Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 2 décembre 2022

Maladie d’islam 7

 ارفع رأسك إلى السماء، فأنت مسلم!


الصلاة في الإسلام من أعظم مظاهر الورع والتقوي، وهي بركوعها وسجودها ليست إلا لله وحده، ومقامها المكان الطاهر الذي لا نفاق فيه ولا رياء، وهو المسجد. ولكن، للأسف، أصبحنا نرى العديد من المظاهر المشينة التي تدّعي إعلاء شأن الدين بينما هي الإساءة إليه دون علم أو حتّى بعلم أحيانا.

من ذلك ما أصبجنا نراه من سجود الرياضيين، ومنهم لاعبي كرة القدم، كما هي الحال هذه الأيام من طرف بعض الفرق العربية، وكأنّ صفة التعبير عن شكر الله والامتنان له غير ممكنة إلا بتمريغ الجبهة على عشب ملعب غير طاهر مع رفع الأست إلى السماء، بينما كان الأفضل رفع الرأس إليها والنظر أو ما ثبت من تصرّف عند أهل الإسلام الأوائل من رفع السبّابة إليها توحيدا للعلي القدير.

لا شك أنّ في هذا الكثير من مظاهر الرياء التي أصبحت مستشرية عند من يتاجر بالدين أو من غرّته دعوة من يتاجر به في التصدّي بأيّ وسيلة كانت، بغض النظر عن مشروعيتها، إلى ما يجابهه الإسلام من عداء؛ وهذا ما لا يسمح به الدين القيّم الذي يحرص دوما على أن يتصرف المسلم حسب مكارم الأخلاق ولا يأتي ما ينفيها.

فالسجود مكانه المسجد أو أي مكان طاهر نظيف، بعيد عن ضوضاء الحياة، أي خلوة أو ما أعدّ حصريا للصلاة، حتى يتمكّن العبد من التفرّغ لربّه، فلا شيء يحول بينه وبين خالقه. وهذا من المستحيل في الظروف والأماكن التي أصبحنا نعاين فيها أقام الصلاة أو التلميح إليها،  حتى أنّ عادة السجود أصبحت أيضا من علامات خضوع العبد لا لربّه بل لأرباب آدمية يركع لها ويسجد دون التفطّن إلى أن ذلك من الكفر بخالقه في الإسلام الصحيح.

لهذا، من المتحتّم على أهل الإسلام النزهاء تنبيه من حسنت نيّته من المسلمين إلى ضرورة الكفّ عن تشويه دينهم بتصريف الصلاة أو علاماتها الظاهرة من ركوع وسجود إلى ما لم توظّف إليه، مثل السجود الذي ذكرنا بملاعب بلاد العالم، ونراه اليوم يتكرّر على الأرض القطرية. أولى عندها أن يعبّر المسلم عن تسليمه لأمره بالتمام والكمال إلى خالقه عن طوع لا عن مذلة برفع رأسه إلى الأعلى؛ فالله في عليّّن لا في الأرض! بل هو سبحانه  في كل مكان؛ وأنّى توجّه المسلم بوجهه، أي أفضل ما فيه، وجد الله أمامه طالما كانت نيّته حسنة وطويته سليمة. 

لقد تعدّدت في ديننا مظاهر لخبطة قيمية قلبت الأمور رأسا على عقب، فإذا القيم التي أتى بها ولأجلها دين القيّمة تُنتهك باسمه، بل وأحيانا تطيبقا لعادت يهومسيحية أتى بإصلاحها، مثل موضوع الخمرة التي لم يحرمها بل حرّم السكر بها، أو المثلية الذي لم يجرّمها مثل ما فعلت التوراة وتبعها الإنجيل؛ فلئن كانت من الجنس الشاذ، هي في الطبيعة مثل الجنس الثنائي والجنس الغالب بين الذكر والأنثى. لذا نقول لمن صفت عنده النية وأخذ لا فقط بالرسم في دينه بل بمقاصده في إيمانه الأنسي: ارفع رأسك إلى السماء، فأنت مسلم! سبّح بحمد ربّك بقلبك قبل جوارحك إذا لم تكن في مصلّى يعطي الصلاة قدرها، ولا تنقص من قداستها بحركات وتصرفات ليست هي من الدين غالبا، بل من المراءات، أو هي من متاجرة البعض به؛ وديننا في غنى عن ذا وذاك. 

إنّ الحنيفية المسلمة ندّدت بالمنافقين، أيا كانت صفتهم، ولا تقبل بمنطق من يدّعي، ولو صدقا، الدفاع عن دينه بانتهاك البعض من أهم مبادئه، أي إعطاء المثل الأْسنى؛ وهذا للأسف ما نراه يأتي دوما في دين ليس بحاجة لخدمته بما ينتقص من قدره وجلاله، بل وبظلم أهله جرّاء عدم الالتزام بقيمه السمحة.

فالإسلام دين حقوق وحريات، فيه العبد حر طليق؛ لذلك لا يسلم أمره إلا لربّه وله وحده؛ وهو معه في علاقة مباشرة، لا يسجد ولا يركع إلا له بجوارحه إن أمكن ذلك دون المساس بقداسة الصلاة، وإلا بقلبه وروحه، وذا بداية الإيمان الصحيح في الذكر الأوّل.