Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

dimanche 28 septembre 2014

Renouvellement du monde 5

الاحتطاب في لغة الخشب، حول خطاب الملك محمد السادس في المنتظم الأممي


تعددت التعليقات المنوهة بخطاب العاهل المغربي الموجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي كلف رئيس حكومته بقراءته نيابة عنه. فتحدثت عن اللغة الثورية والنبرة الصارمة والنقد القاسي لسياسة الغرب تجاه الدول النامية. ونوه المعلقون خاصة بتنديد الملك بغرب لا يعرف إلا الغطرسة في إعطاء الدروس والاكتفاء بالوعود الكاذبة مع الامتناع عن العمل الفاعل الفعال إذا لم يخدم مصالحه الذاتية.  
لغة غير خشبية ظاهرا، حطبية باطنا
ورغم أن الملك المغربى ردد في خطابه ما اعتدناه من أضرار الاستعمار وأشراره، فهذا لم يضر في نظر الكثير من قيمة تقييمه للدور السلبي للغرب في حاضر البلاد النامية، مكتفين بملاحظته المؤكدة في نفس الوقت على حق هذه البلاد، نظرا لهذا الماضي التعيس، في أن لا يكون التغيير بها بصفة جذرية وعلى النسق السريع الذي يريده لها الغرب أو حسب مقاييسها ومنظومتها الثقافية.
ولعل الخلل الذي لم بهتم به المعقلون يكمن هنا إذ اكتفوا بظاهر الخطاب فنسوا باطنه. فالخطاب وإن بدا ظاهريا من باب النقد اللاذع للغرب، فوُصف بالقاطع مع اللغة الخشبية المعتادة في المحافل الأممية، فليس هو حقيقة وباطنا إلا من هذه اللغة، إذ يحتطب فيها، وليس فيه أي جديد مما يخص صالح الشعوب ومصالحها.
فالعاهل المغربي الذي ينتقد الغرب ليس إلا من هؤلاء الذين يعتمد عليهم الغرب في سياسته المنتقدة هنا وبشدة. لذا، ليس كلام الملك من باب الكسر مع نموذج الخطاب الديبلوماسي المعهود، المعروف بالمهادنة، لأنه في نهاية الأمر لا يقطع ولا ينتقد إلا شكلا، أما مضمونا فهو يهادن ولايشاكس.
فأي قرار احتوى عليك الخطاب في القطع حقا مع ما انتقده؟ كل ما في الأمر هو الدعوة إلى القبول بالوضعية الحالية للشعوب المتخلفة باسم تميزها عن بقية الشعوب لما رسب من الماضي جراء الاحتلال. وهذا مما يدعم الصفة الحالية للوضع المنتقد، بما فيه من ظلم للشعوب وتغطرس للغرب.
نعم، هناك من يرى أن الخطاب يتنزل في خانة الانتقادات الأخيرة الموجهة من طرف الملك للحالة العامة للمملكة وللأوضاع الداخلية للبلاد. فهي بذلك لا تبتعد عن المناورة السياسية الداخلية، خاصة وأن الملك رأى تكليف رئيس الحكومة بهذه المهمة. وهي، في نهاية الأمر، مهمة النقد الذاتي لبن كيران بخصوص الوضع الداخلي في قالب نقد للدول الغربية، الأمر الذي من شأنه تبرئة المسؤول الأول بالبلاد وعن الأمور بها، الذي يبقى أولا وآخرا الملك نفسه. 
خطاب من لغة النفاق السياسي
إن مثل هذا الاحتطاب يبقي من النفاق السياسي المعهود حيث نقول ولا نفعل، فلا نعمل كما نقول لأننا نتكلم فنحسن القول بما لا نعرف فعله ولا نريد عمله.
فمن بين ما لم يتحدث عنه الملك في خطابه حقيقة أن الغرب لا حول له ولا قوة داخل البلاد التي كان يحتلها إلا برضا أهلها ممن يسوسها. فلولا قبولهم بما يفرضه الغرب لما كان لسياسته التي ندد بها الملك أي نفوذ بالبلاد التي كان يحتلها. وواقع الأمر هو أن احتلال الغرب لا يزال لتلك البلدان، إنما تغير شكله فأصبح احتلال العقول والمتخيل.   
