أخيرا، نطق أهل الإسلام بالمملكة بكلمة السواء في موضوع الردة، فبين المجلس العلمي الأعلى بالمغرب في الوثيقة المعنونة «سبيل العلماء» أنه لا تحريم ولا تجريم لحرية الرأي في الإسلام التي يمثلها حق الارتداد عن الدين.
الجرأة لقول الحق أيضا في موضوع اللواط :
ولعمري، هذا ما قيل منذ أمد بعيد وذكّرنا به العديد من المرات حتى لا نظلم الناس ولا ديننا، دين الحقوق والحريات. ولعله مما يثلج الصدر اعتماد البلاغ الصادر عن المجلس التحليل الذي ورد في مصنفنا الصادر بالدار البيضاء منذ أربع سنوات تقريبا، عن دار إفريقيا الشرق، في حقيقة الردة في الإسلام ضمن سلسلتنا من أجل تجديد العروة الوثقى الإسلامية.
وإنه ليسعدنا ذلك فيشجعنا على الإهابة بالمجلس على المضي قدما في مواصلة مثل هذه القراءة النزيهة لدين ثوري ترفع الغشاوة عن أعين الناس التي دعدشته.
نهيب إذن المجلس اليوم لقول كلمة السواء أيضا في المثلية وذلك قياما بالتحليل نفسه الذي قام به في موضوع الردة في أمر اللواط؛ وقد سبقناه إليه أيضا في الكتاب الرديف للمصنف الآنف الذكر والصادر في نفس الوقت وكتابنا في الردة.
موضوع اللواط مماثل لموضوع الردة في الإسلام :
تماما مثل أمر الردة، فلا حكم في القرآن في منع اللواط أو المثلية. فكل الآيات الواردة في الموضوع من القصص، ولا حكم في القصص. وهي تذكّر بما كان موجودا من تحريم في اليهودية والمسيحية لم يقره دين القيمة.
وتماما أيضا كالردة، ليس هناك أي حديث صحيح في الموضوع؛ فلا البخاري ولا مسلم، أصح الصحاح، يذكران أي حديث في الغرض، إذ لا شيء ثبت عن الرسول في الأمر حسب أبو حنيفة النعمان والشافعي في أصح رأيه.
وهذا ليس بالغريب بتات لأن الجنس العربي تماميّ، لا يفرّق بين الذكر والأنثى؛ وذلك ما يتطابق مع الجنس في الطبيعة. مع العلم أن الفقهاء، بتأثير من الإسرائيليات هم الذين اختلقر جريكة اللواط بالقياس على الزنى.
متى إذن يعلن المجلس العلمي الأعلى بالمملكة وبكل صراحة أن اللواط أو المثلية فطرة في بعض البشر أقرها الإسلام الدين الذي يحترم الذات البشرية في علمية تعاليمه وكونيتها؟ بهذا نخلّص ديننا الثوري مما شوهه من الإسرائيليات الراسبة فيه منذ زمن فنعيد له سماحته ورونقه لأنه بحق ملة الإناسة والتسامح واحترام الذات البشرية.
الهامش :
نشرت على موقع أخبر.كم