حذار، الألزهايمر ليس مرضا، إنه مجرد خرف !
هذا ما يمكن قوله حسب أحدث توجه علمي في الميدان، الذي يمثل ثورة في التعامل مع هذه الظاهرة المثيرة للشيخوخة المبكرة للدماغ. فهي العودة إلى ما عرفناه في مجتمعاتنا حيث لم نكن نعتبر قط الخرف مرضا. فأحدث الاكتشافات اليوم تدعو المجتمعات الغربية للعودة إلى الأخذ بما طرحته جانبا، أي هذا الذي لا نزال نعمل به في مجتمعاتنا، وإن أخذ بالتقلص نظرا للرغبة الجامحة في محاكاة الغرب، مما يجعلنا نحاول معالجة الألزهايمر بالعقاقير بينما نحن لا نفعل إلا تسميم من نريد مداواته.
فحذاري، حذاري من إعطاء الدواء لمن خرف، إذ هذا الدواء يجعل منه حقا مريضا لا حالة الخرف التي هي طبيعية لهرم الدماغ، وإن كان مبكرا، وذلك لأسباب لا يعرفها العلم اليوم.
هذا محور الكتاب الذي يصدر هذه الأيام بالدار البيضاء عند الناشر أفريقيا الشرق وهو بعنوان : التعافي من الألزهايمر.حول أسطورة شبه مرض. فبعد أن بينت بالفرنسية كيفية معالجة ما هو ليس بمرض، متحدثا عن معاناتي لما أصاب أعز الناس إليّ وذلك مدة طويلة Guérir l'Alzheimer ! Manifeste hors poncifs, L'Harmattan, février 2012 ها أنذا أتوسع في هذا الكتاب بالعربية في نفس الموضوع من زاوية علم الاجتماع حتى يأخذ حقه فننقذ كبارنا من براثن المادية التي طغت على كل شيء إلى حد التضحية بحياة الناس وبصحتهم.
ليس الألزهايمر بمرض !
نعم، لم يصبح الألزهايمر مرضا إلا لأسباب مادية نشير إليها لاحقا، إذ ليس في أعراض هذه الحالة من المواصفات ما يمكّن من اعتبارها مرضا قائم الذات. فلقد صنّفت مرضية بما أنها تتمثل في اختلال بدني للإنسان على مستوى مخه وخلاياه الذهنيه مما يؤدي به إلي شيخوخة مبكّرة وهرم غير عادي قبل الأوان يبدأ بفقدان الذاكرة لينتهي بحالة مكربة من فقدان كل ما يميز البشرية، إذ يغدو في هوان مقيت.
والمعروف عن هذا الذي يُدعى بمرض النسيان أنه لا دواء له؛ ورغم ذلك فنحن نسارع لإعطاء من وقع تصنيفه في خانة هذا المرض ما من شأنه تسميمه وذلك لاعتقادنا أننا نمنع المرض من التطور بسرعة. وفي نفس الوقت، نحن تنقص قيمة الذات البشرية سواء في أعيننا، إذ يصبح بشرا منقوص المؤهلات، أو في عين المريض نفسه ونظرته لها، إذ هو يشعر تمام الشعور بذلك النقص فينطوي على نفسه ويتصرف كما تفرض عليه أحواله الجديدة. عندها تراه يتصرّف لا كما تقتضيه طبيعته وتمكّنه من ذلك، بما فيها من مؤهلات، بل لاعتقاده بمرضه مما يجعله يتركها جانبا أو يتجاهلها، فتتلاشى حتما وتنمحي فيصبح حقا مريضا.
وهنا بيت القصيد؛ إذ أن مريضنا، حتى وإن لم يكن حقا بالمريض، يصبح قسرا ذاك المريض بحكم ضرورة تناول ما يجب أخذه من عقاقير تزيد في تنامي حالته المرضية أو تعكرها بما لا فائدة منه وهي أصلا صحيحة. فلنتذكر كيف كان أجدادنا يتعاملون مع من يفقد ذاكرته من شيوخنا ! لقد كانوا يحافظون على إنسانيتهم أشد المحافظة، فيواصلون الحياة بصفة طبيعة دون دواء ولا سموم، فلا هم مرضى ولا هم بفاقدين لقيمة ذاتهم البشرية. فقد كانوا فقط فاقدي الذاكرة لأجل الشيخوخة أو الخرف.
