Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

dimanche 6 décembre 2015

Postmoderne axiologie 6

تهافت الفيلسوف أو الرد على المرزوقي في مهاجمته الشرفي 



إنه من الموسف حقا أن يهوي الفكر إلى حد العفن اللفظي، فإذا المفكر لا يطارح النظريات بل يهوى التنابز بالألقاب؛ عندها يصبح المفكر هُمزة لُمزة، فيتهافت كل فكره أو ما بدا كذلك.
ولا شك أن هذا لأخطر وأفظع عندما يأتي ممن يمتهن الفلسفة، وله منها على الأقل اللقب والشهادة؛ لأننا، في الحال التي نعرض لها، نسمع للفكر جعجة ولا نرى طحنا.
في الجهالة الحكيمة!
هذه حال فيلسوفنا أبا يعرب المرزوقي، الذي نراه يستغل كل فرصة سانحة ليكشف عن مدى تهاوي فكره إلى حضيض المعرفة؛ ومن أدرانا، لعله يعتقدها بقاع الأرض في نزعة فاشلة للتجذر الفكري؟
لقد صرنا، عندما لا نريد ظلم الرجل ونطالع ما يكتب هنا وهناك، نصطدم بما لا نستسيغه من العامة، وإن عبّر عندها عن حكمتها الشعبية؛ ذلك لأن في كلام السوقة هذا التجلي لنظرة واقعية للمعيش اليومي لا نجدها عند فيلسوفنا في انبتاته عنه. 
إننا نراه يتهم بالحريم، حاملي شعار المثقفين، من لا ينجح في نقد أفكارهم، وكأن الثقافة صارت حكرا عليه، وقد نسي أو تناسى أنها لا تعدو أن تكون في أقصى الحالات تلك الجهالة الحكيمة؛ فهلا أخد بها على الأقل!
لخبطة قيمية :
لقد انبرى الأستاذ الفيلسوف لا للنقد بل لانتقاد من حكم عليهم بالعمالة للنظام السابق مدافعا عمن يتجاهل عمالته لأنظمة راهنة رغم اعترافه بمقته لهم في ما سماه بنزعة التجرد أو التعري. هكذا تنكر من يدافع عن الأصالة كاتبا الكلمة باللاتينية، متجاهلا اللفظ العربي أكثر من مرة وكأنه لا يؤدي المعنى المقصود.
الحقيقة أن صاحبنا يحتج بالأصالة والتجذر ولا نجد عنده منها نقيرا، إلا في ما كان من الشعارات الجوفاء التي يلوم خصومه في عدم التحلي بها. مثال ذلك عند فيلسوفنا دعمه للجهاد المسلح وقد نسي أو تناسى أن هذا هو الجهاد الأصيغر في الإسلام، وأنه اليوم لا جهاد في دين القيمة إلا الأكبر، أي جهاد النفس.             
نعم، يقول الأستاذ المرزوقي أنه يمقت أهله من الإسلاموية في «التخلي المتدرج عن نسبهم المرجعي حتى يرضوا هذه الحثالة من العائشين على فتات موائد النظام السابق.» 
فهلا علم أن بداية المقت هي أشد من نهايته، إذ فيها الإبغاض الكبّار؛ لأن المقت ما دام في بغض الأمر القبيح لا ينتهي، فصفة القبح الأخلاقية، كما هي الحال عند ماقت جماعته، لا تنفك ازديادا واشتدادا؛ خاصة وأن مقته يتأسس، كما أفهمنا فيلسوفنا على نظرة مختلفة إلى الأمور، أي الحل لإخراج تونس من مآزقها. فهو عنده، كما يقول   «  الصلح بين فرعي الحركة الوطنية »
إن المسألة ليست فقط في مفهوم هذا الصلح، بل هي أيضا في عناصره، إذ صاحبنا، لما يتكلم عن الصلح، لا يترد في نقضه من الأساس بإخراج مجموعة منه لا لشيء إلا لأنها حثالة في تقديره «تجادل في حق التونسيين اختيار نسبهم الحضاري».
