Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

mardi 9 septembre 2014

Le génie de l'islam 3

ذيل لرسالتي إلى صديق سأل كيف يبقى مسلما اليوم



أستاذي عبد الله،
هذا ذيل لرسالتي الأخيرة بكلامك أنت فكر أستاذنا مافيزولي، ولكن ببعض التصرف وزيادات على ضوء إسلام ما بعد الحداثة ومن وحي الإ-سلام. 
وهي هديتي لك لرفع الحزن عنك، فكن مسلما طلق المحيا كطلاقة الفكر الذي يغذى ما تكتب، فليس في ذلك إلا الخير العميم للجميع : 

الوجداني في الحركية الإجتماعية الإسلامية اليوم

لربما دفعت قناعاتُ البعض منّا إلى التحسّر على المآل الذي آلتْ إليه أحوال الناس و أوضاعهم في بلاد الإسلام اليوم، و لهؤلاء أقول : لا جدوى من رفض الواقع طالما أن "الواقع لا يرتفع" ، ومن العبث نكران الموجود مادام موجودا. الأجدى و الأفضل، بل وعين العقل، هو الإعتراف به ثم النظر، مليّا، في ما إذا كان نتاجا طبيعيا وسلسا لأنموذج عابر للأزمنة والأمكنة أعمق وأشد رسوخا من كل تمظهراته وتجلياته. أُنموذج هادي تتدثّر به الجِبلّة البشرية مجبول على الإعلاء من شأن التداخل والتلاحم  بين النص وروحه، بين حرف القرآن ومقاصده، وعلى اجتراح قيم الخلطة والرغبة الجامحة في إتيان الإنصهار والتوحد في الآخرين باعتماد الرابطة العضوية بينهم، رابطة الروحانيات لا رسومها الظاهرة.
من الوارد جدا أن نكون إزاء تناوب للأدوار بين ثقافة كبيرة "عالِمة" ذات الغلبة والسطوة إلى يوم الناس هذا، سادرة في تكريس التمايز والفردانية المشكوك فيها ومعيار الطبقة السوسيو- اقتصادية من جهة - وتلك مثلا حضارج الإسلام المنقرضة -، وثقافة مغايرة ونوعية لاتدعي ضرورة العالِمية وموسومة بـ "القاصرة" منجهة أخرى ، إلا أنها تحسن التعبير عن الأوضاع الإجتماعية التي تنحو منحى الإنصهار والفناء والذوبان في الآخر. وبإمكانها الانقلاب إلى ثقافة عالمة عالمية إذا تعدد من آمن بها. فالفكر هو محرك الثقافات.
وبمقتضى جماليّات التلقي، يجوز القول بأن الإنخراط المكثّف في الإبداعات الاشهارية وفنون الطبخ المتكاثرة ، وفي انتعاش الأغاني التصويرية - بل وحتى في التعلق بمظاهر طريفة للإسلام تنقض ظاهريا ما أجمع عليه أهله وتأتي بما يحايث روحه لما ليس فيه رئاء الناس من مراءاة -، ما هو في العمق سوى تعبير عن ممارسات تتولى تجسيد هذه الوظيفة الوجدانية أو الحركية الإنفعالية في حلّتها الاجتماعية. إنها تعبير نافذ عن الأشياء الصغيرة المؤتّثة للحياة، والتي رغم شدة بداهتها وفرط بساطتها واعتياديتها إلا أنها لا تني تذكّر بأن الثقافة ما هي إلا جُماع أشياء بلا مترتبات ، كما أنها نواة صلبة لكل وجود إجتماعي نظامي. وكذلك حال إسلام ما بعد الحداثة إذ هو مجموع تصفات متحررة من مل رسم معتاد ولكنها متجذرة في روح الإسلام لأنه كلام الله الحقيقي الذي لم يعد يسمعه أهله. وذاك هو التجذر الحيوي للإ-سلام، الإسلام ما بعد الحداثي. 