هكذا كان يعامل أجدادنا من نسِمه اليوم بمريض الألزهايمر، وهكذا يتوجب علينا معاملته من هنا فصاعدا، لأننا لسنا حيال مرض حقيقي، بل شبه مرض حيكت حوله أسطورة كان سببها التكالب على المادة. لذا، ندعو بإلحاح بعد أن بينا بالدليل القطعي أن الألزهايمر ليس إلا شبه مرض، إلى الكف عن اعتبار مرض التطور غير العادي في نطاق التطور العادي للمخ. وإلا فعلينا الاعتقاد أيضا في إمكانية محو الشيخوخة من قدر الإنسان! ولنعلم أيضا أن وهم إيجاد مصل للألزهايمر ليس إلا من قبيل المهاترات والخدعة الاشهارية المحضة.
موقف العلم اليوم من الألزهايمر
كل الفتوحات العلمية، بما فيها تلك التي تقع في ميدان الوراثيات الجزيئية أو علم الوراثة الذري Génétique moléculaire، لا ولن تغير الطبيعة الإنسانية، فهي مجرد جزء من تاريخية التطور الذهني للبشر ومنه الشيخوخة والخرف.
إن أحدث موقف علمي حاليا يبين ضرورة العودة إلى التقاليد التي أثبتت الأيام صحتها، حيث كان ما يسمى بالخرف يعامل كظاهرة طبيعية عادية لا تقتضي إلا وسع البال والقبول بما قدّر الله وأراد، وهل من راد لحكمه؟ فتلك سنة الحياة في الشيخوخة كمآل الإنسان في التدني إلى حال سيئة، وإن كان هذا سابقا لأوانه، مع تفاقم النسيان وفقدان العديد من المهارات البشرية المعهودة في أيام الصحة.
تلك هي النظرة العلمية الجديدة لحالة ما يُسمّى بمرض الألزهايمر في نوعيتها وصفتها المجردة قبل أن تصبح مرضا مركبا فتتعقد الحالة وتتأزم الأمور. فنحن هنا أمام حالة عادية لشيخوخة غير عادية ستصبح حالة غير عادية لشيخوخة غير عادية. ذلك لأن الحالة الأولى غير مرَضِية بينما الحالة الثانية مرَضِية. وما يجب لفت الانتباه إليه هنا هو أن مثل هذه الحالة ما أصبحت مرضية إلا حينما وصفناها بالمرض، فادعينا العمل على شفائها.
كيف نشأ وهم مرض ألزهايمر؟
كيف مررنا إذن من حالة غير مرَضِية كانت تُعد عاديّة أو شبه عاديّة، لما تختص به من نقص في المهارات البشرية المعتادة، إلى هذه الحالة المرضية المرعبة، بما أن مرض ألزهايمر وهم وأسطورة؟
كان الألزهايمر يُعرف بالخرف، مجرد حالة شاذة للشيخوخة يكثر فيها النسيان وبعض حالات الهلوسة، ثم لا شيء غير ذلك، لأن الشخص الذي تبدو عليه هذه العوارض يواصل حياته بصفة طبيعية وعلى نسقها السابق، فلا ينقطع عن الاتصال بمحيطه البشري ولا يفقد قيمته البشرية ولا ينتقص منها رغم ما ألمّ به، لأنه يبقى في عيون أهله، وخاصة الصغار منهم، ذلك الكبير المبجّل. وهذا أفضل مصل لأعتى مرض وخير جُنة صحية يمكن لنا تنميتها والحفاظ عليها.
لقد نشأ وهم مرض ألزهايمر حين عاين ألويس ألزهايمر وشخّص مثل هذه الحالة سنة 1910 وكان ذلك من طرف مشغّله في المصحة الملوكية بميونيخ للطب العقلي، أميل كرابلن Emil karepelin ، وهو اختصاصي مشهور في الأمراض العقلية. وتم هذا في نطاق طبعة تلك السنة لكتابه الوجيز في طب الأمراض العقلية الذي كان يُعد من المراجع القيّمة نظرا للمستوى العلمي السامي لمؤلفه.
