Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

jeudi 17 septembre 2015

Penser le nouveau monde 3

عيد الأضحى من الإسرائيليات إلى تجارة الخروف 


بينا سابقا هنا بخصوص عيد الفطر* أن العيد في الإسلام مر من الشعائرية إلى المهراجانية. وتأكيدا على ذلك نضيف اليوم أن المهرجان، في ما يخص هذه الأعياد، كثيرا ما يكون من باب الهرج والمرج دينيا؛ ذلك لأنه لا يخلو من عربدة ومجون دنياوي؛ بل ودنس للحرمات وانتهاك لروحها.
وليست هي في ذلك إلا كما يقتضيه تماما زمننا المابعد حداثي الذي تتميز فيه نزعة عودة الروحانيات بطقوس شعبية مفرطة التحرر من غلو الطقوس الدينية الرسمية، فإذا هي ماجنة باسم الدين، معربدة بشعائره، تفتعلها لمصالحها الآنية، لتخمة الأكل والتجارة مثلا.
عيد الأضحى مهرجان تجارة الخروف
فعيد الأضحى ليس فيه من الدين الصحيح أي شيء، بما أن الأضحية من شعائر الحج، لا مكان لها خارج مكة ودون الحج.
رغم هذه الحقيقة الثابتة، نرى أهل الإسلام يتهافتون على شراء الخروف للتضحية باسم الدين، بينما هم لا يقومون بذلك إلا إشباعا لنهمهم عند البعض ولزيادة في ربح تجاري عند البعض الآخر ممن يمتهن تجارة الغنم مباشرة أو عن طريق غيره ممن يشجع على التضحية الوجوبية في موسم الحج خارج الحرم المكي.
إن تجار الدين كثر اليوم؛ فمنهم من لا ينعت الأضحية بالسنة المؤكدة على من يقدر إلا لغاية في نفس يعقوب. فليست هي احترام العادة النبوية بقدر ما هي خدمة مصالح من يمتهن بيع الخرفان. 
لهذا أصبحت الأضحية مما يحرص عليه المسلم وكأنها واجبة بينما يعلم بيّن العلم أن الحج الذي ترتبط به  هذه الأضحية غير واجب إلا لمن استطاع إليه سبيلا.
بل نحن نعلم أن ديننا السمح لا يمانع في أن يصرف الحاج ما يجهّزه لحجه في أمور أخرى مما يحبّذها الإسلام ويحث عليها، كإعانة المحتاج والصدقة، وغير ذلك من فعل الخير مما تقتضيه حال مجتمعاتنا الفقيرة.
وعيد هذه السنة يقترن بالعودة المدرسية. فلم لا يفتي الفقهاء بوجوب العزوف عن شراء الخروف واستعمال مصاريفه الباهضة لتجهير التلاميذ مما يحتاجونه ويعدموه حتى نضمن لدراستهم أحسن الظروف؟
طبعا، هذا مما لا يسعد له ولا يرتضيه تجار الخروف. ولكن هل يرضي ذلك ضمير الفقهاء الساعين في مصالحهم، مساهمين في مغالطة الرأي العام الذي يعتقد عامة وعن حسن نية بوجوب الأضحية كلّفه ذلك ما كلّفه؟
ولم لا يسعى أهل الحل والعقد السياسي لتصحيح الأمور وتوضحيها حتى لا نبقى على الحالة التي نحن عليها من تخلف في الأخذ بديننا الذي جعلناه مطية لمن يتاجر به ومن يشوه تعاليمه، وقد وصل ذلك بعد إلى حد الإجرام، كما نراه مع داعش وصويحباتها من أهل السوء؟
عيد الأضحي يقترن ضرورة بالحج
سنة الرسول في الأضحية هي إحياء لسنة إبراهيم في نطاق شعائر الحج، ثم هي إحياء حادثة الذبيح المذكورة بالفرقان، وهو إسحاق لا إسماعيل.
إن أغلبية علماء الإسلام قبل اليوم أنكروا مقولة أن يكون الذبيح إسماعيل، ومنهم الطبري والقرطبي والرازي مثلا. هؤلاء يعددون أسماء الصحابة الأجلاء الذين كانوا يقولون أن الذبيح إسحاق، ومنهم الخليفة عمر وعلي بن أبي طالب والعباس، عم الرسول، وابنه عبد الله، حبر الأمة، وعبد الله بن مسعود، وغيرهم.        
