Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

vendredi 11 septembre 2020

Islamitude 7

في الإرهاب الذهني


ليس الإرهاب اليوم ما نراه فقط من ضحايا أبرياء ودماء أهدرت باسم الإسلام، بل هو أساسا ما لا نراه؛ إذ تسبق كل عملية إرهابية عمليات غسل دماغ. االإرهاب أولا وقبل كل شيء ذهني، هذا الفكر الفاسد والمفهوم الخاطيء للدين.  فما الذي يدفع بشبابنا إلى كراهة غيره إلى حد قتله، إذا لم يكن ذهنه الفاسد وقد أعد لذلك من طرف زبانية موت في هيأة شيوخ علم، وليسوا إلا شياطين الجهالة الجهلاء والفساد الأعظم؟ الإرهابي التونسي يقدم على فعلته الشنيعة لأنه يجد من يشجعه على ذلك في فكر إرهابي متغلغل لا في النفوس والأدمغة فقط، بل وأيضا  في التصرفات اليومية التي تشين فهم ديننا بالانحراف به عن سماحته وقبوله بالغيرية والحرية البشرية تامة لا منقوصة. فرغم ما أتى به الدستور الجديد بتونس من حقوق، ورغم أن البلاد في حالة استنفار قصوى ضد الإهاب، وعوض تتبع من يحمل الإساءة لغيره بلسانه، ما يُمهّد لعمل الجوارح، نرى الشرط مثلا تتعقب المفطرين علنا من الناس في رمضان أو من يلبس تبانا قصيرا ومن يسكر، بينما كلهم سلم لغيرهم! كل ذلك يتم باسم القانون، تبعة منطقية للخبطة القيمية التي نعيشها بتونس وسائر البلاد العربية المسلمة في فهم دين نجعل منه دين النقمة وهو دين الرحمة. فنحن اليوم في قعر الانحلال الأخلاقي الذي يتمعش منه دعاة التزمت، إلا أنه لا يتمثل في ما يعتقدون مما يسمى غلطا رذيلة وعهرا ودعارة، بل هو في هذه النظرة الفاحشة للأمور التي تجعل من الحرية الشخصية دعارة ومن أحاسيس الحب رذيلة ومن نقاء السريرة وحسن النية عهرا وفسادا. فما هذه الأصنام المعنوية التي نقيمها في الدين القيم؟
إن مقاومة التزمت لهي أساس التصدي للإرهاب، إذ هو اليوم في الأذهان، ولا مجال لمقاومة غسل أذهان الشباب ممن يستغلهم محترفو العنف من الشيوخ المتزمتين إلا بتغيير القوانين الوضعية وغسلها من كل ما شابها من اعتداء صارخ على الحقوق والحريات حتى تساهم في تنقية الأدمغة من كل ما يتغذى به الإرهاب من فساد. ويتعين التصدي لهذه اللخبطة بسرعة قبل أن تسقط ضحايا أخر؛ ولا شك أن فاتحته تكون بإغلاق باب الجهاد الأصغر اليوم. فبما أن الإسلام اجتهاد مستمر، لا مناص لتجديد فهمنا له وإلا تحجر وغدا ظلاميا كما أصبحت حال الدين. ذلك لأن الإسلام ثورة عقلية مستدامة وإلا ليس هو بخاتم الأديان. ونحن نرى كيف يستغل شيوخ الإرهاب نظرة خاطئة للدين وفهم عام مغلوط لسماحته فيرسلون الأحداث يفسدون في الأرض باسم الإصلاح ومقاومة المنكر دون أن تطالهم يد القانون رغم مسؤوليتهم الأولى في ما يحدث. فالإرهابي يهب نفسه إلى ما يعتقده أفضل الجهاد في الإسلام بينما هو أقله قيمة بما أنه جهاد أصغر، بل أصيغر بما أن زمانه ولى وانقضى، إذ أن الجهاد المسلح في الإسلام الحقيقي انتهى مع انتهاء فترة الهجرة. فهل نهاجر اليوم إلى المدينة ؟ لذا، من أوكد الواجبات اليوم على الساسة ورجال الدين أن يعلنوها صراحة في موقف جريء تقتضيه خدمة الإسلام الحق، وهو أن الجهاد الوحيد في الإسلام بعد أن قامت دولته وتمتن في القلوب هو الجهاد الأكبر، أي جهاد النفس في كل نزواتها وخاصة تلك التي تعتدي على الآخر، أيا كان وأي تصرف أتى، وليس الجهاد الأصغر، أي مد اليد على الآخر المختلف، إلا من الإفساد في الأرض!
تصحيح مفهوم الجهاد الأصغر لما يجب القيام به بأقصى سرعة لتجفيف منابع المد الداعشي الذي يجعل من شبيبة بريئة حُرمت من حقها في الحياة والتمتع بها، كأن تتنقل بحرية تامة في الأرض وأن تحب من يهواه قلبها، ضحية لشيوخ دمويين يحولونها إلى إرهابيين يتوهمون قتل غيرهم من التقوى والورع وهو حرابة وإفساد في الأرض عقابهما شديد في القرآن. والتصدي الفعّال لهؤلاء المجرمبن ليس إلا بالجرأة على تكذيب فهمهم للدين بإعلان انتهاء صلوحية الجهاد الأكبر وإغلاق بابه وبيان أن لا جهاد في الإسلام الصحيح إلا جهاد النفس. وهو هذا الجهاد الأكبر الذي يحمل المسلم على السهر على تزكية نفسه وغض النظر عن مساؤيء غيره والقبول به كما هو في اختلافه، لأن الحنيفية المسلمة  تمجد الحرية البشرية والغيرية.