ورغم أن الاختصاصي قال بصريح العبارة : «إن التأويل السريري لمرض ألزهايمر لا يزال حاليا غير واضح المعالم»، فقد تجر أ على تسمية حالة لم تتضح بعد معالمها مرضا، فكتب : «رغم أن التحريات التشريحية تشير أننا حيال حالة خطيرة من العته الشيخوخي، فأمر ظهور المرض من حين لآخر في الأربعين من العمر لا يخدم مثل تلك الفرضية. ففي هذه الحال، يتوجب علينا على الأقل افتراض وجود حالة عته سابقة للشيخوخة، إلا إذا كنا أمام تطور مرضي فارق، مستقل في معظمه عن السن».
هكذا كانت البداية المثيرة لأسطورة مرض ألزهايمر. وكانت أسباب هذه الخدعة العلمية عوامل غير أخلاقية بالمرة نذكرها في ما يلي. إلا أن ما يهمنا الآن التأكيد عليه هو انعدام الضوابط الطبية والأدلة العلمية لمثل هذه التسمية الاعتباطية، المخلة بالقواعد المهنية. ولعله من المهم الإشارة أن المعني بالأمر الأول الذي قُرن اسمه بهذا المرض الجديد، أي ألزهايمر نفسه، أبدى اندهاشه من صنيع مشغّله ولم يتردد في قول ما يلي في مقال له نشر في غضون السنة الموالية : «السؤال مطروح في معرفة إذا كانت هذه الحالات المرضية التي اعتبرتها خاصة تنطوي دائما على ملامح خصوصية، سريرية ونسيجوية، تفرق بينها وبين العته الشيخوخي، أم إن هذه الملامح هي بخلاف ذلك متعلقة بالعته الشيخوخي ولا شيء آخر».
بل إن ألويس ألزهايمر ذهب إلى أبعد من ذلك حيث ألمع إلى ازدواجية شخصية مشغله حين كتب : «كرابلن يعتقد دوما أن وضع هذه الحالات ليس واضحا تمام الوضوح». ثم هوذا يخلص إلى النتيجة التالية في إجابة على سؤال حول الحالة نفسها بعد مدة من الزمن لم تُغيّر رأيه في الموضوع : «ليس إذا أي دليل غير مدحوض في اعتبار أن سبب هذه الحالات هو سياق مرض خاص. إنها تمثل ذُهان شيخوخي (الذُهان، وهو ما يعبّر عنه بالفرنسية بكلمة Psychose وهو اختلال في الوظائف العقلية ينتج عته اضطراب شامل في الشخصية يجعل المرء غير قادر على التكيف المجتمعي)، أى حالة شاذة من عته الشيخوخة. ومع ذلك، فلها مكانة على حدة تفرض معرفة وجودها».
دواعي أسطورة مرض ألزهايمر
ما الذي حدا بعالم جليل إلى مثل هذا التصرف الذي هو من قبيل التحيّل العلمي والخداع النظري؟ إنها المصالح المادية التي تحكمت في ذلك كما ستتحكم من بعد في صحة الملايين من البشر. فبالرغم من غياب العوارض الحيوية الضرورية بحالة مرضية خصوصوية تجعل منها حالة مستقلة بذاتها، صنّف كرابلن الشيخوخة غير العادية لأول من عد مريضا بالألزهايمر أوغيست داتر Auguste Deter مرضا بحاله مخالفا بذلك أبسط قواعد المنطق العلمي؟
لقد كانت الأنا متضخمة عند كرابلن للأسف، كما هي الحال عند العديد من العلماء الكبار الذين تذهب الشهرة بلبهم فيهيمون في خيلائهم ويعتقدون أن كل شيء بإمكانهم، فلا يستحيل عليهم. ثم كان أيضا في خصام شديد وسباق شرس مع مصحة تنشط في نفس ميدان الطب العقلي بمدينة براغ. وكانت المصحتان تتنافسان السبق في الميدان، كل يريد أن يكون المرجع الأوربي الأول في ما يخص الذهان العقلي Psychose mentale. ومعلوم أن مصحة براغ هذه أعطى مديرها أرنولد بيك Arnold Pick اسمه لمرض آخر في التشوش الدماغي التدريجي، فسمّي مرض بيك.
والمثير للدهشة هنا حقا هو أنه كان بمصحة الدكتور بيك من الباحثين من اشتغل على نفس البحوث التي اهتم بها ألزهايمر؛ إلا أنه توصل إلى نتائج معاكسة تماما مع التوجه إلى التعبير عن الحالات المدروسة بعبارة مغايرة تعنى العته الخرفي Démence presbyphrénique بالرغم من أن المعاينة كانت تخص نفس الحالات.