لقد نجحت الأعمال المتميّزة لـ أبراهام مولز في لفْت الانتباه إلى النفسي المتناهي بالصّغر في اليومي من خلال التركيز على عنصر التكرار فيه، تكرار الأفعال البشرية العادية جدا في مجرى الحياة اليومية. وهذه الأشياء التي درجنا على اختزالها في الصيغة الأثيرة لـ "لاشيء تقريبا" أو "أشياء بالكاد" هي التي تُؤطِّر المناخ الغامر لمكان أو فضاء مديني، وبالتالي هي المؤهَّلة لمساعدتنا على فهْم التواصل الإجتماعي بتعبيراته المتعددة وتجلياته الوافرة. 
كذلك الشأن تماما لإسلام هذه الحقبة الزمنية الذي هو في نمو مطرد بمثل هذه التصرفات التي يعدها البعض خروقات خرقاء لرسمه بيتما هي إحياء للدين الحق كرفض الصوم كرها أو مناقشة حقية اعتقاد أن عيد الأضحى من السلام بينما هو من العادات اليهودية مما يجعل الأضحية خارج الحج من غير السلام بما أن ذيبح الله ليس إسماعيل بل هو إسحاق.
وبالمناسبة، لابد من الإشارة، ودائما في سياق المعاينة الإمبيريقية، إلى أن أشكال التواصل الإجتماعي قلّما تكون حمّالة لمضامين دقيقة ومحتويات مضبوطة إلا في الحالات التي تحصل فيها بين آحاد. بل حتى في هذه الحالات، لا يكون التواصل حمّالا  ناقلا لمضمون دقيق إلا على نحو عابر و عارض. لذا، يتوجب أن يكون الفكر النير كقطرة الماء، يدوم انهمارها على جلمود الصخر حتى يفتته. 
فليس للتواصل الاجتماعي للمفكرين الذي لهم القدرة على الإبداع أن يكون كالتواصل المعتاد للعامة وللغوغاء منهم وإلا كان منهم. 
فالتواصل الإجتماعي اليومي لا يكترث للإنشغالات النظرية والمجردة، بل وحتى للأحاسيس العميقة جدا بقدر ما هو جُماع "أطراف حديث مُتجاذب" ليس له ما بعده ، يدور في معظمه حول أحوال الصحة والزمن الهارب والمُسرع الخُطى وأحوال الطقس والبرامج التلفزيونية والمواعيد الرياضية وما شاكل و شابه. هذا فضلا عن كونه تواصل شفاهي يتوسّل طقوسيات عفويّة وحركات تلقائية وصيغا مكرورة في المسلك والملبس، وكلُّها دالة ، أيما دلالة، على أن معشر المتواصلين تجمعهم أحاسيس انتماء متضاربة ناسجة، بالمُحصّلة، لوشائج و أواصر يتشكل المجتمع برمته من نسيجها و تشبيكاتها. 
فهذه أحاسيس بالانتماء الحضاري لثقافة أفلت تحمل تحت رمادها من وميض البرق ما يكفي أن يكون له ضرام، أمثال الفكر الصوفي والأمازيغي بمغرب الأمازيغي العربي.  
كل ذلك لا يكون الوشائج والأواصر التي تشكل نسيج المجتمع برمته مع وافر تشبيكاته إلا بما يضيفه الفكر النير من لمسات سحرية، وليس ذلك يتوفر إلا عند المثقف العضوي إذا قبل بأن يون فكره كالتيرب، لا فعل ولا مفعول له في الحاضر، إلا أن نتاجه لا مفر منه في الآجل.


هذه قراءتي للوجداني في الحركية الإجتماعية الإسلامية اليوم، فلا حركية بدون فكر تحرر من قيود الجمود، ولا فكر متحرر بدون روح حية. وهي الحيوان !

مع أحر التحيات لصديقي الأستاذ العزيز عبد الله 
https://www.facebook.com/abdallah.zarou.7?fref=ufi