Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

lundi 29 février 2016

Diplomatie poléthique 8

الخروج من الليل الفلسطيني حسب التونسي : ردا على سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس


كتب الأخ مصطفى يوسف اللداوي عما أثلج صدره مدة أيام سبعة قي تونس، حيث لمس التعلق بفلسطين والحب الدافق مع النقد الصريح وإن كان لاذعا.
مع تحيتي للأستاذ لحسن تقبل مشاعر الحب الصادقة من الشعب التونسي لأخيه الفلسطيني، فإني استغربت بصراحة لعدم ذكره لجانب هام من موقف أبناء بجدتي في القضية الفلسطينية رغم وضوحها وضوح الشمس في ربيعة النهار. فهل كان هذا لأجل قصر نظر لا أعتقده في الأديب الفلسطيني المحترم، أم كان ذلك أخذا بجانب من الرأي التونسي، أي الرأي الرسمي، مع أنه ليس الأهم، وإن طغا اليوم على الساحة الإعلامية من باب المغالطة التي تميزها، لا في تونس فقط بل في العالم أجمع؟
لكأني بمصطفى يوسف اللداوي، رغم ذكره لأطياف الرأي التونسي الذي تعرّف عليه حتى في الشوارع والمقاهي، يكتفي بالعموميات التي عادة ما تميّز المناسبات الرسمية، فلا يتعرض للتفاصيل، بينما بها يختص رأي التونسي، البسيط كالنخبوي، بما أنه لا يتردد في التركيز عليها وإن أدى ذلك لنسيان الأصل أحيانا.
التفاصيل هنا تكمن في السبب الذي ركّز عليه الأخ من فلسطين على النقد اللاذع من طرف التونسي للقيادات الفلسطينية التي يصفها، من الزاوية التونسية، بأنها تخطيء في حق الفلسطيني فتقامر بمستقبله، مفرطة في حقه، خاذلة شعبه، متسببة في إلحاق الأذى بقضيته.
هل سبب هذا النقد فحسب، كما يبينه صدقنا، أن تلك القيادات لا تندد بما فيه الكفاية بالصهيونية كعدو للأمة، فترفض مواجهتها وقتالها والتصدي لها مخيّرة مهادنتها ومصالحتها ومفاوضتها؟
أليست الحقيقة عكس هذا تماما، أي أن السبب المذكور ليس رأي التونسي الغالب الصحيح في عمومه، بل فقط ما وجده الأديب الفلسطيني عند البعض من أهل الساسة والإعلام وجانب جد نشيط رغم ضآلة عدده في تونس؟
الحقيقة المتجاهَلة هي أن التونسي في عمومة يرى غير هذا، خاصة منه من لا يتكلم في المحافل ولا يتبجح بحبه لفلسطين، لأنه بالنسبة له كالهواء الذي يتنفسه، أي كل من التقاه السيد اللداوي من سائقي سيارات، وباعة في الأسواق والمحلات، وموظفين في الفنادق والمؤسسات  ونادلين في المقاهي، بل وحتى متسكعين في الشوارع. 
هذه الحقيقة هي  أن التونسي في معظمه يبقى على رأي زعيمه الحبيب بورقيبة الذي قال الحق منذ زمن بعيد، فلم يسمعه العرب، أي ضرورة العيش في وئآم مع دولة إسرائيل، لأن الاعتراف بها هو الاعتراف حتما بدولة فلسطين؛ فنحن أمام شقيقين توأمين حسب القانون الدولي الذي لا مناص من العودة إليه.
نعم، إن التونسي، كما رآه الأخ  اللداوي، يرحب بالفلسطيني ويبش في وجه، ويقترب منه يدندن بأغانيه ويترنم بأهازيجه الشعبية؛ إلا أنه لا يتردد في فعل ذلك  أيضا مع أي غريب مهما بعد، بما فيه اليهودي، فلا يتردد في تشنيف  المسامع بفلكلوره، كما هي الحال يوميا بجزيرة جربة مثلا، حيث نرى ذلك بكل عفوية وصدق في لسان بسيط صادق، وقلب صاف نقي، ومشاعر جياشةٌ معبرة، لا يوجّهها أهل السياسة، إنما يحرّكها الحب والصدق والوفاء. 
ذلك ما يميّز طبيعة التونسي المتفتحة للآخر، كل الآخر، ورفض الظلم، كل الظـلم. والظلم اليوم لا يأتي فقط من إسرائيل التي لا تقبل بالعودة للتقسيم والشرعية الدولية، فهو يأتي أيضا وخاصة من الساسة العرب والفلسطينين الذين يشجعون إسرائيل في سياستها المتعجرفة برفضهم الاعتراف بها.
إن التونسي يعتقد أنه لا حل لقضية فلسطين إلا بالاعتراف المتبادل بين العرب وإسرائيل؛ وبما أن العرب كانوا أول من رفض هذه الحقيقة، وهم لذلك في حالة الضعف المقرف التي نراهم عليها،  فمن العدل والنزاهة أن تكون البداية في الاعتراف منهم لإصلاح الخطأ وكتابة صفحة جديدة لزرع الأمل والسلام في ربوع فلسطين، بل وفي العالم أجمع.
هذه ما يعتقد عموم الشعب التونسي في ليل الشعب الفلسطيني القاتم وكيف نأتي فيه بضياء الفجر مما لم يذكره للأسف الأخ مصطفى يوسف اللداوي في تحيته له مما ينتقص من حق التونسي وصدق سريرته إزاء القضية الفلسطينية؛ فهل هذه الحقيقة المَخفية تقلل أي شيء من شأن حب التونسي لأخيه الفلسطيني وعظمته؟
إن قول الحق ولو على النفس من شيم العظماء، وهذا مما يميّز اليوم الشعب التونسي، خاصة بعد نجاحه في انقلابه الشعبي الذي هو أولا وقبل كل شيء ثورة كرامة وقولة حق.   
نشرت على موقع أخبر.كم