Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 1 avril 2022

Un i-slam de Nouvelles Lumières 6

من رمضان النفاق إلى رمضان الإسلام الأصيل


هذا رمضان يعود ومعه النفاق المعتاد ممن يشوه ديننا دون علم، أو بعلم دعي يراد به الجهالة الجهلاء ! فشهر الصوم، بلا منازع، هو المناسبة الجلل للعبادة والتفرغ لله؛ ولا شك أن لبّ لباب العبادة في التسليم لله العلي القدير وتوحيده بما هو له أهل بالأخذ بكل ما في دين القيّمة من روحانيات. فهل نفيق من في الالتباس القيمي الذي يلخّصه رمضان أفضل تلخيص فنستعيد الوعى بأنّ هذا الشهر يمتحن التقوى، وهي حين تصح تقوى القلب قبل الجوارح؟ هذه إذن تذكرة لأولى النهى في حقائق نسيناها وآداب الصيام الإسلامي الصحيح حسب السلف الصالح.
في حقيقة أن العبادة ضد المراءاة: العبادة في رمضان، وهي كذلك في غير رمضان، ليست بتاتا في التظاهر بالمناسك والتمسك بالشعائر بقدر ما هي بالعكس في التخفي عن عيون الناس في تعاطيها. ذلك لأن كل ما ظهر وحرصنا على إظهاره من شأنه المغالطة والمداهنة، يطوله الكذب بسهولة لا محالة. فليس الصدق إلا في ما نتعاطاه عن قناعة وصفاء سريرة؛ لذا يتوجب الحرص ألا تتخلله المراءاة، وهي مناط النفاق والرياء، بما أننا لا نقوم به إلا لوجه الله صرفا. هل هذا هو ما نفعله سائر اليوم، خاصة في رمضان؟ أين السريرة الصادقة والنية الحسنى وحرية المؤمن في ما يأتيه عن قناعة؟ فتلك كلها من المباديء الإساسية في الإسلام ولا دين بانتفائها! لذا قلنا ونقول بوجوب تكريس حرية الصائم في الصوم أو الإفطار والتأكيد على وجوب الإطعام قبل الانسياق إلى العادات المميّزة عندنا لهذا الشهر بالتخمة في الطعام. فلنعط رمضان حق قدره  بإقرار حرية عدم الصوم؛ ففي الإسلام الصحيح، ليس الإفطار الذي يجب إخفاؤه بل الصوم!
في حقيقة أن الصوم لا يُفرض على الناس: ذلك أنّ المؤمن الحقيقي هو الذي يصوم دون أن يُري هذا للناس ودون أن يفرض على غيره التأسي به أو إظهار صيامه؛ فهو يقوم بذلك لله وحده، لذا لا يكون في تصرفه أي شيء يدل على أنه صائم. فهل هذا ما نفعل؟ إننا قي رمضان نتكاسل بدعوى الصوم، ونطلق العنان لكل ما كان سلبيا في تصرفاتنا، لا لشيء إلا لأجل الصيام، بينما الصوم ليس الامتناع عن الأكل وحده، بل هو أولا وقبل كل شيء الكف عن كل فاحشة، سواء كانت لفظية أو فعلية؛ وأولها سؤء الظن بالآخر والاعتداء عليه حتى وإن لم يكن صائما. فهل بهذا نحن نصوم حقا؟ ولا شك أن أكبر فاحشة نأتيها اليوم في إجبار الناس على الصوم، بصفة مباشرة أو غير مباشرة، بنص قانوني أو لاقانوني، يُفرض  باسم الإسلام والدين القيّم منه براء!  أفيقوا عباد الله ! لقد ظلمتم دينكم وشنعتم بتعاليمه أكثر مما فعله ويفعله أعداؤه. أفيقوا من غفوتكم حتى يكون حقا رمضانكم كريما مكرما بكرامة لا مداهنة جهلاء، تباركوا فيه حق غيركم في عدم الصيام حتى يكون رمضانكم مباركا في دين السلام!  

