تعقيبا على خطاب محمد السادس بالرياض : كيف نتصدّى بنجاعة للمؤامرات؟
في خطابه لدى افتتاح قمة المغرب ودول الخليج يوم الأربعاء المنقضي بالرياض،* العاصمة السعودية، قال جلالة الملك محمد السادي بالحوف الواحد: «إن الوضع خطير، خاصة في ظل الخلط الفاضح في المواقف، وازدواجية الخطاب بين التعبير عن الصداقة والتحالف، ومحاولات الطعن من الخلف».
هكذا، يؤكد جلالة الملك ما لم نفتأ عن التحدث فيه، هذه اللخبطة القيمية التي تعيشها بلاد الإسلام ! فها حان الوقت للخروج منها بأخذ القرارات الضرورية ؟
الخروج من السياسة كحرب ومصالح :
نعم، يقول ملك المغرب إننا «أمام المؤامرات التي تستهدف المس بأمننا الجماعي»؛ ثم يبيّن دون توضيح هوية من يتّهم «إنهم يريدون المس بما تبقى من بلداننا، التي استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها، وعلى استمرار أنظمتها السياسية».
وطبعا، قصده لا غموض فيه بما أنه يحصر كلامه في «دول الخليج العربي والمغرب والأردن التي تشكل واحة أمن وسلام لمواطنيها، وعنصر استقرار في محيطها».
على أن الغموض الذي يرافق كلام الملك ليس في هوية الأعداء، وهم كثر ولن ينعدموا طالما في الدنيا مصالح وسياسة لبّها المخاتلة والخداع، إذ مفهوم السياسة لا زال عند الأغلبية الحرب، وهذه حتى في ديننا تقبل الخديعة، بل يحث عليها.
الغموض، حقيقة، هو في اعتبار الوضع الراهن بالبلاد العر بية الإسلامية هذا الخير الذي يريد الأعداء الفوز به أو العمل على انعدامه في بلداننا؛ فهل هو الخير حقا؟ وإن كان كذلك، فهل هذا رأي الشعب طرا ؟ أليس هو خير البعض من طبقاته ؟
إذا سلّمنا بما هو من الواقع الملموس، أي أن الخير ببلداننا ليس للجميع، أليس من باب النزاهة طرح السؤال الآتي : هل رفع ما ليس فيه الخير للجميع من الظلم حقا، حتى وإن كان مأتاه من يتآمر على هذه الدول؟
هل هو من التآمر على شعب البلدان الذي يرزح عموما تحت نير قوانين ظالمة أم هو من التآمر على البعض من أهل السلطة المحتكرة لكل شيء، متجاهلة واجبها في رعاية مصالح الشعب؟
من أجل سياسة أخلاقية Poléthique
ما من شك أن مقولة الملك محمد السادس وجيهة عندما يبّين أن «المخططات العدوانية التي تستهدف المس باستقرارنا، متواصلة ولن تتوقف». إلا أنه من الخور عدم الاعتراف بأنها تلاقي بعض الترحاب من شعوبنا المقهورة من طرف حكاما الذين يظلمونها بقوانين أكل عليها الدهر وشرب تدّعي العدل والأخلاق بينما ليس فيها منهما نقيرا.
إننا نعيش دوما في عصر الجماهي الذي أظلنا تحت نير سياسة جائرة غير أخلاقية، ولا بد من البدء في تغييرها حتى تتلاءم مع حاجيات الشعوب وتطلعاتها بشيء من الأخلاق. وهذا من شأنه دون زدنى شك تقوية التصدي للأعداء ومناوراتهم.
أليست أفضل وسيلة للتصدي للخطر الداهم من الخارج في تقوية الجبهة الداخلية ؟ وهل يكون ذلك إلا بمزيد من الحقوق والحريات للشعب حتى يلتحم وراءه ساسته فتضمحل القطيعه بينمها، حتى تنتهي، هذه القطيعة التي تجعل من الحكام في بلداننا سادة والرعية خدمهم وعبيدهم ؟ فمتى استعبد الحكام الرعية في دين كل الناس فيه سواسية كزسنان المشط في الراعي خادم الرعية لا العكس؟
ليعطي إذن جلالة الملك المثل لحكام البلاد العربية الإسلامية المهددة بالمناورات المكشوفة التي ندد بها بدعوة حكومته لإلغاء كل القوانين الظالمة لحقوق شعبه، بدءا بتلك التي تنمّي الكراهية بين أبناء المملكة باسم الدين وهو منها براء، مثل القوانين التي تنفي المساواة في الإرث و الحقوق والحريات الخصوصية، بما فيها حرية التصرف في الجسم والحق في حياة جنسية آمنة أيا كانت ميول العبد وفطرته !
بهذا، وليس بالكلام فقط، يكون الرد الحاسم على كل من يناور على سلامة بلداننا وأمنها، إذ لا حظ له عندها في استمالة شعوبنا إليه بما أننا تكون عندها حريصة على الدفاع عن حقوقها وحرياتها المنعدمة حاليا مما يجعلها لقمة سائغة لأعداء البلاد !
ألا هل بلّغت، يا جلالة الملك ؟ فليشهد أهل الإسلام على ذلك وأنت أمير المؤمنين !
نشرت على موقع أخبر.كم