنكيران ليس كقميص عثمان؛ فهو هذه المشروعية الانتخابية التي يتوكأ عليها بدون موجب.
 فعلا، إن بنكيران بمواصلة استعماله لهذا القميص لهو تماما كما فعل عثمان نفسه عندما رفض التنازل عن الخلافة متمسكا بها، قائلا أنه لا يقدر نزع القميص الذي سربله به رسول الله؛ فكان ذلك مما عجّل حتفه.
إن بنكيران لينسى أن الملك هو الممثل الأوحد للشعب بأكمله؛ فإن حصل هو وحزبه على أغلبيةٍ انتخابيةٍ، فليست تلك إلا الجزء الأصيغر الذي قلناه، بينما يبقى للملك مجموع الشعب، كل الشعب بأكمله. أليس هذا مما يكفي لنزع أي قميصٍ انتخابيٍ؟ هلا فهم عبد الإله بنكيران أنه أصبح بلا قميص ؟

(1)
(2)
نشرت على موقع أخبر.كم