ثم عن أي نسب حضاري يتكلم الفيلسوف؟ هل تكلم عن النسب الأمازيغي ؟ أو النسب الفينيقي ؟ كلا، نسبه يتجاهل القوانين السلالية ليبدأ بالفتوحات العربية ببلاد المغرب البربرية. وهذا مما لا يُغتفر لفيلسوف مثله تنكر لقواعد علمه فأصبح يخبط خبط عشواء، لخبطة قيمية كاملة الأوصاف. 
المرجعيات الإسلاموية إسرائيليات :
هذا ما يجعله ينساق إلى فكر ليس فيه من الفلسفة إلا تهافت من لا يحسنها، فهو إذن تلك اللخبطة الدغمائية عندما يدافع عن وطنية من صرّح بمقته لهم حين اضطروا إلى مغادرة الحكم بتعلة الحمية على البلاد.
الحقيقة أن ذلك ما كان إلا للحرص على تموقع في الحكم أو القرب منه حفاظا على النفس من المحاسبة لما تم ارتكابه من أخطاء فظيعة في حق شعب مسالم جُند في حروب لا تهم إلا مصالح قلة تبجحت بالوطنية لما طالها من تعنت من طرف نظام هوى لا مسؤولية لعموم الشعب لما فعل فيهم.     
لا بد هنا من الإشارة إلى المثل الذي يعتمده فيلسوفنا كقمة البلاغة في التدليل على صحة كلامه، كطفل يستشهد بخرافة؛ أليس هذا من التفاهة بمكان؟ ذلك لأن قصة الملك سليمان وقطع الرضيع إلى قسمين لا تبين بحال فطنة القاضي أو أمومة الأم بقدر ما تبين نضوح فكر فيلسوفنا من أمثلة عالية الكعب، دامغة، لتبيان خوف الإسلاميين على تونس كما يقول.
لو كان خوفهم حقيقيا لما عملوا على تشويه الإسلام التونسي ولا شجعوا من يظلمه ويطمس أفضل ما فيه، أي إناسته وروحانياته. لقد كان همهم الأوحد ولايزال أسلمة البلاد حسب نظرتهم المتزمتة التي لا تمت بشيء إلى الإسلام التونسي الشعبي، إسلام التصوف؛ فهل هذه هي وطنية أصحابك، يا سيدي الفيلسوف؟
أين هي مصلحة الوطن وقد سولت لك نفسك التهافت إلى مستوى التشهير السياسي المقيت الذي وصل إلى حد التنديد بقيادات المنظمة الشغيلة وما سمّيته خياناتها واستغلالها للطبقة الشغيلة؛ فهل أنت أدرى بمصلحة الشغالين ممن اختاروه لقيادتهم ؟    
هذا من الخور ولا شك؛ كذلك الحال في ما دعوته ببيت القصيد الذي عدت فيه للوم أصحابك لتنصّلهم من مرجعياتهم بينما ما فعلوا قط ذلك، إذ هم بها من المتمسكين؛ وهذا أصل الداء! فالمرجعيات التي يعود إليها أصحابك ليست في شيء إسلامية، بل هي إسلاموية؛ وهي مما رسب من الإسرائيليات في الدين الإسلامي.
أما الإسلام التونسي الشعبي فصوفي، لا يمت بصلة لإسلام النهضة الآخذ بدين أعرابي لا إيمان فيه، إلا إسلاما شعائريا ظاهريا، بينما الإسلام أولا وقبل كل شيء ثقافة وحضارة.
التجذر الحيوي :
هذا ما غاب عن فيلسوف الإسلاموية الذي ينتقد حداثة هي في تهاوي فكره بما أننا اليوم في زمن ما بعد الحداثة، ولا دين فيها إلا هذا الدين المابعد حداثي الذي يمثله خير تمثيل إسلام التصوف الكوني، العلمي التعاليم العالميّها. 
