Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

lundi 19 septembre 2016

Printemps amazigh 5

ما يقوله التونسيون للمغاربة قبل الانتخابات 



يعيش المغرب الشقيق على وقع انتخابات هي كالحرب الحامية الوطيس، لا بين أبناء المملكة الذين تربطهم أواصر القرابة والمحبة، بل بين من يدّعي تمثيلهم باسم عملية ابتزاز لأصواتهم تُسمّى العملية الانتخابية.
ضرورة المرور إلى ما بعد الديمقراطية
أقول هذا لأنه من باب التذكير، وهو واجب كل مسلم نزيه، إذ فيه النفع للمؤنمين. فالديمقواطية الانتخابية فشلت أي فشل في مهدها، أي الغرب، حيث أصبحت مجرد تدجين للشعب باسم أغلبية ليست هي إلا خدعة سياسوية.  
ففي أفضل الحالات، لا ديمقراطية اليوم إلا تشاركية démocratie participative، أي تفترض حق القرار للمجتمع المدني والجمعيات الناشطة به حقا لاصالح العام، لا ما تُفرزه الأحزاب من أذناب لها. 
فهل صوتت حقا للحزب الحاكم إلى اليوم أغلبية الشعب المغربي بأكمله في الانتخابات التشريعية السابقة،  مما مكنه من العبث بمصالح الشعب،  كما رددت الجماهير أخيرا في الشوارع، بل هو أفحش في ذلك باسم الدين الذي هو براء من تلك القراءة المتزمتة؟
إن الملاحظ المحايد والباحث النزيه اليوم في العلم السياسي العالمي يعرّف الديمقراطية، حسب ما آلت إليه في الغرب، بأنها ديمقراطية المدجنة démocratie d'élevage . ذلك لأنه  ليس دور العملية الانتخابية اليوم إلا تدجين بعض الشعب، أي من له حق الانتخاب، لأجل مصالح أقلية من قرصان السياسة وجنّها في ما أسميته شخصيا ديمومقراية أو daimoncratie ، أي حكم جن السياسة، أي المدعين التفرغ للسياسة أو الاختصاص فيها.
إن المختصين السياسيين، أي من درسها فخبر فيها، يرى ضرورة المرور بالديمقراطية إلى الديملوكية démoarchie، وذلك يعني سلطة الشعب، حتى لا تكون الديمقراطية ما هي عليه اليوم في بلداننا المتخلفة، إذ لا يسهر ساستها إلا على تقليد ما فسد في الغرب، فإذا نحن حيال ديمقراطية متوحشة   démocratie sauvage.   
لذا، حسب رأيهم، إذ أردنا حقا تنمية التعددية في البلاد المتخلفة سياسيا، من المتحتم ألا نكتفي باستيراد السلعة الديمقراطية على حالها، بما أنها كسدت في بلدها بل بارت وفسدت، بل ابتداع ديمقواطية جديدة تعتمد بحق على سلطة الشعب ومختزلة خاصياته. تلك هي ما بعد الديمقراطية postdémocratie التي يفرضها زمننا الراهن، وهو ما بعد الحداثة postmodernité ، ويتوجب على ساستنا العمل على ترسيخها ببلداننا النامية.  
وذلك ما يحتمه أيضا اتجاه التاريخ ومصلحة الشعب العربي الإسلامي بالمغرب وبسائر بقية العالم العربي الإسلامي إذ هو اليوم لا يزال يعاني من تسلط الامبريالية. إلا أنها أعتى وأخطر من سابقتها، إذ هي ثقافية واقتصادية من ناحية، سلاحها رأسمالية متوحشة، و من ناحية أخرى تعتمد على إسلام متزمت وساسة لا عقل لهم إلا العقل الغربي أو الشرقي وقد تهافتا، إذ العق اليوم حسي أو حساس raison sensible.
 معنى هذا أنه لا بد اليوم من اعتماد سياسة أخلاقية poléthique تخرجنا من المأزق الذي نحن فيه فتوجهنا إلي السبيل السوي، سبيل كلمة السواء، التي هي الإناسة humanisme في الميدان السياسي والروحانيات spiritualité في الميدان الديني. ولا شك أن هذا مما تزخر به عادات وتقاليد شعوبنا الإسلامية، بما فيها الشعب المغربي العظيم.
ما يقوله الشعب التونسي للشعب المغربي
لقد جرّب بعد الشعب التونسي الشقيق مرارا وبنجاح، حسب رأي الملاحظين، ما يعيشه اليوم الشعب المغربي، فتجرع مره وقراحه، خاصة مرارة العلقم الذي يتسربل بقميص ديمقراطية  فاسدة. 
وها هو هذا الشعب الذي أحبه فرحات حشاد، محبوب الجماهير المغربية، والذي أعيش وسطه مدونا نبضاته، ها هو يوجه بعض القول الصادق الأخوي للشعب المغربي في قالب نظرة مجرّب فطن. 
فما من شك أن خير المغرب فيه الخير العميم لتونس، والعكس أيضا، إذ الشعب واحد في كلا البلدين ولا تفريق بين مصالحه هنا وهناك إلا من طرف من في نفسه مرض. 
