أنور رحماني... اسم كل أحرار الفكر اليوم
كلنا أنور!
اسم كل أحرار الفكر اليوم لهو أنو رحماني. وإنهم اليوم ليقولون للسلطات الجزائرية : كفى ظلما للفكر وللدين ! وهذا ليس بالجزائر فحسب، بل في بلاد لغة الضاد وفي العالم طرا. فلا حدود للفكر الحر ولا جنس ولا دين.
أنو رحماني، المفكر الشاب، يعاني اليوم من تحجر عادات تسلط في بلاده لتقمصه شرف التفكير بها وعزة رفض التزمت على أرض الأحرار وفي دينٍ أعلى من قيمة الفكر والتفكير والعلم والعلماء أي إعلاء.
فمتى كان الإسلام متزمتا حتى يخاف الساسة من رواية هي مدينة الظلال البيضاء الناصعة لحرية الرأي فيها لا مدينة الرايات السود التي تريد إغراق الجزائر في ظـلامات الجاهلية؟
فهل تُقاضى مدينة الظلال البيضاء بالجزائر؟ عندها بلا أدنى شك ستصبح الجزائر السوداء، إذ في مثل تلك المحاكمة الخزي للفكر الجزائري وأهله.
فهلا هب أهل القلم الحر هبة واحدة للدفاع عن شرف الفكر والإبداع ببلدهم؟ إن عالم الفكر كله اليوم في مدينة الظـلال البيضاء مع صاحبها.
محاكمة رواية
لقد تم استدعاء كاتب الرواية أخيرا بمركز شرطة مسقط رأسه للتحقيق معه في ما يبدو أقلق راحة أهل التزمت. لقد تحرجوا من مقطع خيالي فيه لقاء مع الله.
هل هذا جديد في الإسلام؟ هل نعيد صلب الحلاج اليوم ؟ أتُعدم مدننا من المجانين الذين يتحاورون مع الله؟ أليس المجذوب من الأولياء ؟ فأين المشكل في تيبازا؟
وهل دين الإسلام من زجاج حتى تخاف عليه من أي مس بما فيه مقدس؟ أليس المس للمقدس من فعل من له مس من الجنون، هذا الذي يحمل أعداء الإسلام على التشكي من مسلم بريء ما جرمه إلا سلامة نيته، إذ ما كانت غايته الإساءة للمعلوم من الدين أو الذات الآلهية؟
لا شك أن ذلك ما كان إلا تعلة لمن أراد خنق حرية الفكر بالجزائر لأن السبب الحقيق لشكواه هي ما بدا لأهل التزمت إثارة جنسية لتعابير بريئة، بل علمية، كقضيب ومهبل في معرض حديث المؤلف في فصل من الرواية عن جبل شنوة في تيبازة.
هوذا التعبير هو الذي أثار حفيظة أهل التزمت : «أما جبل شنوة فقد أدخل قضيبه مؤبدا في مهبل ذلك البحر».
محاكمة الإسلام
هلا إذن نحاكم بصفة رجعية كبار الصحابة والتابعين لاستعمالهم كلمات جنسية مثل بظر وأير؛ أو فعل ناك التي تزخر بها الكتب الفقهية القديمة؟ ّ
هل نقاضي اليوم الإمام السيوطي وقد كتب مصنفا عنونه : «نواضر الأيك في فوائد النيك»؟
ولنقاضي عبد الله بن عباس وقد تغنّى ببيت الشعر الموالي في طريقه إلى الحج، ونجده في أغلب كتب التفسير!
وهن يمشين بنا هميسا *** ان تصدق الطير ننك لميسا
إنه يستعمل بكل براءة الفعل العربي القح «ناك»، والمصدر منه «النيك»، هذا الذي نرميه بالبذاءة اليوم بينما استعمله السلف دون أي حرج.
كفانا شعوذة يا أهل الكذب على الدين ولتحفظ شرطة تيبازا القضية! بل لتتبع من يفسد الدين بالجرأة على إقلاق راحة من يخدمه بفكره وإبداعه؛ بذلك يكف هؤلاء العابثون عن إفساد الدين !
لقد رُوي عن الخليفة العباسي المنصور أنه أصدر حكما في بغداد ليكف الناس على التعرض لمن يشرب الخمرة في خلوة، إذ ليس شرب الخمر هو المحرم في الإسلام بل السكر.
أمر الخليفة العباسي، وكان معروفا بتفقهه في الدين، بإقامة الحد على شارب الخمر، وإقامته في نفس الوقت مرتين على من يأتي الشرطة بشارب الخمرة. منذ ذلك الحين، كف الناس عن التعرض لحريات غيرهم.فلتتبع السلطات الجزائرية مثل العباس في من يمنع أنور رحماني من الفكر الحر كما يمكّنه من ذلك دينه، إسلام المفكرين الأحرار !