Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

samedi 21 mars 2015

Polésie, politique poétique 2

التصدي للإرهاب بالفكر الإرهابي الثوري في تونس



لقد تغنى شاعر تونس الخالد بإرادة شعبها في الحياة، ولعل شعره اليوم مما يساعد البلاد على مجابهة ما يهدد أمنها واستقرارها، ساعيا إلى تقويض نموذجها الذي لا مثال له اليوم في العالم العربي.
فبالتشبث بهذا النموذج خلاص تونس ونجاحها في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه. إلا أن ذلك لا يكون بقوانين جزرية تمعن في انتهاك الحريات والحقوق، إذ لا يزال التونسي يعاني من قوانين جزرية مخزية ورثتها البلاد عن النظام الهالك ولم يبطلها النظام الجديد بعد. 
إن بقاء الديكتاتورية بتونس لما يريده الإرهاب الذي هدفه دعم القمع والتسلط المادي العلوي بتسلط أعلى معنوي باسم قراءة خاطئة الدين، إذ الدين منه براء.
التصدي للإرهاب بفكر تنويري ثوري
لعله من المفيد هنا التذكير بما يقوله أيضا شاعر تونس الأعظم في فلسفة الثعبان المقدس :
 لا عدل إلا إذا تعادلت القوى | وتصادم الإرهاب بالإرهاب.
ولا شك أن مجابهة الإرهاب بالإرهاب تكون بالتصدي للظلم والتسلط والتزمت بفكر تنويري ثوري يكون إرهابيا في جدته وجرأته. فهذا ما ينقص اليوم تونس، أي المزيد من العدل؛ ولا يكون ذلك إلا بتفعيل ما جاء بدستورها الجديد من حقوق وحريات في نطاق دولة مدنية.
إنه لا مجال بعد اليوم للإبقاء على كل ما ينقص من حريات الشعب وحقوقه وهو الذي يدفع الثمن غاليا للحفاظ على حقه في العيش حرا كريما ! لقد حان الوقت لإبطال كل ما بقي من عهد الدكتاتورية البغيض في قوانين البلاد التي تتجنى على حق الشعب في الحياة بحرية دون أن  أي تسلط بغيض من سلطات البلاد.
لقد دقت ساعة مقاومة الإرهاب بإرهاب فكري يتمثل في قوانين جريئة تبطل كل ما يمس بالحريات الشخصية في تونس الدولة المدنية. فلا يمكن بعد اليوم القبول بأي مساس بحرية المواطنة والمواطن التونسي في نطاق معتقده وتصرفه الشخصي ما دام الأمر لا يهم إلا حياته الخصوصية.
إن مقاومة الإرهاب تقتضي إبطال كل القوانين المخزية التي تحد من الحريات الخاصة والتي تدّعى باطلا مرجعية إسلامية، بينما لا أخلاق إسلامية فيها. من هذه القوانين تلك التي تجرّم المثلية أو التي لا تعترف بحرية الفكر والمعتقد فتنقصها باسم المقدس، أو تلك التي هرفض تمام المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث.
كلامنا هذا في هذه الأمثلة، وغيرها كثير، لهو من باب القراءة الصحيحة للإسلام، أي القراءة الثورية التنويرية التي لا تكتفي بالأخذ بحرف النص الديني وظاهره فقط ، بل تغوص إلى مقاصد الشريعة. وهي في إعلاء قدر الإنسان والمساواة التامة بين خلق الله، أيا كان جنسه ومعتقده.
الفكر التنويري خير إرهاب للإرهاب :
نعم، إن مثل هذه القراءة  للدين الإسلامي تخالف ما يراه للعديد من المدعين الإسلام، ممن يأخذ بالرسم ويتجاهل روح النص ولبه. وهي، لهؤلاء الذي يرعون الإرهاب في أمخاخهم، لهي من الفكر الإرهابي، هذا الفكر الثوري الحقيقي والتثويري للدين، إذ هو الذي  من شأنه أن يعيد للإسلام سماحته ورونقه وقد دنسه دعاة الرهبوت والنقموت بينما إسلامنا أولا وقبل كل شيء سلام ورحموت. 
إن الإرهاب اليوم ينشأ ويترعرع لما يجده من تعاطف لدى الحاضنة الشعبية  التي فيها الكثير ممن لا يعرف من دينه إلا اللمم، فينحى باللائمة على الدولة وممثليها لما يرى عندهم من كبت لحرياته وحقوقه. 
لذا ترى هذه الأطراف من الشعب، الجاهلة لدينها ولكنها العارفة حق المعرفة لحقوقها في الحياة الكريمة، تنجذب للعمل الإرهابي، لا لشيء إلا لأنها ترى فيه الرد اللازم للعنف السلطوي ولفهم للدين تعتقد غلطا أنه الصحيح عند الإرهابيين لا لشيأ إلا لأنه يجابه منظومة سياسية متسلطة تقمع حريات الشعب.
فالشعب يتألم عندما يرى البعض من أبنائه يُظلم لمجرد أنه تعاطى من شدة القهر مخدرا أو كانت له علاقة جنسية شاذة حسب الطبيعة التي جعلها الله فيه، فإذا مستقبله ينهار في سجون البلاد التي أصبحت مصنعا للإجرام ولتنمية الإرهاب.
إن الشعب يتألم أيضا لما يراه من تجاهل لحق أبنائه  في التنقل بحرية خارج حدود بلادهم، وهو أول حق من حقوق الإنسان وأوكدها، فيتفطر كبده للذين يرمون بأنفسهم في عرض البحر ابتغاء لحياة أفضل انعدمت في بلادهم فلا ترى للساسة أي تجاوب لفاجعهتم، بل إمعان في التعامل مع سلطات أجنبية ظالمة لا تسعى إلا مصالحها الضيقة.
لذا، يتعاطف البعض من شعبنا مع كل من يرفض النظام الذي يقبل بمثل هذه الإهانات لأبنائه، ولا يتردد في ذلك حتى وإن كان هذا الرفض جائرا من طرف أبناء غووا وغُرر بهم. فالإرهاب يؤدى إلى الإرهاب. 
إن الحاجة لماسة لنا في تونس لإرهاب فكري  يقوض كل ما فسد في قراءتنا لديننا وتصرفاتنا السياسية والأخلاقية حتى يكون النموذج التونسي حقا وحقيقة نموذجا يُحتذى به. فلتعمل السلطات الحالية، ساسة البلاد وحكامها، على إعادة الحكم للشعب بتفعيل حقوقه كاملة وحرياته بلا نقص ولا حيف في نطاق دولة تونس المدنية !
وليحكم شعب تونس بإبطال منظومة  البلاد القضائية المنافية للحقوق والحريات وتفعيل ما كرسه دستورها  من مستحقات في جميع ميادين حقوق الإنسان والدولة المدنية. 
ذلك هو الدواء الناجع لمرض الإرهاب إذ يعالج لا فقط ظواهره ومسبباته بل يقضى أيضا عليه في الأذهان خاصة. ولقد قالها شاعر تونس المبدع الآخر، ابن هانيء، و توجيه كلامه للشعب هنا أفضل : 
ما شئت لا ماشاءت الأقدار  |  فاحكم فأنت الواحد القهار 
نشرت على موقع أخبر.كم