في حقيقة أن الإسلام سلام: فمن يدعي فرض واجب الصيام قهرا على الجميع احتراما للصائم أو للصوم لا يحترم لا هذا ولا ذاك، ولا يخدم خاصة الإسلام، بل يهدم صرحه. وقد علمنا أن صرح الإسلام قائم عماده على حرية العبد التامة في الأخذ بتعاليم دينه عن اقتناع وعقيدة ونية خالصة لا عن رهبوت وخوف من نقموت. فالإيمان الإسلامي لم يأخذ بمجامع القلوب قبل غزوه للعالم طرا إلا بسماحة تعاليمٍ ميزتها علميتها وعالميتها؛ فكان الوافدرن عليه أفواجا خير المعين له على الانتشار وأفضل الدعاة له إذ أتى بالسلام الروحي والمادّي في عالم رعب وحروب.كيف إذن نجعل منه اليوم دين الرهبة والنقمة والقتل وقد أصبح العالم ينشد السلام الذي جاء به الإسلام؟  كيف نريد لهذا الدين الدوام في قلوب الناس كما كان حاله في عهده الأول؟ لقد كان عهد أنوار وتنوير  وثورة عقلية أتت بحضارة قبل الحضارة الغربية، وها نحن نجعل منه ملة تزمت ونقمة وقهر وجبروت! ثمّ نحن نتظاهر بعدم الاكتراث بإكثارنا من النفاق إلى حدّ الاكتفاء بما ظهر، حتى وإن كان كذبا، لدعم ما اعتقدناه صحيحا في الدين، كمنع الخمرة بينما شرعيتها تجارة وشريبا، حتى في رمضان، لا شك فيها بما أنّ الإسلام حرّم السكر وما حرّم تعاطي ما يوجد بالجنّة!      
في حقيقة أن أصحّ الرؤيا الإسلامية هي العلمية: عمى بصيرة أهل الإسلام اليوم يذهب بهم إلى حد ترك الآلات العلمية لرصد هلال رمضان للاكتفاء بالعين المجرّدة؛ فهلا تركوا إذن مكبّرات الصوت علي المآذن! إنّ مهزلة رؤية هلال رمضان ثم العيد لخور يتكرر سنويا  لأجل التمسّك بوسيلة بدائية هي سياسية أكثر لا  دينية، إذ يستعملها البعض لفرض قراءتهم المتزمتة للدين. وهذا  يؤكد حاجة البلاد الماسّة لفهم جديد للإسلام يعيد له قدره وأنواره بعد أن حوّلته السياسة إلى ظلمات قاتمة، بل وإجرام مقيت. فلا بد من تخليص الإسلام من هؤلاء متسلطين عليه باسم مؤسسة فقهية رسمية لا شرعية لها في الدين الأصيل. فلا كنيسة في الإسلام ولا إكليروس، حيث لا تحكيم إلا للقناعة الخاصة بالتقوى الصحيحة، وهي في إيمان القلب وحسن النية. فبدعوى التمسك بما اعتاده السلف، يتصرف أهل الحل والعقد عندنا تماما مثل أهل الجاهلية الذين رفضوا الدعوة المحمدية باسم ما عهدوه من آبائهم. فكل شيء في القرآن يحث على اعتماد رؤيا القلب والبصيرة لا العين، أي اللجوء للعلم ومكاسبه. أمّا الادعاء بالتمسك بحديث للرسول للاعتماد على العين المجردة، فإلى متى ننقض بالسنة ما يفرضه آي القرآن بكل وضوح من ضرورة إحكام العقل والأخذ بالعلم وما تأتي به المعرفة، أي ما تحتّمه هنا العلوم الفلكية؟ إننا بذلك نجعل من رسول الإسلام ربّا، بينما ليس هو إلا بشر من شأنه الخطأ في أمور الدنيا؛ فأي فرق عندها بين الإسلام والنصرانية؟ ألسنا نطبّق حينها تعاليم هذا الدين من خلال ما رسب منه من إسرائيليات وقد غزت الفقه الحالي، لا تعاليم الحنيفية المسلمة؟
في حقيقة حتمية الاجتهاد: إنّه لا مجال للإبقاء على الفقه المعمول به حاليا وقد تحنّط إذ أكل عليه الدهر وشرب ويقتضي أن نجتهد من جديد في تثوير معاني ديننا. فلئن صلح هاذ لفقه لزمانه، فما هو بصالح لحاضرنا الذي يفرض التنبّه لحتمية الاجتهاد في ديننا في كل شيء فالاجتهاد من جديد في الفقه اعتمادا على مقاصد الشريعة. فها هو اجتهاد السلف في أيدي المجرمين من أهل داعش وغيرها، باسمه يُقتل البريء ويُعتدى على المسالم؛ هل هذا الإسلام السلام الذي أتى رحمة للعالمين؟  إننا اليوم لا نأخذ بالقرآن وبما جاء فيه من أخلاقيات ومبادئ سامية، بل  بما حصل لنا منه من قراءة تهافتت. رغم ذلك، يحرص أهل الإسلام الرسمي على التمسك بها وفرضها على المؤمنين، لا احتراما للدين، بل خدمة لمصالحهم السياسية بالمتاجرة الدينية والمغالطة لمن يعتقد عن حسن نية العمل بالفرقان. إنّه لا يعمل إلا بمفهوم له غير إسلامي صميم، تأتّى من تأويل بشري لم يعد صالحا لفساده مع الزمن؛ فليس هو من الحكمة الإلهية، إنما ينقضها من الأساس باسم فهم بشري ناقص بالضرورة، وليس له أن يرتقي، ما بل بحر صوفة، إلى مستوى الحكمة اللدنية التي تبيّنها  يمكّن الاجتهاد من الاقتراب منها بقراءة مقاصدية. لذلك حتّم الإسلام ضرورة الاجتهاد المستدام الذي لم يُغلِق بابه إلا أهل السياسة وفقاعء البلاطات للحفاظ على نفوذهم من صولة الحق وسورة الأخلاق الصحيحة.