وقد فات فيلسوفنا أنه لم تعد هناك فائدة في محاولة تضليل الناس بالحديث عن استقلال مموه لتونس عمن حكمها أو يريد حكمها، سواء من أهل الشرق أو الغرب. فزمن ما بعد الحداثة هو هذه العمارة الكوكبية، فيها كل البلاد بمثابة شقق لها استقلالها الداخلي لكن في حدود ما تفرضه الحياة الجماعية بالعمارة وقانون الجوار. 
ثم، نظرا لموقعها الجغرافي وحساسيتها الإستراتيجية، لا مناص لتونس من التوجه غربا لا شرقا لرعاية مصالح شعبها؛ وهذا من المنطق البديهي، إذ هي غرب الشرق أحببنا أم كرهنا. لذلك، وحتى إن سمح الغرب اليوم للإسلاميين لعب الشيء من الدور في السياسة بتونس، فلا يجب أن نغتر؛ كل ما في الأمر أنها الفرصة لتمكينهم من التطور والارتقاء لدرجة إسلام سياسي يكون بمثابة الديمقراطية المسيحية بالغرب؛ فإما أن ينجحوا وإما أن يندثروا ! 
كل هذا لا شك يقتضي الكف عن محاكاة الأنظمة الفاسدة بالشرق الأوسط وقد غوى للتأصل بالبيئة التونسية والتفتح على القيم البشرية التي هي ليست غربية أبدا بقدر ما هي إنسانية إناسية ملكا للجميع.
ذلك ما يسمّى بالتجذر الحيوي الذي لا زلنا ننتظره من أصحاب فيلسوفنا؛ ولا مناص من أن ينتهجوا هذا النهج فيزيدوا في نظر أيا يعرب قباحة، إذ تلك سبيل دوامهم السياسي الوحيدة.  
فرادة الإسلام التونسي :
لنختم بالرد على السؤالين الذين طرحهما أستاذنا في آخر تدوينته :  إن المرجعية التونسية الصحيحة والوحيدة هي مرجعية فريدة وفذة، لا تمت بشيء إلى الإسلام الممسوخ المتهاوي بالشرق؛ وليس أهل النهضة اليوم ممن ينتمي إلى هذه المرجعية إذ إسلامهم ليس صوفيا، بينما هي في فرادتها ونوعها الخاص مما يحمل طابعا صوفيا متميزا. لهذا ليس بعد بإمكان الإسلامي النهضوي عكس المنطق والخروج فائزا من المناظرة كما يدعوه إلى ذلك الأستاذ.
فشأنه في ذلك، شأن أستاذنا، إذ هو منقطع عن واقع شعبه، لا يعرفه،  تماما كما لم يعد المرزوقي يعرف أصول علمه الذي هو أولا وقبل كل شيء الانقلاب الضروري على القوالب الجاهزة مما أكل الدهر عليها وشرب من متردم الفكر الإسلاموي في سكرات موته؛ كوصفه مثلا بالحثالة لمن يتعنت في شتمه، من الآخذين بفكر حداثوي قضى أيضا.                        
هذا، وليعلم مفكرنا، وهو الفيلسوف العالم بكنه الحياة، أنه وإن بالغ في تعيير غيره بالحثالة، فهو منها أيضا لأننا كلنا في مثل حثالة القرظ. ثم، لعله نسي أنه لا حثالة في الناس عند من حسن إسلامه، إذا حسنت النية، إذ الأكرم عند الله هو الأتقى؛ كذلك الحال تماما في العلم. 
هدى الله فيلسوفنا إلى حسن العلم والتقوى!

* ردا على مقالة للفيلسوف على موقعه الخاص، نشرت أيضا على موقع جمهورية  بعنوان : أبو يعرب المرزوقي يهاجم المفكر عبد المجيد الشرفي ويلوم على الاسلاميين القيام بـ"ستريب تيز" فكري!