حديث الجمعة :
هل تصدق النهضة في موضوع الزطلة والمثلية؟
هل تصدق النهضة في موضوع الزطلة والمثلية؟
تعددت التصريحات الجريئة من جانب بعض القياديين بحزب النهضة في موضوعي القنب الهندي، أي الزطلة، والمثلية؛ فكيف تدلل النهضة على صدقها في الغرض؟
لا شك أن التصريحات شيء والفعل شيء آخر؛ فإن تؤشر الأولى على استعداد الحزب الإسلامي لإبطال مثل هذه القوانين المخزية للعهد البائد، لا يؤكد ذلك إلا الفعل الذي فيه حقيقة القطع مع دغمائية الحزب الدينية.
فلعل ما تقوله النهضة من باب المناورة، إذ هي تؤمن كغيرها أن السياسة خدعة. وطبعا، هذا أفحش من طرف حزب يدّعي المرجعية الإسلامية التي ترفض الخداع والمخاتلة، إذ قول الحق واجب في الإسلام حتى على النفس. أما وقد تكلمت النهضة، فلا بد أن تصدق!
حقائق بديهية
كيف تصدق النهضة؟ لنذكّر أولا بحقائق بديهية لا يمكن غض النظر عنها. أولها أن دولة القانون تقتضي التشريع لتغيير المنظومة القانوية والنصوص المخزية التي ندد بها قياديو الحزب. وهذا يتطلب كتلة نيابية للتصويت على مشروع قانون من حق عشرة نواب عرضه على البرلمان. أما ثانيها، فوجود كتلة نيابية وافرة العدد للحزب بمقدورها، لا فحسب عرض مشروع في الزطلة والمثلية، بل والتصويت عليهما. فلم لا تعرض النهضة ما يمكّنها من الفعل عوض مجرد الكلام؟
الحقيقة الثالثة تتمثل في توفر مشروعان في الغرض قدّمهما المجتمع المدني: الأول في تنقيح المشروع الحكومي المعروض حاليا على مجلس النواب لإبطال تجريم استهلاك الزطلة؛ والثاني يعرض نصا توافقيا لإبطال الفصل 230 من المجلة الجنائية، وقد وقع طرحه على مكتب المبادرات التشريعية لحزب النهضة بالبرلمان.*
ما على النهضة فعله
على النهضة إذن، إن كانت صادقة، عرض تنقيح المشروع الحكومي في أول جلسة في الغرض لمجلس نواب الشعب وتبنّي مشروع القانون الثاني من طرف عشرة نواب من كتلتها لتقديمه للبرلمان ثم للتصويت عليه. عندها، تقول النهضة حقا ما تفعل!
ونذّكر، فيما يلي، بنص أحد المشروعين لقصره ولرمزية موضوعه وحساسيته الدينية، وهو يحمل اسم شاب تونسي في عمر الزهور حاول مرّتين الانتحار لأجل رفض القانون لحقه في الحياة لأجل مثليته. فلا شك أن تبني هذا المشروع يكون دليلا قاطعا على صدق النية لعداوة البعض من الإسلاميين في حزب النهضة لإبطال تجريم الزطلة باسم الدين، رغم أنه وقع التدليل على أن الدين الصحيح ما جرّم ولا حرّم المثلية؛ فالتحريم يوجد في اليهودية والمسيحية، لا في الإسلام.
وها هو اليوم العالمي لمناهضة كراهية المثلية على الأبواب، يوم 17 ماي القادم؛ فلتسعى النهضة ليكون عيدا بحق في تونس وللإسلام السمح المتسامح! بذلك يدعّم حزب النهضة الصورة التي يريد إعطاءها عن نفسه، أي أنه أول حزب ديموقراطي إسلامي في العالم. ألا يكون هذا فتحا عـظيما للشيخ راشد الغنوشي وأتباعه؟ هذا إذا كانوا صادقين في أقوالهم. فهل أنتم من أهل الصدق يا أهل النهضة؟
مشروع قانون أحمد بن عمر لإبطال تجريم المثلية
حيث أن كراهة المثلية مخالفة لحقوق الإنسان في حياة مجتمعية آمنة، وهي أساس الديمقراطية؛
وحيث أن التوجه الجنسي للبشر من حياتهم الخصوصية التي تضمن حريتها دولة القانون والإسلام؛
وحيث أن الفصل 230 من القانون الجنائي يخرق الإسلام وينتهك تسامحه، إذ لا كراهة فيه للمثلية لاحترامه لحرمة الحياة الخاصة للمؤمن وضمانه التام لها؛
فإن مجلس نواب الشعب يقرر ما يلي :
فصل وحيد
نظرا لأن الحياة الخصوصية محترمة ومضمونة دستوريا بالجمهورية التونسية، لذا، أُبطل الفصل 230 من القانون الجنائى.
نشر على موقع أنباء تونس