نعم،  لقد داوم الرسول الأكرم على مثل هذه الشعيرة؛ إلا أن ذلك كان دوما بمكة مع الحج أو  بالتوازي معه، لا كعيد منفصل عن  التواجد بمكة، مستقل عن أداء الحج، كما هو الحال اليوم.
إن القرآن لا يتحدث عن الأضحية، إذ  يذكر حادثة الذبيح دون الافصاح عن هويته بسورة الصافات، من الآية 100 إلى الآية    111. أما السنة الصحيحة، أي ما اتفق عليه الشيخان، فيأتي الحديث عن الأضحية كجزء لا يتجزأ من مراسم الحج، لا كعيد مستقل بذاته فيه إحياء لسنة إبراهيم فقط، لأنه عندها ليس إلا إحياء للإسرائيليات في دين الإسلام. 
ولعل تسمية يوم النحر ويوم عرفة   بيوم الحج الأكبر  للدليل الأكبر على أن لا عيد خارج الحج، وبالتالي لا أضحية خارجه أيضا. فالمضحّي يضحي بما يقدر عليه من الهدي في نطاق الحج، وليست الأضحية إلا من الهدي. 
فلنصغ لما يقوله ابن القيم في الموضوع : «يوم النحر هو يوم العيد، وهو يوم الحج الأكبر، وهو يوم الأذان ببراءة الله ورسوله من كل مشرك». ويقول الرسول : «أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر»، ويوم القر: هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر من شهر الحج.
الأضحية خارج الحج من الإسرائيليات
العادة التي استقرت ببلاد الإسلام إلى اليوم هي من باب إحياء سنة إبراهيم الخليل، ولا شيء يمنع ذلك في ديننا الحنيف بما أنه يعترف باليهودية التي سبقته؛ إلا أنه على المسلم أن يعلم ذلك،   أي أنه إذ يحي سنة الخليل، فهو يحي ذكراه مع الذبيح إسحاق. 
 ولقائل أن يقول هنا، وهذا ما يتعلق به المسلمون الذين يعتقدون في أن المعني بسورة الصافات هو إسماعيل: إن التضحية تخص البكر من الأبناء، ونحن نعلم أن الابن الأكبر لسيدنا إبراهيم هو إسماعيل. إلا أن هذا من الخلط والخطأ؛ ذلك لأننا نعلم أيضا أن إسماعيل ابن أمة، وأن أبناء الإماء لم يكن لهم من الحقوق مثل ما لأبناء الأحرار. لذلك، لا يمكن لا عقليا ولا اجتماعيا ولا تاريخيا أن يكون الله طلب من إبراهيم التضحية بابن أمة. وهذا ما يقر به العديد من الأئمة الأجلاء الذين ذكرت آنفا.
إنه لمعلوم ومن الثابت أن العديد من الإسرائيليات داخلت الإسلام؛ منها عيد الأضحى هذا الذي ليس بشعيرة من شعائر الإسلام خارج الحج كما بينا.
فالأضحية إذا كانت في نطاق الحج فهي من سنة الرسول، وهي من شعائر الإسلام؛    أما إذا كانت خارج الحج، فهي عندها من سنة إبراهيم الخليل التي يعترف بها الإسلام ويقرها. 
لذا، من الواجب اليوم العلم بأنه لا علاقة للأضحية كما نقوم بها خارج مكة بدين الإسلام، فهي عادات يهودية عُدت منه في نطاق الإسرائيليات التي داخلت ديننا.
هذا رأي واجتهاد، والاجتهاد واجب في الإسلام حتى وإن أخطأ المسلم، لأن الثواب له ثابت ما دامت النية حسنة. والنية هنا هي رعاية مصالح المسلمين وحفظ ديننا من التشويه وقد أصابه ما أصابه من الخور من أهله حتى أصبحوا أكثر إساءة إليه وإلى تعاليمه السمحة من أعدائه.           


نشرت المقالة على موقع أخبر.كم