Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 6 octobre 2023

Libre penser, essence du libéralisme 9

من ملك اليمين إلى ملك العواطف والمشاعر

لتشريع العلاقة الجنسية خارج الزواج في الإسلام؟



تبادلت هذه الأيام منابر منصات ما يسمّى بالتواصل الاجتماعي صور وثائق هوية سعودية تخص لاعب كرة القدم الشهير البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفيقة عمره التي، حسب بعض هذه الوثائق تدعى زوجته، وملك يمينه في غيرها. وبقطع النظر عن صحة الوثائق تلك، وقد تم بعد الطعن فيها من جهات مسؤولة، وددنا التوقف عند مسألة يثيرها اليوم التفتح المستمر للعربية السعودية على العالم. هذا يهم خاصة كرة القدم حيث تسعى السلط بها إلى استقطاب العديد من الوجوه العالمية فيها؛ ولا شك أن لذلك، عاجلا أم آجلا، عدة تداعيات جوهرية على نمط العيش الاجتماعي بالمملكة ولو أنها بعد محسوسة، ممّا لا يخفى على مستوى بعض نخب البلاد، الأجنبية منها بالأخص. 

فمن المعلوم أن العربية السعودية تسهر على تطبيق فهم للإسلام متشدد، إن لم يكن متزمتا، لا يتلاءم مع ما تتسم به حياة الناس اليوم، وما درب عليه خاصة من عاش أو يعيش في بلاد الغرب، أمثال هؤلاء المستقطبين من نجوم الرياضة وغيرها من الميادين. لذا، من شأن هذا خلق نشاز بل وانفصام مع الطابع الرسمي للحياة المجتمعية المسموح بها شرعيا بالبلاد، وفيما يخص بالذات المظاهر الأخلاقية التي تسهر عليها السلط بكل حزم.

من تلك القضايا الحساسة ما يهمّ الحياة الجنسية بالمملكة، ونعني خاصة بالنسبة إلى الأجانب أصحاب الشهرة والجاه، وهي عندهم بلا منازع -وحق لهم ذلك- من الحريات الشخصية الأساسية. في هذه الخانة يندرج كلامنا في ما ألمعنا إليه بخصوص اللاعب البرتغالي الشهير. فبغض النظر عن حقيقة أو أسطورة نعت من تقاسم اليوم حياته بملك يمين، نرى أن في هذا المورث الإسلامي وغيره، مثل زواج المتعة، ما من شأن المسلمين توظيفه للتماهي مع ما يميّزعصرنا. يكون ذا خاصة من طرف من يحرص على التشبث بما ميّز حياة المسلمين في العهود الغابرة ولم يغيره لا التقادم ولا فساده، وذلك بدون الإخلال برغبته في التمسك بعاداته الدينية وتقاليده الموروثة، لكن بتحديث مغزاها للتأقلم مع مقتضيات الزمن الحاضر.

من ذلك مفهوم ملك اليمين الذي لم يعد صالحا لتوصيف العلاقة بين المولى والعبد؛ على أن المحافظة عليه، بتعديل طفيف مع علوّ المعنى، يسمح باستعماله فقهيا للخروج من مأزق تحريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج في الإسلام. فبما أنه لا زنى مع ملك اليمين، كذلك لا زنى مع من شأنه أن يمثل ملك يمين محدث، أي ما يمكن تسميته بملك العواطف والمشاعر.  يكون ذلك بالطبع مع تعادل الرجل والمرأة في مفهوم اليوم عملا بمبدأ التساوي بين الجنسين في الإسلام، أي أنه لمالك\ة اليمين وللملوك\ة أن يكونا بالتساوي ذكرا أو أنثى. بذلك يتم احترام النواميس الإسلامية والحريات الشخصية كما هي اليوم عالميا دون المساس بروح الإسلام ونصه ولا نقيرا. علما وأن روح ديننا هي، في رأينا، إيمان حقوق مشروعة للعبد\ة وحريات ثابثة له\ها في علاقة مباشرة مع ربّهما لا مجال للتدخل فيها لأي أحد طالما لم تخرج عن المجال الخصوصي.

طبعا، مثل هذا الاجتهاد بإمكانه أيضا أن يطال مختلف المسائل الخاصة بالحياة الشخصية للمسلمين والتي فيها نص يناقضها يمتنع أهل الإسلام إلى اليوم الاجتهاد فيه. فهم لا يعملون بمقاصد الإيمان الإسلامي كدين يضمن حرية العبد كاملة لا منقصوصة في جميع مجالات حياته اليومية كما سبق القول؛ هذا رغم حتمية وجوب الاجتهاد في الإسلام لئلا يصبح غريبا. وإنها لحاله اليوم للأسف بما أنه أصبح عند البعض مطية إجرام ومسخ تسامحه وخصي حريات الناس فيه. مع التذكيربأنه سبق للإسلام في مجال العلاقات الحميمية ضمان الحريات فيها طالما كانت باحترام تداعياتها المباشرة، مثل الرضا بالعلاقة وتقنينها وعدم المساس بمسألة النسب وحقوق من شأنه من المواليد أن يذهب ضحية علاقة غير مشروعة. فكانت في عهد الرسول متعة الحج وزواج المتعة؛ كما كانت إلى جانب المحصنات، في ذلك العهد وبعده أيام ازدهار الحضارة الإسلامية عالميا، الحرائر من الفتيات -بل والفتيان- يتصرفن بكل طلاقة في الأمور الجنسية سواء بإرادتهن أو إرادة مالكهن إذا كن من العبيد. 

هلا حافظنا على ما علمنا من مفاهيم إسلامية قديمة، مثل ملك اليمين، مع تحيين المفهوم باسم تجذر حيوي لا مناص منه؟  فبما أن العبودية انتهت، من شأنها اليوم أن تكون معنوية افتراضية من خلال خلق علاقة متينة خارج إطار الزواج، لعلها أشد متانة منه، تؤسس لحياة عاطفية محترمة ومشروعة مع الأحقية فيها، تماما مثل ما كان يأتي به ملك اليمين من حقوق لأمة حين تصبح أم ولد! ولا يخفى علينا مدى سيطرة الحب أحيانا على النفس ومتانته بين المحبّين حتى خارج الإطار الشرعي، فلنا في العشق العذري المثال الأفضل. لإنه من الحبّ الصادق ما يحمل صاحب\ت\ه على التنازل على حريته\ها للمحبوب\ة، بل والانصهار في ذات المعشوق\ة حتى وإن لم يكن لهذا الحب المواصفات الشرعية المألوفة من عري الزواج. أليس ذا ممّا يحاكي العبودية العاطفية وارتباط مشاعر المحب\ة بالمحبوب\ة، ما يؤسس لاستنباط مفهوم محدث معاصر لملك اليمين الإسلامي؟ إن ملك اليمين العاطفي\المشاعري هذا لهو من الاجتهاد لحل بعض ما أشكل من قضايا العصر في ميدان الحقوق والحريات الفردية التي، رغم أنّ الموقف المبدئى للدين فيها ضمانها التام دون أي استنقاص، بقيت رهينة مفاهيم قديمة بالية.