Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

jeudi 9 juillet 2020

Islamitude 3





الإمامة في الإسلام جائزة ومحتملة، إلا أنها حادثة وطارئة؛ كائنة بعد أن لم تكن، بما أن المسلم لا يُسلم أمره إلا لربّه. وهذا ينسحب خاصة على الاقتداء، وهو بغية الإمامة. فالقبول بإمام من البشر غير النبي، الذي لم يكن بعد إلا رسولا، أي مبلّغا لرسالة الله لعباده، ينسف الدين الإسلامي من أساسه. ذلك أنّه ينفي نصه وروحه في انعدام الواسطة بين الله وعبده المسلّم له بكل أمره. بذلك، نجد في الإمامة، سواء كما أصبحت عند الشيعة أو على هيئتها الأولى عند السنة، الابتداع الصارخ لكهنوت في الإسلام.
لذا، لكل عصر إمامه، ولا إمام على مرّ العصور إلا لله. فحتى إمامة رسوله ينحصر مداها في منطوق الرسالة، أي التبليغ كما أسلفنا. ولا شك أن ما يبلغه هو الذي يُقتدى به، إلا أنه من الضروري تأويله حسب مقاصده لصلوحيته لكل زمان ومكان. فلئن حصرناه في إمام اجتهد حسب ذهنيته وذهنية عصره، فقد قصرنا رسالة كونية أزلية على زمن أوحد وأمّة بعينها لا غير.    
ولا شك أن هذا هو الفهم الذي كان عند أهل الإسلام الأوائل الذين ما أقاموا أنفسهم أئمة إلا لزمنهم ولأحوال عصرهم، ولأسباب سياسية لا دينية. فنحن نذكر كيف بدأ الخلاف الأول على الإمامة في سقيفة بني ساعدة بعد موت مبلّغ الرسالة، فكان سياسيا بامتياز لا دينيا؛ على أن غايته كانت، لا محالة، رعاية الدين الناشىء وحمايته. وقد تجلّى هذا مع حروب الردة حيث خالفت مبادىئ الإسلام في حرية المعتقد لأنها كانت حروبا سياسية لا دينية. لذا، رأينا الخلاف بين صاحب الحكم، أي الخليفة، الذي كان هّمه سياسيا بامتياز، وعضده الأيمن وخليفته بعده الذي رأى في البداية رأيا مخالفا لانتفاء السياسة منه وتعلقه المطلق بالدين.
بذلك داخلت السياسة الإسلام الأول وخالطت تعاليمه، خاصة بتسلط قبيلة قريش ورهط بالذات منها على الدولة الناشئة، مما انحرف بالدين الجديد من روحانيته المبدئية التي هي لب الإسلام في القرآن المكي إلى سياسة للدنيا، اعتمادا على القرآن المدني؛ إلا أنها سرعان ما أصبحت سياسوية بتأويلات شوهتها الإسرائيليات.
وها هو الإسلام اليوم لا يختلف في شيء عن اليهودية والمسيحية في كهانته المشيخية وإكليروس الأحبار الأئمة وقد ادّعوا علما لم يكن لصاحب الرسالة إذ لم يكن إلا متلقيا لتعاليم ربّه ليبلّغها وليس له في الأمر شيء. فالسنة أصبحت اليوم قاضية على القرآن، تغيّر تعاليمه، مثل ما تم مع الرجم الذي لا مكان له في القرآن، أو اللواط الذي لا حكم فيه في الفرقان. وهذا يعني أن الإمام السنّي أصبح يشرّع للمؤمن بدل الله بتأويلاته، تماما كما يفعل الشيعي؛ إلا أن الشيعي يقوم بهذا علنا اعتمادا على خور نظرية ولاية الفقيه، بينما يقوم به السنّي اعتمادا على اجتهاد بشري يعود للشافعي الذي أقر بطبيعة للسنة متساوية مع القرآن .
لذا، حان الوقت اليوم للعودة للإيمان الصحيح، وهو أنه لا إمام في الإسلام إلا لله وبعده للرسول. ومع وفاة الرسول، لا إمامة إلا للقرآن وحده؛ وللمؤمن، كل مؤمن عارف بدينه وسليم النية، الحق في تـأويل دينه حسب مقاصد الإيمان الإسلامي التي يمكن تلخيصها في التوحيد والعدل والتكافل.