Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 22 mai 2015

Veille axiologique 3

من «الزين الي فيك» إلى القبح الذي فينا !



لعمري، إنها لوقاحة لا حد لها هذه التي تستنكر على الشريط السنمائي المبدع لنبيل عيوش نجاحه في تقمص نماذج حية من حياتنا اليومية بالمغرب وفي تصويرها كما هي، نابضة حياة وحيوية، وكأننا نعيشها مع أشخاص الفيلم!
هذا هو الذي يثير حفيظة من يدّعي التمسك بالأخلاق وهو يدوسها دوسا، لأن الأخلاق ما كانت أبدا التحفظ عما يميّز الواقع من مساويء، بل الاعتراف بها حتى نقاومها بجدية وفاعلية.
فهل بإمكان الطبيب معالجة العلة إذا لم يسأل مريضه عن أسبابها ومسبباتها ثم  يكشف عن بدنه ويفحصه فحصا دقيقا للتثبت من صحة تخمينه وإثباته علميا؟
شريط عيوش يخدم الأخلاق الصحيحة : 
هذا ما فعله النطاسي الفنان عيوش في إبداعه الأخير الذي تمكن فيه ببراعة من تسليط الضوء على ما في مجتمعنا من عيوب أثارت ما في البعض منا  من عديد العيوب التي هي أفحش وأشد شناعة؛ فكما يقول المثل الشعبي «المجراب تهمزه مرافقه». 
ذلك لأن كل من انتقد الشريط وعاب عليه ترجمة الوافع المعاش كما هو دون زخرف أو تمويه لا يعترف بقبح ما فيه من سوء أخلاق وفساد دين، بل يرمي الشناعة على من يحاول  حقا خدمة الأخلاق  بتعرية المسكوت عنه وإظهاره كما هو لا كما نريد أن نراه.
إن مثل هؤلاء المدّعين التحمس للفضيلة والأخلاق الحميدة  ليعملون على إزالتها من المجتمع بسعيهم المسعور لتغطية ما في الواقع الآني واليومي من تعاسة، رغم أنها حاله المكينة. فهم يقبلون بها ضمنيا، بل ويمارس البعض منهم في الخفاء ما يستنكرون علنا، عملا بالقول المأثور في الاستتار عند العصيان. 
لكن هيهات من الاستتار عن الله الذي لا يستحي منه من يندد بهذا الفيلم، لأن الله يخيّر المذنب في صدق تصرفاته وحسن إنابته على المنافق الذي يدّعي ذكر الله في كل كلمة من كلامه والذي يدعو به لا للحسنة بل للسوءى، بينما الله - وكذلك من يرعى حقا حقوقه - يفرض عليهم كلمة الحق وإن كانت بقبول السيء كما هو لأصلاحه.
فالدين أبدا هو كلمة السواء، وهي اليوم في القبول بما نجده بمجتمعنا على حاله، لأن ذلك مما أراده الله فيه، وهل راد لقضاء الله؟ بعد ذلك، يأتي طبعا دور النيات الطيبة حقيقة لتعمل، بعد أن تكون تعرفت على الواقع  كما هو دون أي رفض، على إصلاحه تماما كما يفعل الطبيب، لا كما يدّعي الدجال فعله.
هذا،  ولا يجب أن ننسى أنه من الواجب علينا دينيا غض النظر عن مساوىء المجتمع؛ ويكون هذا بالقبول به والكلام فيه بكل صراحة دون أي تدجيل، فلا حياء في دين الإسلام؛ بعذ ذلك، يمكن إعطاء المثل الأسنى. أما التنديد قانونيا وقوليا بالموجود الثابت المعاين، فهو من المراءات في أفضل الحالات، إذ هو في معظمها من الخزغبلات وتبليس إبليس.
