Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 5 avril 2024

Pont cognitif axiologique 7


 

تجليات العالم الجديد 

من منظار علم النجوم 


لعل أهم ميزة للعلم اليوم -إذا لم يكن علوميا بالطبع، أي يأخذ بالفهم المغلوط له والذي طرأ عن انحراف بمعنى الوضعية الأصيلة- أنه التمشي المنطقي للتدليل على حقيقة لا يفتأ العقل البشري يبجث عنها دون الجزم بالحصول عليها نهائيا، وإلا كانت حقيقة دينية أو دغمائية لا حقيقة العلم؛ ذلك أن هذه دوما مؤقتة وقابلة للدحض حالما يأتي الحادث الطارىء الذي يثبت صحة ما كانت ترفضه وخطأ طرحها. فالعلم الصحيح اليوم لم يعد يرفض أن ترمى حقيقة الوقت الراهن في سلة الأوهام، وأن يغدو الوهم الحالي حقيقة الغد لا نزاع فيها، على الأقل حتى حدوث الحادث الطارئ. كما أن علمنا اليوم لا يعتد فقط بالعقل التدليلي على هذه الحقائق القابلة دوما للنقض، بل أيضا بالحدس؛ لذا استنبط علم الاجتماع الحديث تعبير العقل الحسي كأفضل تجليات العقل دون دغمائية. وهو هذه المنهجية التي تستند إلى المنطق العقلي دون رفض ما يمكن مقاربته عقليا وحدسيا، أيا كان ميدان تجليه، ومنه علم النجوم أو التنجيم.

بالطبع، نتكلم هنا عن هذه العلم الذي ظهر منذ القديم كمنهج بشري عقلاني لفهم العلاقة بين الحياة البشرية أرضا وتأثير الأجرام السماوية عليها، كتأثير القمر على ظاهرة المد والجزر، علما وأن الجسم البشري أكثر تكوينه من الماء، فكيف يرفض بعضهم مثل هذا التأثير الثابت حسيا وعلميا؟ ولا يهمنا، طبعا، في علم النجوم الذي نتكلم عنه تفشي ظاهرة التنجيم بقدر ما يهمنا تأمل تجليات حركات الكواكب والأجرام السماوية على الطباع والشخصيات انطلاقا من تفاعلاتها في الفضاء الرحب حسب المقررات العلمية المختصة في علم الفلك، ومنها التقويم الفلكي حسب النازا الأمريكية. علم النجوم عندنا إذن علم رمزي يُعنى بتفاعل المنظومة الكونية من الزاوية البشرية، مع التذكير بأن العقل البشري، رغم ما توصل إليه من فتوحات معرفية، يجهل الكثير عن الكون المحيط به وظواهره المتعددة. 

كلامنا في حديث أول يوم جمعة لهذا الشهر يخص الفترة الجديدة التي تعيشها البشرية منذ ما يُعبّر عنه بدخول آخر ما تم اكتشافه من الكواكب وهو الكوكب القزم (أو الكويكب) بلوتو Pluton، دخوله إذن برج الدلو verseau؛ وهو تعبير رمزي يلمع إلى تواجد الكوكب في سيره المتواصل في الكون بين المجرات السماوية - إذ لا يسكن أي جسم سماوي في الكون الفسيح- على مستوى مجرة الدلو. علما وأننا على البسيطة ننتمي إلى مجرة درب التبانة voie lactée وأن الأبراج التي تتكون منها خريطة أو دولاب الأبراج ليست إلا تلك المجرات. هذا، وسوف يظل الكويكب المذكور على مستوى المجرة سابقة الذكر عشnين سنة أو ما يزيد بعد عودة قصيرة نحو أطراف برج أو مجرة الجدي Capricorne بضعة أسابيع قبل نهاية هذه السنة. 