لذا، فبتسرع كرابلن في إطلاق لفظ المرض علـى الحالة التي كان ألزهايمر بصدد درسها في مصحته، نوى الحصول على سبق علمي في ما كان يُعد سباقا بين المصحّتين. وهكذا، لم يحترم كرابلن القواعد العلمية لمجرد كسب لعبة سباق من شأنه أن يدر الأموال الطائلة على المصحة للتشجيع على مواصلة البحوث.
لقد لعبت أيضا المشاكل المادية التي كانت تعاني منها المصحة في تلك الحقبة الزمنية دورا أساسيا في ترجيح الكفة للإسراع بإعلان تقدّم هام للبحوث بالمصحة باكتشاف مرض جديد.فقد كانت مصحة الدكتور كرابلن تعاني من تقلّص كبير في التشجيعات والتمويلات المادية التي حولت وجهتها في تلك الفترة نحو أعمال فرويد Freud واكتشافاته الهامة في ميدان علم النفس الذي أحدث ثورةكبيرة في الزمن نفسه.
وليس مما يخفى تلك العداوة الشرسة التي كانت قائمة بين كرابلن، وهو رائد مدرسة طبية عضوانية Organiciste، أي تربط كل مرض بجرح عضو من الأعضاء، والمدرسة الجديدة التي ظهرت آنذاك بزعامة فرويد وعلمه الثوري التحلينفسي Psychanalytique، أي الخاص بالتحليل النفسي أو النفساني Psychanlayse. وقد كان فرويد يعتبر مدير مصحة ميونيخ عدوا لدودا له. فالحرب كانت مشتعلة بين الإثنين، خاصة بعد أن نشر فرويد كتابه الشهير «في تعبير الرؤيا» أو ما يسمّى بتأويل الأحلام L'interprétation des rêves الذي نال شهرة كبيرة وأقام ثورة في ميدان دراسة العُصاب النفسي أو الجسمي Névrose.
ولم تكن نظرية علم النفس الجديد تروق البتة لزعيم المدرسة المضادة، خاصة أنها تجعل أعراض الأمراض المتعلقة بطب الأمراض العقلية والنفسية مرتبطة باللاوعي، ذاهبة إلى حد القول بإمكانية معالجة العُصاب بإعادة رغبات وشهوات غير واعية أو ذكريات مكبوتة إلى سطح الوعي وبواسطة معالجة «تحلينفسية» لا غير. خاصة وأن المدرسة الفرويدية أصبحت سريعا جد شعبية مما سرّع بضمّها في طرق المعالجة السريرية؛ وما كان ذلك إلا على حساب طريقة المعالجة المعهودة في المدرسة العضوانية التي يتزعمها كرابلن.
وكان رأي هذا الأخير في طب الأمراض النفسية حسب فرويد بأنه أقرب للفن منه إلى الطب، وأنه لن ينجح في علاج الناس. لهذا، فهو بإعلانه ولادة مرض جديد حسب المعايير العضوانية يدعّم مقولاته ويعمل على دحض ما يعتبره هراء في المفهوم العلمي الصحيح للمرض الذهني. ولا غرو أن هذا من قبيل الحق الذي يراد به الباطل. فقد وظف كرابلن كل ثقله العلمي وشهرته الثابتة لفرض مقولة لا أساس لها من الصحة بادعائه أن ما دعاه مرض ألزهايمر هو اضطراب عضوي.
فهو بذلك لم يقم إلا بمناورة احترابية واستراتيجية تمكن مدرستة العضوانية من التمركز في ميدان الذُهان الشيخوخي، جاعلا منه شبه محمية لها، مقصيا بذلك إمكانية صرفها إلى ما جاءت به النظريات الثورية الجديدة خاصة وأنها أصبحت تجتذب إليها أغلب الإعانات المادية والمساعدات للبحوث وتمويلها. فبهذا المرض الجديد سعى ونجح في إيقاف نزيف التمويلات بعيدا عن مصحته لفائدة التقنيات الأنسية الجديدة ، مستعيدا العديد من اعتمادات البحث والتمويل لفائدة مصحته.