حقيقة الأخلاق في الإسلام :
في الإسلام الحق، لا بد أن يكون الفعل منا المثل الأعلى في مكارم الأخلاق؛ والأخلاق قول وفعل، وهي أولا وقبل كل شيء قناعة، إذ لا تُفرض الأخلاق بالقوة، بل تنبع من القلب لتتحكم في القول والتصرف بكل فاعلية، فلا يأتي أبدا بها لا القمع ولا العنف وقد تفشيا فينا فأهدرا الأخلاق في مجتمعنا. فمن المسؤول عن تردي أخلاقنا؟
لقد أثبت العلم اليوم أن القمع الأخلاقي والعنف المادي والمعنوي يزيدان في تردي الأخلاق، إذ يعمقان الهوة بين أصحاب السلطة والسطوة الذين يفعلرن ما يشاؤون بما أنه لا تطالهم قوانينهم الجزرية؛ فالمجموعة عند هؤلاء كبش فداء لأفعالهم الشنيعة وتصرفاتهم التي ليس فيها من الأخلاق إلا ظاهرا باطلا مناف لأبسطها. لذا نرى أبناء الشعب وبناته يراوغون ويحتالون للعيش لا حسب الطبيعة التي فيهم وميولاتهم فقط، بل وأيضا اقتيادا بمن هم فعليا أسيادهم في أفعالهم القبيحة لا في مناقبهم.
إن الأخذ الحالي للدين و للأخلاق عندنا لا يؤدي إلا إلى هدم صرحهما من الأساس بما أنه يرفض الواقع كما هو ليفرض تصرف البعض المتزمت منا ممن له نظرة ظلامية، لاتاريخية، لا علاقة لها بالواقع مع تصرفات خرقاء غير أخلاقية، سواء ظاهرا أو باطنا. 
أما الظاهر، فهو رفض هؤلاء القبول بالآخر المختلف كما هو؛ ولا شك أن هذه أكبر الشناعة. ذلك لأن الله يقبل بعبده كما خلقه ليتدرج في التزكي، بينما لا يقبل به من يدعي العمل لله. وأما الباطن، فحدث ولا حرج عن الفضائح الأخلاقية التي تطفو من حين لآخر في زمن لم يعد يخفى فيه أي شي عن العيون. 
فالأفضل اليوم هو القبول أولا بالأمور كما هي، لأنها لا تخفى عن عين الله وإن خفيت عن عيون الناس، ثم العمل بكل الوسائل المسالمة لتحسينها بالتي هي أحسن حتى يكون عملنا أكثر نجاعة في نتائجه وللمدى الطويل بترك كل فعل لا يستند إلا على  الرهبرت والنقموت، خاصة وأن ديننا رحموت كله !
هذا ما تبيّنه سنة نبينا الأكرم وصحابته، إذ كانوا لا يستنكفون قبول بذاءة أعدائهم بل واستعمالها للرد عليهم ومقاومتم رغم أنهم سعوا دوما المثل الأصلح ومكارم الأخلاق. فمثلا لم يعد اليوم ممكنا لنا استعمال بعض الكلام الذي يعتبر شائنا مما نسمعه بشوارعنا، مثل الذي عابه البعض على شريط عيوش.
نماذج أخلاقية من السنة النبوية :
ولنختم بنماذج من السنة السنية تبين مدى انفصام شخصيتنا اليوم بما أننا نجرم ما لم يكن مرفوضا عند سلفنا الصالح وعلى رأسه الرسول الكريم.
مثال ذلك الفعل العربي القح «ناك» والمصدر منه «النيك» همت مما ترميه بالبذاءة اليوم بينما استعمله السلف دون أي حرج، ومنهم حبر الأمة عبد الله ابن عباس الذي تزخر كتب الفقه والأدب بذكر البيت الذي كات يردده في إحدى حجاته إلى البيت العتيق:
  «وهن يمشين بنا هميسا *** ان تصدق الطير ننك لميسا». 
هذا وقد كتب العديد من الفقهاء الأجلاء في مواضيع الجنس وما يتعلق به بدون أي حرج، كما عنون الإمام السيوطي إحد مصنفاته هكذا : «نواضر الأيك في فوائد النيك».