لقد تحدث الملك في خطابه عن مساويء سياسة أصحاب الأموال الغربية ومضرتها للبلاد النامية وما ينجر من نتائج وخيمة عن تقدير المختصين لنمو هذه البلاد وقدرتها على الايفاء بتعهداتها المالية. إلا أن كل هذا لا معنى له إلا لقبول بلداننا له ومساهمتنا فيه كنمط اقتصادي لا محيد عنه. فلو رفضنا مثلا أن يتواصل العمل حسب الوتيرة الحالية وفرضنا مصالح شعوبنا قبل مصالح القلة الحاكمة والمثرية فيه، لما بقيت الأمور على ما هي. لأننا عندها نضطر لا محالة من ننتقد اليوم جزافا على تغييرها، ولو الشيء القليل، وعلى تبديل تصرفاتهم وتغيير الصورة النمطية التي عندهم؛ فهي ليست كما هي إلا لأننا نشاطرهم إياها خلسة أو بصفة غير مباشرة.   
ما الذي يمنع الملك مثلا من المطالبة بشراكة حقيقية بين بلاده والغرب تكون برفع الحدود لا للبضاعة فحسب، بل أيضا وقبل كل شيء لمن يخلقها، أي الإنسان؟ فالنمو اليوم لم يعد ممكنا مع غلق الحدود أمام البشر، إذ هم القادرون وحدهم على خلق الثروات وفرص العمل. وفي هذا السياق، ما الذي يمنع الملك بمطالبة الدخول إلى الإتحاد الأوربي ما دام هذا الاتحاد يمتد على الأراضي المغربية من خلال ما تملكه إسبانيا بها متمثلا في سبتة ومليلية؟ بهذا كان لخطاب الملك أن يستحق نعت الثورية !   
مقتضيات السياسة اليوم
إن الشراكة اليوم لا محيد عنها مع الغرب وشركاته وأمواله، إلا أنه من الواجب أن تتجاوز هذه الشراكة الوضع الحالي الذي يجعلها لا تربط إلا الحاكم وحاشيته في البلاد المتخلفة بأصحاب النفوذ والمال بالغرب. فمن المتحتم أن تصبح مثل هذا الشراكة بحق شراكة ذات نفع متبادل مع غالبية الشعب لا مع أثريائه ومن يحكمه فقط. 
فلا مجال للبلاد النامية الاعتماد على قدراتها الذاتية ما دامت ثرواتها بين أيدي القلة القليلة من شعبها والنفوذ يحتكره أهل السياسة الذين لا يرون إلا مصلحتهم في ارتباطها بمصالج الغرب. ذلك ما يموهون به من كونه مصلحة البلاد وليست هي كذلك، لأن مصلحتها في تسيير شعبها لنفسه في نطاق لامركزية حقيقية تجعله يُعنى بأموره اليومية المعاشة مباشرة. وهذا ما سيفرضه المستقبل لأن الشعوب لم تعد تقبل بالطريقة التي تسير عليها الأمور حاليا.       
إن خطاب الملك ليتنزل في سياق التساؤل عن ثروة المغرب وأين هي؟ وهو الأولى بمعرفة ذلك أو على الأقل بالإجابة بنفسه عن سؤاله بما أنه المسؤول الأول بالمملكة.
فالخطاب،حالما تركنا الشكليات، ليس إلا من باب رفض الواقع ومسيرة التاريخ؛ فنحن في آخر ليل السياسة كما عهدناها، سياسة تسيير أمور العامة من طرف الخاصة وخاصة الخاصة. 
اليوم، الحق كل الحق هو لعموم الشعب في تسيير أمورهم بمدنهم وقراهم حسب نمط سياسي جديد متجدد يستوحي مبادئه من ضرورة لامركزية فعلية يعود القرار فيها بخصوص مشاغل الشعب اليومية لمن يسهر عليها بالنواحي والجهات من أبناء تلك الأصقاع، فغدا لا محيد من أن يكون القرار الذي يهم مستقبل البلاد المتخلفة على المستوى المحلي والجهوي للمعنيين  الحقيقيين به، لا غيرهم ممن يمثل السلطة المركزية.
لهذا، ما فائدة الاحتطاب ليلا كما فعل الملك في لغة الخشب المنبوذة ولو كان ذلك بنبرة اعتُبرت جديدة؟ فإذا الأكيد الأوكد يقتضي تسمية الأمور بمسمياتها، فليس ذلك إلا على أن يخص ذلك كل الأمور لا البعض، بما فيها التي ذكرنا. 
مثل هذا التوجه هو الثورة حقيقة، ومكانها اليوم ليس في الخطب المناورة بل الأمخاخ حتى تطال الواقع المعاش لتغييره. كذلك فقط كان لكلام الملك المغربي أن يكون بحق في الصميم ! 
نشرت على موقع أخبر.كم