هل يمكن التعافي من الألزهايمر؟
إننا اليوم إزاء حرب قائمة على مرض مزعوم أصبح رغم ذلك مرض العصر والمرض العالمي بامتياز. فكما قلنا، عمل المستفيدون من وهم مرض ألزهايمر، خاصة الصناعة الصيدلية، على إثارة الرعب في النفوس مما ليس هو إلا شيخوخة عادية للمخ، وإن كانت مبكّرة وذات مشاكل. فوصفها بالمرض، إضافة للخيانة العلمية التي بيّنّا، يخون المريض إذ يوهمه بالعلاج بينما لا علاج لهذا المرض المزعوم. بل الأدهى هو أن صفة المرض وضرورة تعاطي الدواء المعد له يمنع تماما من إمكانية معالجة هذه الشيخوخة غير العادية بطرق أفضل ونتائج أكبر.
إن استحالة الشفاء من الألزهايمر كما يقر بها الأطباء اليوم لا تخص إلا الحالة إذا عدت مرضا. أما إذا اعترفنا بإن مثل هذه الشيخوخة ليست ضرورة بالمرض، فالتعافي منه ممكن. وبما أن حالة الخرف المسماة تعسفا مرض ألزهايمر ليست بالمرض في رأينا ورأي العديد من أهل العلم الموضوعيين اليوم، تبقى إمكانية التعافي منه واردة ولا محالة خاصة إذا ما تذكرنا كل ما هو غير مادّي في حياتنا، ومنه تلك الثروة الهائلة المتمثلة أساسا في الروابط العائلية وتوطد أواصرها في مجتمعاتنا التي تجعل كبيرنا لا يغادر أهله وذويه مواصلا حياته بينهم مقدّرا مبجّلا.
فلا مندوحة من أن نحافظ على هذه العادات التي ينصح الطب اليوم في نظرته الجديدة لما هو ليس بمرض بالعودة إليها حيث تبقى السلاح الوحيد الذي بمقدوره إعانة شبه مريض الألزهايمر، هذا السلاح السحري الذي لا مناص من استعماله خاصة إذا كان ذلك بمقدور عائلة المريض المزعوم في ظل انقلاب نسبة استعمال الدواء من الفائدة الضئيلة إلى المضرة الكبّار. وهنا لا يفوتنا التذكير بأن كل مادة كيمياوية، وهي من العناصر الجوهرية للأدوية، لها ما يسمّى بالآثار المثارة طبيا أو بواسطة الطبيب ِEffets iatrogènes. وهذا من شأنه أن ينقص من التضخم في قيمة الدواء الذي عندنا وإبعاد كل عزيز علينا عنها أيضا إذا داهمته شيخوخة مبكرة عضال.
ضروري إذن الإشارة إلى جزء آخر من الثروة الطبيعية التي لدى البشر ولا يعيرونها الأهمية التي تستحق، وهي الوحيدة اليوم كعلاج للألزهايمر ولعديد الحلات المستعصية طبيا مثل شبه المرض هذا. إنها تتمثل في هذه القدرات الخارقة للعادة من موجات وذبذبات Ondes، ومن مجاري وتيارات Courants مغناطيسية كهربائية Électromagnétiques ومن أجواء أو طاقة مغناطيسية Fluides et énergies magnétiques. كل ذلك يكوّن قوة هائلة داخلنا بمقدورها أن تصبح علاجا يهب العافية لمن يستفيد منها، علاوة على صاحبها، من خلال علم همه أساسا ما يختلج في القلب من نبضات إنسانية تجعل من المحبة إجراء طبيا كما هو في الحقيقة إذا عدنا إلى قسم أبقراط.
كل هذا، إذا قدرنا على تطويعه والاستفادة منه، ليمككنا من التعافي بحق من الألزهايمر. وسآخذ مثالا فقط للايضاح يتعلق بالطاقة الهوائية أو الشمسية وكل الفائدة التي نجنيها منها إذا عرفنا كيف نوظفها لأغراضنا؛ ودعك من الطاقة الكهربائية وهي فينا وفي مشاعرنا وأحاسيسنا!
هذا ما أسميه المعالجة بالقبل Bécothérapie وهو السلاح السحري الذي يمكننا من التعافي من الألزهاير، وقد بينت مواصفات هذه الطريقة في كتابي بالفرنسية وتوسعت فيها في هذا الكتاب الأخير بالعربية.