رسالة روحانية إلى الملك محمد السادس
من روح إحسان الجرفي إلى الملك محمد السادس،
هذه رغبتي، أرفعها إليك يا جلالة الملك، عن طريق مريد تصوف وأرواحي أحب بلدنا فاخترته لإيصالكم مطلبي.
أنا لا أبتغى إلا عدلكم :
أنا لا أبتغي إلا عدلكم حتى لا يظلمني بلد أجدادي وقد أعطاني بلد أمي حقي وزيادة.
لقد سقطت ضحية كراهة أشقياء للمختلف، لإسلامه ومثليته. كان ذلك في ليلة شنيعة من العشر الأواخر من شهر أبريل. لم أنس في تلك الساعات الرهيبة إلاهي. إذ لم يكن إلا إسمه على لساني وذكره في قلبي ودعوتي لرحمته بي؛ وذلك مما زاد الأشقيات عنفا وشراسة في الفتك بي.
لقد وسعتني رحمة ربي بأن أنزل على من علياء سماحته ما جعل على روحي بردا وسلاما كل ما عاناه جسدي من ويل التعنيف والتنكيل. فكانت الساعات الأربع التي خرجت فيها روحي من جسدي مفعمة بنور إلاهي غمرني إلى صعودي إلى نور الله في سماه.
إلا أن نفسي اليوم رغم السعادة بقربي من خالقي لهي حزينة على أن سبب ما لاقاه جسدي من فظاعة لا يزال قائما في بلدي؛ ذلك السبب الذي منعني طيلة حياتي من دخوله فأستحي اليوم من العودة إليه وفيه يظلم الأبرياء لمثلية جعلها الله فيهم ولم يختاروها بتاتا.
تلك فطرة الله في بعض خلقه :
فتلك طبيعة في بعض البشر لا خيار لهم فيها ولا رغبة؛ وقد عملت جاهدا دون نتيجة للتخلص مما كان فيه اشمئزاز للبعض واحتقار وإهانة وكأن للعبد اختيار طبعه الجنسي كما ليس له اختيار لون عينيه.
إن مثليتي طبيعة أرادها الله في ولاراد لمشيئة الله. فبأي حق يعاقب بلدي المثليين ؟ وبأي حق نجعل من الطبيعة التي هي فطرة الله في البعض من خلقه فاحشة؟ فمتى كان الجنس فاحشة وفيه الحياة كما أرادها الله لعباده، المثلي وغير المثلي منهم.
إن الفصل من القانون الجنائي المجرم للمثلية يخالف تعاليم ديننا السمحة وينقض ما في الإسلام من إناسة وغيرية. لذا، لقد حان الوقت لأبطاله باسم العدل وباسم الإسلام الحق، لا هذا الذي نراه اليوم، الذي هو من تبليس إبليس.
جلالة الملك،
لقد أحببتكم وتوسمت دوما في عهدكم تمتين خصلة التسامح والمحبة التي يمتاز بها أهل المغرب، إخوتي في الدين؛ فهلا رفعت هذا الضيم المسلط على البعض من شعب وشباب بلدنا؟
ليت ذلك يتزامن مع هذه الذكرى الثالثة لمصرع جسدي حتى تأخذ روحي بثأرها، لا من العباد، بل مما يفسد العباد، أي هذه القوانين المشينة للمحبة في قلوب البشر.
أنا في رحاب الأرواح الزكية :
إني هنا في رحاب جنان الخلد في أحضان محبة الله الواسعة؛ فليت مغربنا يأخذ بما يمتاز به ديننا من محبة من الله العلي العظيم لعباده فلا يحرم منه من كان قدره المثلية، فإذا مصيره الاضطهاد بدون أي ذنب.
فلتأذنوا بأن ينتهي هذا الاضطهاد، وليساهم مصرعي في إبطال قانون مجرم للمثلية الذي هو ليس بالإسلامي البتة لأنه ما ثبت شيئا في الموضوع لا عن الرسول ولا عن الصحابة حسب من لم يدلس في دينه فلم يأخد بالإسرائيليات.
فإما المثلية محرمة، وعندها عليكم تطبيق بشاعة القوانين التي تقتل المثلي، أو أنها غير محرمة، فبذلك يكون الفصل من 489 من القانون الجنائي هو الإجرام بعينه في حق الأبرياء.
قبل أن أختم هذه الرسالة، مع الشكر الوافر لمتلقيها، أرى لزاما عليّ أن أبلغكم ما قالته لي روح الولي الصالح ابن حمدوش الذي ساعدني على كتابتها.
إن روحه لمتبرمة بما يحدث لمحبيه، غاضبة على شرطك، طالبة أن ترفعوا كل مظاهر القمع التي تعكر صفو موسمه كل سنة، مستغيثة بكم حتى يراعي عمالكم حرمة مقامه وقداسة الحب في الإسلام بكل مواصفاته.
يقول الولي الصالح أن حديثا، بالبلاد المغاربية، بتونس تحديدا، هناك من أقض مضجع ولي صالح فهتك الولي حكمه وشرده من بلده؛ لذا يهيب بمليكه العزيز أن يمنع شرطه من الاعتداء على زواره حتى لا يقضوا مضجع وليه الصالح لتزهو أيام مملكته على الدوام.
حبذا، ملكي الكريم، أن تدعموا ملككم المجيد بمزيد من العدل والإنصاف لمن هو في حالي، يتضرع إليكم لإنقاذه من سطوة قانون جائر مخالف للإسلام !
وكنتم خير راع لدين الإسلام الحق، دين التسامح والمحبة.
مع الشكر مجددا لمتلقي هذه الرسالة ورحابة صدره لنفحات روحانية، إن شاء الله تغمر أهل المغرب على أياديكم، والأرض طرا، فيعم السلام، إذ الإسلام سلام!
دمتم للمملكة وللإسلام السمح بالمغرب ودار الإسلام!
رسالة متلقاة فجر الثاني والعشرين من أبريل 2015 بواسطة الخط الآلي.