Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 2 août 2024

Contre fraude des mots, mensonge en parole 7

في عادة زخرف الكلم 


لئن كانت عادة تزوير الكلم fraude aux mots، مدار حديث الشهر الماضي، من باب المخالفة بل الجريمة حسب تداعياتها، فعادة زخرفه عموما وفي أسوء الحالات من الكذب الأبيض. ولعله لذلك أننا اعتدنا زخرف الكلم كنموذج حميد لتزوير الكلام في ثقافتنا العربية الإسلامية؛ على أنّ هذا لا يعني انعدام ما من شأنه الإفساد على المدى الطويل، كما هي الحال مثلا لتضخم البرستاتا الحميد لدى الرجال والذي لا بد من متابعته لتفادى ما يسوء. كذلك الشأن في زخرف الكلم إذ هو إن استشرى أصبح خبيثا. 

بداية التداعيات الخبيثة لزخرف الكلم، كما عرفناها، لهي في باب المسكوت عنه أو المضنون به على غير أهله أيا كانت الأسباب والدواعي لذلك، حسنة من الأول ثم ساءت مع الظروف أو هي سيّئة منذ البداية إلى ختام أمرها كسوأى. ولئن كانت الأمثلة عديدة، نكتفي هنا بالإشارة إلى بعض ممّا بقي منها في نجلاتهل غير الفاسدة ضرورة قبل أن انقلابها فحشا، كالتمسك بما شاع من صفات في غير محلها كالدكتور والعلاّمة والأستاذ والشيخ، رغم أنها مجرد درجات علمية في مسار مهني لا قيمة لها في الشارع وجامعاته حيث العالم الحقيقي هو الجاهل الذي لا ينفك يتعلّم. 

ولا بد من الملاحظة ـزم مثل هذه العادة لا تميّز حصريا حضارة العرب، فهي مما لا ينتفي من طباع البشر الناقص بطبعه عند انعدام التزكي المستدام، إذ الأخلاق مثل الجسم البشري الذي يحتاج إلى الرعاية كالاغتسال على الأقل؛ إنما هي بلغت في الحضارة العربية الإسلامية أقصى درجات الغلو. الأدهى أن ذا أمكن لأنها كانت أصلا من باب الكياسة التي يتمسك بها العربي لأجل صيانة براعة الصورة التي يتجلى فيها تصرفه حتى وإن كلن من باب الكذب والتملق. وأيضا المراءاة؛ ذلك ما نعتّه بلعبة الأنا Jeu du je التي تتنزل في خانة مثل المشربية parabole du moucharabieh.       

إن من لا يجهل، أو لعله يتجاهل باسم موضة التغرب، حضارة الإسلام، لا شك أنه لا ينس مقولة الشاعر علي الحصري القيرواني:

مِمّــــا يؤسفني (ينغّصُني) في أَرضِ أَندَلُــــسٍ  

                                                 سَمـــــــــاعُ مُعتَصِمٍ فيهــــــــا وَمُعتَضِدِ

ألقاب سلطنة (أَسماءُ مَملَكَةٍ) في غَيرِ مَوضِعِهـــا 

                                                        كَالهِرِّ يروي (يَحكي) اِنتِفاخاً صَولَةَ الأَسَد

كلام الشاعر ضرير العينين حديد النظر رالفطنة لا يخص فقط الألقاب السياسية والتفخيم غير المفيد مثل المعالي وغير ذلك، بل أيضا ما لعله يعبر فعلا عن درجة سياسية أو علمية أو ثقافية عالية وتميّز مستحق، إلا أن في ذلك الإساءة الثابتة لروح العلم والمعرفة التي لا تُستحق -بل وإنها لتزيد عندها- إلا بالاعتراف بالجهل بالرغم من مدى المعرفة والنبوغ أيا كان مجالهما، لا فحسب لأن الله أعلم، بل لأن العلم لا قاع له، فما أدراك بالمعرفة وهي من الفن الذي لا قرار له وللروح الفنية الصحيحة.