فالجهاد الأصغر كان لفترة استثنائية محدودة الزمن و،انقضت مثل تحليل القتال بمكّة للرسول؛ وكان ولا يكون إلامن باب الدفاع عن النفس لانعدام أية وسيلة أخرى بعد قيام الدين الجديد؛ أما القاعدة بلا استثناء فيه فتبقى أن من قتل نفسا أيا كانت مساوؤها المزعومة قتل البشرية جمعاء. والقتل المعنوي أشد من القتل المادي لأنه يخلق القاتل ويعيد خلقه على الدوام! وعلى هذا الإصلاح الديني أن يتزامن مع الإصلاح المدني المتمثّل في تنقية قوانيننا من كل ما ينمّي كراهة الآخر المختلف. فهي التي تنقّي بجدية في غربلة قاسية تصرفاتنا اليومية الرافضة للآخر المختلف، القامعة لحرياته. وهذا يقتضي بالإساس إبطال كل ما رسب في ديننا وثبت في قوانينينا، وهي قوانين الديكتاتورية والاحتلال، من نصوص فاحشة في ميدان الحريات الشخصية. خاصة وأن تلك النصوص، التي أصبحت غير قانونية إذ ألغاها الدستور،لا تزال تزرع الإرهاب المعنوي في العقول فتنمي الإرهاب المادي بأن تجعل من التصرفات العادية للناس، وهي حقوق المؤمن الثابتة، خبثا وعهرا ورذيلة وكفرا.
الدين براء من مثل هذه اللخبطة القيمية ولا بد من التصدي لها حتى نكف عن تشويه الإيمان الإسلامي والتغرير بالشبيبة الضالة؛ فلا مناص من البداية بتغيير المنظومة القانوية. فلمقاومة الإرهاب، لا فائدة في إضافة أحكام جديدة لقانون الإرهاب مع الإبقاء على القوانين التي تشجع عليه، بل هي أولا وقبل كل شيء في إبطال كل النصوص القديمة الجائرة حتي تتوضح الأمور فيتحمل كل مسؤول مسؤلياته، مادية كانت أو معنوية. وحتى يكون كلامنا واضحا، لا لبس فيه، فيكون في ردنا إحياء لذاكرة كل الأبرياء في فواجع الإرهاب ببالبلاد، لنذكّر هنا بالبعض مما على السلط فعله حالا لتبين صدق نيتها في التصدي للإرهاب الفكري والذهني وغلق المنافذ القانونينة التي تغذي الإرهاب المادي بتمكين الكبار من التغرير بالصغار:
أولا، إبطال النصوص المجحفة التي باسم احترام الآداب العامة تمنع الناس، خاصة الشباب، من حقوقها وحرياتها. فالآداب العامة هي في حرية الفرد في التصرف كما يراه هو ما دام لا يمد يده على غيره ولا يعتدي على حريته الخاصة. ثانيا، الكف عن تطبيق كل المناشيرالباطلة كتلك المتعلقة ببيع الخمر أوالإفطار العلني أو فتح المقاهي والمطاعم في رمضان. ثالثا، إبطال كل تجريم لتعاطي التكروري أو الزطلة، هذ المخدر اللطيف المتفشيفي صفوف الناشئة والذي ثبت أن مضرته أقل بكثير من مضرة السجائر. فقسوة القانون الحالي، الذي ليس هدفه إلا الزج بالأبرياء في السجون وهي ملأى بالمجرمين، لهي أفضل التشجيع على الانحراف وخلق المجرمين والإرهابيين. أخيرا وليس بآخر، تحقيق المساواة في الإرث وإبطال تجريم المثلية، إذ عدم المساواة تنقض مقصد الدين في التساوي التام، وتجريم اللواط راسب من القانون الجنائي الاستعماري، الإسلام منه براء؛ وهو يظلم أبرياء لم يقترفوا أي ذنب سوى الأخذ بما فيهم من طبيعة وفطرة. ثم إنه يشجع من يُظلم هكذا بلا أي ذنب على الانحراف نكاية بمن يظلمه، وقذ أثبتت الدراسات أن هناك العديد من الإرهابيين ممن لهم عقد جنسية أو ممن حرموا من تعاطي الجنس، بما فيه المثلي.
كل هذا، وغيره من الإناسة الإسلامية التي نتجاهلها، ليس إلا من باب المداواة بما كان هو الداء؛ وهو غيض من فيض ما يتحتم الإتيان به حالا إذا صدقت النية وحسنت العزيمة للتصدي للإرهاب. فبمثل هذه الإجراءات تتوضّح الأمور ويتم إجبار كل إرهابي بالبدلة، ممن يتستر في صفوف النخبة السياسية والدينية، على الانكشاف. فهل حكوتنا اليوم قادرة على مثل هذه التحدي؟ إنه الحتمية التي لا مجال للتنصل منها والتي تقتضيها لا سلامة الوطن فقط بل وخاصة دماء الأبرياء ضحية شباب مغرّر بهم. ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !