Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 7 janvier 2022

Un i-slam de Nouvelles Lumières 5

تعاسة أحولنا السياسية والدينية في بداية 2022

 


في بداية هذه السنة الجديدة، دار لقمان على حالها! فلا زالت البلاد تعيش، لا تحت نير قوانين الدكتاتورية فقط، بل تحت سلطة نفاق سياسي لا حدّ له، يدّعي السعي لإرساء سلطة الشعب بينما لا يشرع بعد في إبطال كل ما ينفيها، أي أولا وقبل كل شيء قوانين البلاد التي كان النظام الدكتاتوري يعتمد عليها لقهر الشعب. فهل من تعاسة أعظم  من هذه التعاسة السياسية؟ ثمّ إننا نرى أهل هذه السياسية التعيسة يزيدونها تعاسة بالنفاق في مظاهر دين البلاد وغالبية الشعب فالتلاعب بالأخلاق، ممّا يحتّم علينا واجب التذكير بكلمة السواء في السياسة وفي الدين لعل الذكرى تنفع من صدقت نيّته. وسنركّزها خاصة على الجانب الديني لما له من تداعيات على السياسي أو ما يُنعت بالإسلام السياسي رغم أنّ الإسلام سياسة أو لا يكون، إلا أنه السياسة بالمعنى الاشتقاقي للكلمة. فليكن حديث هذا الشهر، وهو فاتح السنة الميلادية، الفرصة للاعتبار بالبعض من جوامع الكلم ممّا يمكّنا من التمعّن في حالنا التعيسة فالتعرف على البعض ممّا في أنفسنا التي جعلت حالنا على ما هي عليه.
خرّبنا ديننا وعمّرنا دنيانا: إنّ حالنا في الإيمان كمن لهو كساء، غير أنه لا يلبسه، فإن ذلك لا يقيه من الحر ولا يصونه من البرد؛ ثم هو يبلى. إن ديننا أصبح على حالة تعيسة من الخراب وعلينا تلافي الأمر سريعا، إلا أننا نتهاون في ذلك، مستمسكين بعرض الدنيا. في هذا، يُروى عن سلمة بن دينار المعروف بأبي حازم الأعرج وقد سأله الخليفة سليمان بن عبد الملك ما لنا نكره الموت، أنه أجاب : لأننا عمّرنا دنيانا وخرّبنا آخرتنا، فنكره الخروج من العمار إلى الخراب. هذه حال المسلمين اليوم الذين أصبحوا يعمهون في دنياهم معمّرين باطلها، مخرّبين آخرتهم وقد مسخوا دينهم فبدّلوه من دين التسامح والمحبّة إلى دين التزمت والكراهية.
الإسلام دين اليسر والمغفرة: إن ديننا دين يسر، سمح بالكفارة حتى في الأيمان، وحلل الميتة ولحم الخنزير في حال الاضطرار مثلا، فكيف نجعله دين عسر؟ لنعد قراءتنا لإسلامنا كدين محبة وتسامح حتى نحظى بالفتوح، فيقظة القلب بتصحيح ضمائرنا والعودة إلى ما صح من ديننا. وقد صح أنه بتصحيح الضمائر تُغفر الكبائر وأن الدين، كل الدين، في العزم الصادق والنية الحسنة أكثر منه في فعل فيه نفاق ومراءاة. ذلك لأن في العزم مع الخطأ والنية مع الصدق يكون الأجر بينما يسقط الأجر ويثنّى الإثم بالفعل الذي هو ظلم للنفس وللغير، يسع التكفير ويمنع استحقاق الرحمة الإلاهية رغم أنها مضمونه عند الاستغفار. يقول فقيه المدينة سلمة بن دينار : إن لكل عضو من أعضائنا حق علينا من الشكر. فشكر العينين هو أن تعلم بهما خيرا، وإن رأيت بهما شرا أن تستره. وشكر الأذنين إن سمعت بهما شرا دفنته. وشكر اليدين أن لا تأخذ بهما ما ليس لك وأن لا تمنع بهما حقا من حقوق الله، وما لله من حق مغفرة الذنوب للعبد. وهذا الحق من حقوق الله التي على العبد رعايتها، فليس له أن يمنع ربه من حقه في الغفران متى شاء وأراد. ولا شك أن من يقصر إيمانه على جهاد أصيغر فات زمانه يقوم بمنع ما لله من حقوق.
تجاهلنا الجهاد الأكبر أخذا بالأصيغر: إن النفوس تصدأ كما تصدأ المعادن إذا لم تجد من يذكّرها الفينة بعد الفينة فيجلو عنها صدأها. وقد تكدس الصدأ على نفوس المسلمين منذ زوال حضارتهم، فهم يعيشون اليوم على الصدأ الذي غطى هذه الحضارة لا على ما بعثها للوجود، ألا وهو دين المحبة والغفران الذي يقدّس حرية الإنسان وعبقرية فكره. إننا لننساق اليوم مع هوانا وهوى من ضل منا لينال به شيئا من عرض الدنيا، والكل ظالم نفسه وغيره؛ فنحن نبيع آخرتنا بدنيانا ودنيا غيرنا، ولا آخرة لنا ولا له. فهوانا ليس ما نعتقد، أي هذا الذي جعله الله في النفوس من جبلّة؛ هوانا هو التظاهر بالتقوى والمراءاة بالتزام جهاد أصغر والتسلط على الغير بتعلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكل هذا ولى زمانه ولا فائدة فيه إلا التكبر والتسلط على الآخر، هذا الغير الذي أراده الله حرا لا يدين إلا له فلا يسلّم أمره لأحد غيره في بره وفي شره. لذا علينا تنمية الحسن في أنفسنا وتنقية السيء فيها، فذلك لب لباب تزكية النفس والجهاد الأكبر. إن الهوى والعلم ليتغالبان في نفس الانسان وفي صدر المؤمن تغالب المتخاصمين، فإذا غلب العلم الهوى كان اليوم يوم غنم، وإذا غالب الهوى العلم كان يوم خسران؛ وهذا حال العبد كل يوم. لذا، لا إيمان إلا بجهاد يومي للنفس بالعلم، وهذا هو الجهاد الأكبر.          
واجب العالم الفقية في الإسلام: لقد أصبحنا كمن يرمي عن قوس ليس لها وتر، إذ أن أهل العلم اليوم يريد معظمهم أن ينال شيئا من عرض الدنيا، فتراهم يأتون أهل السلطان ويسعون للسلطان على عقول الناس؛ لذا استغنت الناس عنهم، فتعست الأخلاق ونُكس الدين وسقط أهله من العيون. ولو أن العلماء زهدوا عن الحكم والتسلط على الناس، لرغب الناس في علمهم؛ ولكنهم رغبوا فيما عند أهل السلطان، فزهد الناس فيهم. إنّ سنّة السلف الصالح الصحيحة هي هي أن أهل العلم لا يحملون الدين إلى أهل الدنيا، ولا يفرضونه عليهم، بل على أهل الدنيا غشيان أهل العلم حين يهديهم الله إلى محجته، وإلا فهم في دوام امتحان الله. عندها، ليس من حق المؤمن أن يمنع امتحان الله لعبده، فهذا أيضا من الدين. ولعله لو حرص العبد أن يكون معه في الدنيا ما يحب لنفسه في الآخرة لنبذ كل ما يفسد عليه دينه وعلى غيره مغفرة الله. لهذا  ينصح أهل التصوف بأن ننزه الله أن يرانا حيث نهانا وأن يفقدنا حيث أمرنا. وتلك لعمري أفضل نصيجة يعمل بها من آمن حقا.

هدى الله الجميع - خاصة من كان في سدّة الحكم أو في رواقها - وهداهم إلى محجته، سبيل التسامح على الأخطاء وغض النظر عن المساوىء وإعطاء المثل الأفضل، مع كامل الاحترام لحرية الغير حتى في الخطأ لما له من حق مضمون في مغفرة الله الرحمان الرحيم. وكلّ عام وتونس بخير، إن شاء الله!