رسالة مفتوحة لجلالة ملك المغرب :
جلالة الملك،
لقد سبق أن سمحت لنفسي بالكتابة لجلالتكم للتعبير عن استيائي من الإهانة التي يتعرض لها الإسلام بقوانين تدّعي المرجعية الإسلامية وهي تنتهكها بكل وقاحة.
وإن توجهت إليكم بصفتكم أمير المؤمنين، فقد كان ذلك أيضا لأني ممن يحب بلدكم الذي هو هذا الوطن الثاني بالنسبة لي، به أنشر كتاباتي.
ومما نُشر لي بالمغرب كتابا بالعربية والفرنسية أردته فصل البيان في موضوع اللواط أو المثلية، إذ قدمت فيه الدليل القاطع أن الإسلام بريء من القوانين التي ترتكز عليه لقمع المثليين.
إنه من المؤسف حقا أن نرى جمال بلدكم تشينه قضية السيد راى كول إذ لها الضرر الكبار لسمعته ولكرم روح الإسلام وتسامحها بما أنها تلوثها، كما أنها تندي جبين كل من يناضل لأجل حقوق الإنسان كما أفعل؛ فنحن نستحي، سواء هنا بتونس بلدي وأيضا بالمغرب وبكل بلاد العرب والإسلام، من مثل هذه القوانين الجائرة التي تدعي باطلا الصفة الإسلامية.
لا، يا جلالة الملك، إن الإسلام لا يعادي المثلية أو المماثلة؛ فقوانين مملكتم فقط هي التي تعاديها لأنها من وضع بشر لا يقبلون بالمثليين رغم أنه من الإنس مثلهم، لهم نفس الحقوق والواجبات.
إن الحقيقة التي لا مراء فيها، بعد المقال الفصل الذي أتيته في كتابي، أن الإسلام لا يمنع بتاتا ما يسمى باللواط، فلم يعد بالإمكان اليوم الادعاء أن منعه من مقتضيات الدين.
لذا من المتحتم، في هذه الفترة الفارقة من تاريخ الإسلام وهو يهوي إلى قاع التوحش بين يدي أبالسة يدّعون تمثيله، أن تسارعوا لصفتكم الدينية السنية بإعطاء إشارة البداية لنقض مثل هذه القوانين المخزية التي تعتدي على الحريات الخاصة للناس وقد أقرّها الإسلام مانعا هتك حرمة الحياة الخصوصية.
إن المآل الحتمي لقوانين جائرة كهذه هو مزبلة التاريخ، فلتكونوا الأول في تجميدها وتحجيرها. ذلك لأن الإسلام اليوم إما هو دين الأخلاق الحقيقة والمباديء السامية أو مجرد الألعوبة المنكرة بين يدي من يبتغي به التبليس، كما نراه بداعش التي ترتوي بمثل قوانين الخزي تلك فتتقوى بها.