يقول المواطن التونسي لأخيه المغربي : عليك بالحذر كل الحذر من تجّار السياسة والدين، فهم فصيلة واحده تسعى لمصالح جن من الساسة ومن أهل المال، همها الأوحد الحكم ولا شي غير الحكم والمصالح المادية في هذه الدنيا الزائفة، لا غير.
إن من يقحم الإسلام في السياسة لا بد له أن يعتمد على الأساس الأخلاقي للدين لفرضه على السياسة، لا أن يفرغ الدين من لب لبابه، أي ما فيه من أخلاق ومباديء سامية، وذلك لأخذه بما تفرضه السياسة العقيمة من كذب ومخاتلة. بذلك، ليس هي ساسة فهيمة politique compréhensive ، فلا خير فيها ولا منفعة.
نعم، لا مانع من الكلام في الدين وبالدين سياسيا، إلا أن ذلك لا يكون إلا من زاوية الأخلاق الإسلامية السنية، وأولها العدل وكلمة الحق ولو على النفس. فإما الإسلام السياسي يأخذ بكل ما نفق من قيم في الحضارات العالمية لأنها في ديننا، فيكون يذلك بحق ديمقراطية إسلامية démocratie islamique كما هو الحال مع الديمقراطيات المسيحية démocraties chrétiennes، أو لا يكون إلا مفسدة للسياسة وللدين لانعدام الأخلاق. 
إن العدل الإسلامي لهو في إعطاء كل الناس، أي المواطنين هنا، حقوقهم كاملة، إذ لا ميزة لأحد على أحد إلا بالتقوى، وهي اليوم في كف اليد واللسان عن الغير، خاصة الآخر المختلف، كل مختلف؛ بل ومخالف، بما في ذلك المختلف والمخالف في دينه وسلوكه وعاداته وميولاته، حتى الجنسية، ما دام هذا الشخص يحترم حرية غيره. 
هذا من الإسلام السياسي بحق! فالإسلام دين الحريات تامة غير منقوصة، ليس في أي إثم لا يُغفر إلا الإشراك بالله، أما سائر الأخطاء البشرية فهي مجرد ذنوب، يعنى أن التكفير فيها ممكن وأن العفو من الله مضمون عند التوبة. لهذا يحث الله على الاجتهاد حتى عند الخطأ الذي يثيبه إذا كانت النية حسنة.
هذا، ولا ذنب في أن يعيش المؤمن حسب ميولاته وقناعاته؛ بل من الواجب ذلك حتى يكون بحق صادقا صدوقا مع نفسه وغيره، فيعيش كما هو وكما خلقه ربه بحسناته وسيئاته. فلا مانع من تواجد السيئات عند المسلم الذي خلق ناقصا لتزكية نفسه عند الاقتناع بما فسد فيه فيحرص على إصلاحه على هدي دينه ومكاوم الأخلاق التي جاء رسوله متمما لها. فهذه هي الدنيا وهي محنة وتجرية،  وذلك من الواجب ما دام ما يُعتبر عيبا في ابن آدم لا يخص إلا الفرد دون أي إضرار فيه بالغير. وتلك مقتضيات العيش المشترك.
هذا هو الإسلام الصحيح الذي تاجر به الحاكم المنتهية صلوحية حكمه بالمغرب والذي يريد رغم ذلك مواصلة الاتجار بالدين، تماما كما فعل أهل التجارة الدينية والسياسة الكاذبة بتونس. وقد عرف التونسي مثل هؤلاء وعرك تصرفاتهم المخادعة اللاأخلاقية، وقاسى الأمرين ولا يزال يقاسي اليوم من سوء تصرفاتهم وأضرارها لا بالدين فقط، بل بالبلاد وأهلها.
فهاهم شباب تونس في متاهات الإجرام والإرهاب بعد أن غرر به من مارس الإرهاب الذهني، ولا يزال ! والشباب المغربي، شأنه في ذلك شأن الشباب التونسي، بل وشباب كل العالم، إذا مُنع من حقه المشروع في الحياة والتطلع للأفضل، لا بد له أن يفتك حقه هذا بأي وسيلة؛ ولا شك أن أسهلها هي التي يعرضها عليه بسخاء تجار الموت جاعلين منه دينا. فلينتبه المغربي في ساعة الحقيقة هذه وليتعظ بالتجربة التونسية وليطالب باحترام الدين بسياسة أخلاقية نزيها تكون متذجرة في اداته التليد لكن حيويا بانفتاحها على فتوحات العالم؛ وذلك هو التجذر الحيوي enracinement dynamique الذي كرسه الإسلام المغربي الأمازيغي الصوفي خير تكريس وتقمصه خير تقمص. 
هذا هو الإسلام الصحيح بالمغرب وبغير المملكة من بلاد العرب، وهذه أخلاق المغرب الصوفي ! فلتكن الانتخابات المغربية القادمة الفرصة السانحة بالبلد الشقيق حتى ينتفع بالدرس التونسي فيضع على سدة الحكم من هو أبعد عن الاتجار بالدين ممن له الاستعداد الأوفر والأصدق لاحترام دين إناسي التعاليم، كان حداثة قبل أوانها   rétromodernité بتعاطيه سياسة أخلاقية هي الصفوة الإسلامية، لا قراءة متزمتة دعية على الإسلام إذ ليس فيها إلا ما رسب في ديننا من إسرائيليات على مر الأزمنة.

نشرت على موقع أخبر.كم