للأسف استشرت هذه العادة المشينة عندنا منذ أفول الحضارة فإذا بها تفرض نفسها لا عند المنافق فقط، بل وحتى المستحق لها إذ كثر الجهل وعم الباطل فإذا به يتشبث بما حصل له من علم رغم علمه، إن صدقت نيته، بأنه النزر القليل، بل وجهله أنه بذلك يؤكد جهله للعلم الأصيل، فلا علم له إلا هذا الجهل العليم docte ignorance حسب مقولة الفيسلوف اللاتيني؛ فقد علم شيئا وغابت عنه أشياء كما قالها قبله النواسي. وبديهي أن من ذا رسبت نزعة التشبث بالماضي على هناته لما فيه من عديد الدواعي للنهل منه ما ينسي الضحالة الفكرية لحاضر أقحل كديموم تكثر فيها خزعبلات الجنّة من الإنس والجن. ومن ذلك ما أنعته بعادة السلفية الفكرية عندنا . وهي عموما تتصف بهذا الذي شاع من الحق الذي يراد به باطلا أي التغني بالماضي من باب  الذكري التي فيها دوما، دون مرية،  ما ينفع الساهين ؛ إلا أنها أصبحت عند ممتهنيها صناعة لصرف النظر عن الحالة الراهنة وحتمية تغييرها إما باسم الانبهار بأنوار الماضي المندثر في أرض الإسلام أو بما انطفأ بعد اليوم من الأنوار بالغرب وقد عدا واضحا اليوم وضوح الشمس في ربيعة النهار. 

 ما يؤسف له أن ما يتوجب فعلا من التذكير به من ماض لمن الأحقية بمكان الافتخار به لا يأتي اليوم عند من يقوم به وكأنه تلك السلفية الفكرية الغاوية، إذ ليست هي بمعناها الأصيل، أي الارتكاز على الأصيل لمواصلته، وهو ما أسميه التجذر الحيوي Enracinement dynamique، أو الحيوية المتجذرة Dynamique enracinée؛ ذلك لأنه يأتي بمثابة مجرد الانتصار لمظلوم دون حصر النظر في السعي لإخراجه من وضعيته كمهزوم، بما أن المظللوم مهزوم بالضرورة. فلم ات نحرص، مع تذكيرنا بماضينا المنير، على الكلام عن الحاضر والمظلم وكيفية إنارته، لا بإعادة التنويه بما كان عليه بل بإتيان التصور لما بإمكانه أن يكون فعليا، وبالتالي بالفعل المحسوس حاليا وآنيا hic et nunc؟ أليس هذا ديدن المثقف الحق، وإن قام به عادة على حدة من صخب زخرف الكلم وصناعة تزويره؟

 ذلك، بلا شك، ما يقتضي العمل المتواصل الدؤوب، إذ لا نتيجة علمية لأي مجهود مادي، وفكري كذلك، دون الالتزام بثلاثية الرياضيين  Régularité Intensité Durée،  فكما يقول مثلنا الشعبي : الدوام ينقب الرخام. على أن هذا يحتم أيضا لا الكلام عنه أو فيه، فلهذا زمنه ولا فائدة من انتظاره إذ يأتي في الإبان، بل عرض العمل على من يعنيه أساسا، أي الناشئة، نواة أي مستقبل نيّر.

لعل أفضل مثال على ما سبق نموذج ما أنعته بالديمومقواطية daimoncratie، أي ديموم أو مفازة الجن السياسي التي أصبح عليها مفهوم الديمقراطية  بمعناها الأصيل كسلطة الشعب، إذ ليست هي اليوم إلا سلطة الساسة من جن السياسوية؛ وهذا مدار حديثنا الشهري بالإفرنجية ليوم لأحد القادم، الأول من هذا الشهر، وهو يتبع بداية الحديث في الموضوع في نطاق حديث الأحد للشهر الماضي.