إن ذكر العورة والكلام المتعلق بالجنس ليس مما يمنعه دين الإسلام بما أنه دين ودنيا، بل حتى العراء لم يكن ممنوعا قبل تغلغل الإسرائيليات في دين الرسلام بما أن الحج الإسلامي الأول تم على الطريقة العربية المعهودة، أي مه حجيج عراة، نسوة ورجالا.
ولشرح فلسفة عدم الحرة في مثل هذه المواضيه، بين شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة  ما يلي: « من العلماء من قال: إنَّ هذا يدل على جواز التصريح باسم العورة للحاجة والمصلحة، وليس من الفحش المنهى عنه.» 
ومما يذكر هم الرسول الكريم أنه استعمل بنفسه مثل هذه العبارات التي نندد بها اليوم، ولم يمنع أصحابه من اسنعمالها، حتى من لم يكن يفعل ذلك لأخلاقه اليهودية التي كانت متزمتة في المسائل الدينية، هذا الذي بقي عند البعض من متزمتينا الآخذين بالإسرائيليات.
فقد رُوي عن أبي بن كعب، الصحابي الجليل، أنه سُمع على غير عادته قبل أن يسلم يتلفظ بشتائم من هذا القبيل : « أعضض بأيرأبيك» أو «أعضك الله بأير أبيك» «وأعضض بـظر أمك». وهذا يحاكي ما نسمعه اليوم من شتائم بشوارعنا، حول «الزب» و«الصرم»، إذ الأير هو العضو الذكري للرجل والبظر هوالعضو الجنسي للمرأة. ولما أنحى البعض باللوم على أبي قال ما يلي : «عن أبيّ رضي الله عنه أن رجلا اعتزى فأعضه أبي بهن أبيه فقالوا : ما كنت فاحشا قال : إنا أمرنا بذلك. والهن بمعنى الفرج.».
ولا غرابة في ذلك إذ مما رُوي عن النبي الكريم ما يلي : «  لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له : لعلك قبّلت ، أو غمزت ، أو نظرت. قال : لا يا رسول الله ، قال : أنكتها . لا يكني ، قال : فعند ذلك أمر برجمه . أخرجه البخاري : 6824  وأحمد شاكر ]مسند أحمد 4/143  ، والألباني]إرواء الغليل 7/355   عن عبدالله بن عباس - صحيح»
ولنذكر أيضا ما يروى عن أكبر الصحابة قدرا، الخليفة الأول، إذ كان استعمال مثل الكلام الشعبي الذي نعتبره اليوم من البذاءة ونجرمه : «امصص بـبـظـر اللات ]البخاري 2731 »
والحال نفسها عند الخليفة الثاني عمر الفاروق : «أعضك الله بـبـظـر أمك ]كنز العمال 12/ 675 »
وليس هذا مما يُذكر عن السنة فحسب، بل كان متفشيا أيضا عند أهل البيت؛ من ذلك ما يروى عن الحسين بن علي بن أبي طالب في حديث له يخص أحد بني أمية : «أكلت بـظـر أمك إن لم تبلغه عني ما أقول له ]المطالب العالية للعسقلاني حديث 4581 »
فليتعظ إذن من يدّعي الأخذ بالأخلاق الإسلاامية وبالدين الحنيف وهو يهدم صرحه بانتقاد كل ما يخدم حقا دين الإسلام كهذا الشريط السينمائي المبدع  «الزين الي فيك» الذي لا محالة يبين بضرواة كل السوء والإساءة في البعض منا. 
فإلى متى نسمح لقلة ضالة، متزمتة، داعشية إفساد إسلامنا المتسامح ودينها ليس فيه را الرسرائيليات؟ ذلك أنه لا يجب بتاتا أن نغتر بادعاء هذه الشرذمة المتزمته تمثيل الإسلام، لأنها قلة قليلة غوت بمغربنا، وهي لا تبدو كثيرة إلا بالعنف الذي تمارسه ماديا ومعنويا  مع السكوت المخزي لمن واجبه قول الحق ولو على نفسه.
نشرت على موقع أخبر.كم