Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

jeudi 10 octobre 2013

De rétromodernité à postmodernité 2

هل من أمل في عودة المؤتمر إلى ما كان عليه عند انبعاثة؟
 
إن من معالم الجاهلية، إذ هي قاعدة أخلاقية هامة لذهنيتها، نصرة الأخ ظالما أو مظلوما. وقد جاء الإسلام فأصلح ما فسد في هذه الأخلاقية حيث بيّن أن نصرة الأخر الظالم لا تكون في غيه بل بحمله على محجة الحق وكلمة السواء.  
إلا أن ما رسخ في الذهنية العربية الجاهلية بقي كامنا بها. فنراه يعود بين الفينة الأخرى عند البعض، ودوما عند البعض الآخر، فيطفو على سطح ما بدا عندهم من مباديء الإسلام السامية السمحة، بل ويزاحمها، ليقلص منها تارة وينقضها طورا.
وهذا ما نراه اليوم في معابر السياسة العربية، وبخاصة في بلادنا، وقد تفتحت للعمل المتنوع أخذا بآليات الديمقراطيات الحديثة ودولة القانون. فإذا رواسب الماضي البغيض تعود لتفرض نفسها على ما سما عندنا من مباديء وأخلاقيات نيرة.
وتلك هي الحال اليوم داخل الأحزاب السياسية المتواجدة بالساحة السياسية التونسية، فهي لا تشذ عن هذه القاعدة، فنراها تحدد مواقفها حسب الإنتماءات الجهوية أو العائلية علاوة، وعوضا أحيانا، عن النزعات النظرية أوالتوجهات الإيديلوجية.
وقد لمست هذا للأسف الشديد بحزب المؤتمر رغم أن مبادءه الأساسية هي صراحة في التسامي عن العادات الحزبية البالية والنزاعات الإيديلوجية الضيقة. فقد عاينت ذلك وتشكيت بدون طائل - إذ كان كلامي في النافخات زمرا - من تصرفات خرقاء لا تنتمي البتة إلى روح الحزب الحقة، ومن تجهات تنقض من الأساس مباديء المؤتمر كما رآها ونظّر لها مؤسسه المناضل المنصف المرزوقي.
إن المؤتمر في توجهات قادته الحاليين لأبعد ما يكون على أن يمثل ذلك الحزب المبدع الذي أراده رئيسه الشرفي الحالي، فهو في سياسته كما نعاينها على نقيض ما أراده له منظره الأول من الاستقلالية التامة عن المصالح الحزبية الضيقة والرسوخ في المتخيل الشعبي والتجذر في القلوب مع طرح كل ما من شأنه تنمية مشاعر الحقد ورفض الآخر، كل آخر، علاوة على نبذه وكرهه.   
إن المؤتمر اليوم لا يسعى بتاتا كما أراده له مؤسسه إلى بناء جمهورية جديدة، فهو يقنع بعموم آليات الديكتاتونرية المنهارة ويعمل بمنظومتها القانونية رغم ما بان فيها من قمع صارخ للحريات ومسخ للذاتية العربية الإسلامية الحقة في التزمت الذي يريده  لها البعض ممن يدّعي على الإسلام - السمح الرسالة الكونيها - ما ليس منه ولا فيه، فيشوه تعاليمه العلمية العالمية.
نعم ليس حضوري بالمؤتمر بالقديم، ولكن العبرة ليست في مدة التواجد كما نعلم، بل هي في نوعيتها. ثم إن تعلقي بالمباديء الأساسية التي جاء بها المؤتمر، كما أراده مؤسسه، لقديم متقادم، وهو سابق لنشاطي السياسي. ولإن انضممت للحزب، فلهذا السبب وحسب هذه المباديء لا غير، كما بينت ذلك في موضع آخر منذ البداية بكل وضوح ودون أي لبس؛ والمقال على مدونتي : تونس الجمهورية الجديدة.  
ما العمل إذا، كما تساءل من قبل أحد أببرز ثوار العالم المعاصر؟ 
أما أنا فأبقى على مبادئي كما هي، أذكّر بها ولا أتوانى، وأدعو من تجاهلها عمدا أو سهوا وعن غير قصد للعودة إليها وقد جمعتنا للأفضل في خدمة وطننا العزيز. 
أما المؤتمر، فأنا دعوت وأدعو مؤسسه المناضل الحقوقي الرئيس الحالي للبلاد للعودة به إلى سالف ما أراده أن يكون إذ مساره الآني يبعده عن مبادئه وأصوله أي بعد، فيحمله على الاضمحلال والزوال في هيأته الأصلية الأصيلة. ولا شك أن ليس في ذلك أي خير لتونس، لأن بلدنا بحاجة وأي حاجة إلى مثل ما دعا إليه المؤتمر التاريخي وما تصوره ونظّر له المناضل المنصف المرزوقي. 
فهل من أمل في ذلك؟ هل من أمل في عودة الروح إلى المؤتمر وعودة المؤتمر الأصلي إلى ما كان عليه من تسامي المباديء عن الإيديولوجيات وتسامحها وتفتحها مع تجذر في الهوية العربية الإسلامية وتعلق بأخلاقيات الديمقراطيات الحديثة وآليات حقوق الإنسان دون تقليص أو تحديد أو تقزيم؟
إن الحقبة التاريخية التي نعيشها اليوم في تونس لسانحة لأن يقوم بها هذا المؤتمر بدوره المرتقب، وهو ذلك الحزب في نسخته التاريخية كما رآه باعثه وأراده لتونس للخروج بها من الجملوكية إلى عهد جديد ناضر نضير، هو عهد الجمهورية الجديدة.
فقادة المؤتمر الحاليين ليتجاهلون ما فيه من قدرات فذة سواء في تعاليمه الأصلية الأصيلة أو تطلعات وطموح قاعدته لأن يكون الحزب الأوفر حظا عند عموم الشعب نظرا لنجاحه النظري - حسب نسخته التاريخية التي شوهتها سياسته اليوم - في تقمص ما سميته بالتجذر الحيوي أو الحيوية المتأصلة، وذلك بتعلقه بمقاصد الإسلام السمحة دون تزمت ومسخ مع إيمانه في نفس الآن بكل مباديء الديمقراطيات الحديثة. بل وأيضا في عزمه المتأكد الأكيد على إثراء المنظومة الديمقراطية المعورفة بما في بلادنا من تراث زاخر نتاج ثقافة كانت حديثة قبل أوانها، إذ أفرزت حضارة عالمة دامت قرونا عدة. 
فتلك حداثة الإسلام التراجعية الذي يبقى اليوم ثورة مستدامة كما كان فإذا هو بلا منازع إسلام ما بعد الحداثة. فلما لا يكون المؤتمر الحزب المابعد الحداثي الذي من شأنه إنجاح المرحلة الثانية الضرورية للثورة التونسية، وهي مرحلة الثورة الذهنية، أو دور ثورة عقولنا على ما تحجر فيها، فيتم بذلك تحيين الثورة وتواصلها وتكون رافدا لثورة عالمية في المنظومة السياسية؟
إن هذا لممكن حاضرا وله الحزب الذي من شأنه تحقيقه إذا عرف إحياء ما فيه من مباديء أساسية. فهل من أمل في عودة المؤتمر إلي ما كان عليه عند تأسيسه، أناسي التعاليم، كونيها؟ 
إن الحل اليوم لهو عند مؤسس الحزب، روحه النابضة ! إن الخبر اليقين لفي قرطاج إذ منها يعاد بناء المؤتمر أو خرابه، لا قدر الله؛ فهل يسمع سؤالي وندائي المنصف المرزوقي؟