يرى أهل علم النجوم (ولا أقول المنجمون إذ ليست ملاحظاتهم نبوءات بقدر ما هي استطلاعات تنجيمية) أن الفترة القادمة، وهي المتزامنة مع تواجد هذا الكوكب في الوضعية التي ذكونا، من شأنها أن تكرس مظاهر ثورية عدّة في مصير البشرية تؤكد منحى الجدّة فيه، خاصة على مستوى التكنولوجيات؛ وقد بدأ بعد هذا فعلا بثورة الذكاء الاصطناعي. كما أن تلك الثورية ستقلب رأسا على عقب عدّة منظومات أكل عليه الدهر وشرب، منها السياسي والاقتصادي، وبالأخص الأخلاقي والثقافي. ولا يبعد الأمر أن يذكّر بما حدث في الفترة بين سنتي 1778 و1798 إذ شهدت نفس الظاهرة الفلكية التي نعيشها، لعل أهمها سياسيا الثورة الفرنسية وتداعياتها عالميا. 

كما أنه لا يفوتنا هنا ذكر الحدث الهام الذي سيدعم مثل تلك التجليات للعالم الجديد، وهي أولا الاقتران المنتظر بين الكوكب العملاق المشتري، jupiter أعظم كواكب النظام الشمسي، وكوكب أورانوس uranus الرامز للثورات والتحرر، إذ يحمل هذا الاقتران عادة أو دائما العديد من التغييرات الجذرية المفاجئة. يكون هذا خاصة مع  بداية العشرية الثانية من شهر أفريل الحالي، ولو أن تأثيراته تبدأ بكثير قبل يوم الاقتران وتبقى نافذة المفعول لمدّة بعده. 

والمثل الثاني لهذه التجليات ما يشهده الكون حاليا، منذ التاسع عشر من الشهرالماضي، من اقتران بين كويكب كايرون أو شيرون chiron، الذي يرمز إلى الجانب الشفائي إذ يبيّن مناطق الألم والوجع موضحا كيفية التغلب عليها، وما يسمّي عقدة القمر الشمالية Noeud Nord de la lune التي ترمز إلى مهمة الروح خلال تجسدها في جسم ابن آدم وهدف هذا الأخير في الحياة، أو ما هو حقيقة أو يجب أن يكون. وبما أنّ هذا الاقتران يتم في برج الحمل الناري، فمن شأنه أن يرمز إلى ضرورة الجرأة والاعتماد على النفس، أو أنّ هذا الطابع الذي سيميز حتما الأمور، بالأخص بداية كل شيء وفي كل شيء؛ وذا مهم جدا إذ يؤكد التمشي المذكور أعلاه. على أنه من المحبذ معرفة البيت الذي يمثله مثل هذا البرء بالنسبة إلى كل شخص للتعرف على الميدان الحياتي الذي من المرجّح أن يكون فيه العلاج أو فرصة العلاج، إذ النجوم لا تفرض شيئا بتحركاتها، بل تخلق فقط الفرصة السانحة والمناسية لنجاح ما يتماهى مع الطاقة التي تكتسبها تلك التحركات وتفاعلاتها مع بقية النجوم وتأثيراتها في الفضاء الفسيح. فابن آدم يظـل حرا في استغلال تلك الطاقات أو تجاهلها حسب اعتقادنا في أنه مخيّر أو مسيّر.           

أمّا زحل Saturne، المشتهر بكونه كوكب التوتر والتقيّد، فهو حاليا ولسنتين إضافيتين ببرج الحوت حيث يلتقي بنبتون، كوكب الروحانيات والحدس والأحلام المبهرة، وأيضا الأوهام و اللخبطة، ما يدعم ما سبق قوله من تجليات العالم الجديد وصفته. مع العلم أن نبتون قوي جدا حاليا قي برج الحوت إذ هو في البرج الذي يتحكم فيه. هذا، وقد تزامن مروره به قبل 165 سنة -أي المدة المنقضية منذ مغادرته له قبل أن يعود إليه سنتي 2011-2012 ليغادره بين 2025-2026- مع الفترة التي عرفت بثورة الظاهرة الروحانية أو النفسية حسب تعبيري spiritisme.