في سماحة الإسلام الصوفي والدفاع عنه من تشويه الإسرائيليات، هذه الدعدشة المغولية الزاحفة
كتب لي صديق عزيز ما يلي نصه؛ ونظرا لمحبتي له وتحية لماض لم يغرب أبدا، هذه رسالته وردي هنا لتعميم الفائدة :
رسالة صديقي رشيد :
«صباح الخير أخي وزميل دراستي فرحات،
كم تمنيت لو شغلت فكرك بما ينفع الناس في حياتهم اليومية وانت رجل القانون اللامع الذي عرفت طيلة حياتي الجامعية !!!!
لا اعتقد ان ما يشغل الناس الان في تونس وفي العالمين العربي والإسلامي هي مدي حلية اللواط والذي خصه القران بسورة كاملة وسلط الله علي متعاطيه أشد العذاب) أو الزنا (والذي اعتبره الله فاحشة وساء سبيلا) وإنما تشغلهم مشاكل التنمية والقوت اليومي وضرورة الأخذ بأسباب الرقي ومواكبة ركب الحضارة ،والإسلام دين عمل وعلم .
وأتمنى ان اقرأ لك ما يليق بعلمك الذي عرفت وان لا اشعر مرة اخري بالاشمئزاز والقرف وانا اجد اسمك وصوتك التي اشتقت اليها طيلة 35 عاما) مقترنتين بما يخدش حيائي ويخيب املي فيكم
اخوكم الاستاذ رشيد»
ردي على رسالة صديقي الأستاذ رشيد:
أخي رشيد، شكرا على النصيجة، ولكنك تعلم أن واجبنا هو إغاثة الملهوف وقول الحق ولو على النفس عند الاستطاعة.
فما قولك في من له من فضل الله بعض العلم لإصلاح ما فسد فيظن به على غيره؟
وما تقول في من له القدرة على الإغاثة ولا يفعل خاصة وأن الدعوة ملحة وله مباشرة دون غيره؟
ثم أنت تعلم مدى صدق نيتي وسلامة سريرتي وحسن تصرفي، وهذا ما امتحنته وتأكدت منه؛ وهو الذي يجعلك تكتب لي. وأنا أبين لك أني كما عرفتني، ما تغيرت قط. إذ القيم والمباديء السامية هي سبيلي.
ليس في الأمر إلا أني أقول ما تحتم المقادير علي قوله، وهي كلمة الحق التي يتجاهله من ادعى الانتماء لأهل الحق. وليس لي أو عليّ غير ذلك.
فهلا أقرفك ما يفعل الدواعش بإسلامنا؟
أنت رجل قامون قبلي، إذ ابتعدت أنا عما لا يفيد الناس إلا ظاهرا وذلك لخدمتهم أكثر بتعاطي علم الاجتماع؛ وأنت تعلم مسؤولية الامتناع عن إغاثة هالك.
إن ما لا يشغل الناس في تونس، كما تقول، هو حقيقة ما يمنعهم من الخطو في سبيل الديمقراطية التي هي أساسا قبول الآخر المختلف.
فأنت لا تنكر اليوم قيمة المتخيل في حياتنا وما تفرزه من موانع وعوائق في لاوعينا مما يتجلى بتصرفات هوجاء كتلك نرى ونعيش اليوم.
كل هذا يتأتي من هذه المواضيع التي نتحاشي الخوض فيها لأسباب عدة يبينها علم النفس وعلم الاجتماع الفهيم الذي أمارسه.
تفرس، يا أخي، في التاريخ وسترى أن البشرية لم تتقدم إلا عندما تجرأ البعض على الكلام مضحين بالغالي والنفسي لأجل كلة السواء في ما سكت عنه غيرهم. وزينهم يؤكد على فائدة التذكير والإصلاح.
هل تريدني السكوت عما فيه مصلحة الجميع فأكون شريكا لمن يجرم في ظلم أبرياء لا ذنب لهم، علاوة على الامتناع عن المساهمة في تطور بلدنا حيث تقف اليوم عجلة ركب التاريخ؟
هل نضيع مثل هذه الفرصة التاريخية التي لن تعود قريبا، يا أخي؟
طبعا، ليس ما أفعل وأكتب إلا غيض من فيض ما يجب أن يقوم به كل من صلحت نيته وابتغى الإحسان في الأرض لا الإفساد، وإن كان ذلك منه بدون شعور ووعي. وأنا أبين له غلطة لينتبه، فلا يظلم لا نفسه ولا غيره.
هذا ردي يا أخي، وأنا أعرفك صادق النية، فقم في مكانك، وهي إقامة العدل، كما عرفتك متشبثا به، فانصر من يقول كلمة الحق، كلمة السواء، وهي في الدعوى للإحسان والكف عن الإساءة في جميع المجالات.
هذا، وبما أن فصلت القول في موضوع المثلية، لا فائدة للعودة إليه. أما الزنا، فله حديث مستقبلا إن شاء الله. المهم هنا أن يعلم المسلم الحق أنه لا خلط في ديننا بين الحياة الخاصة والحياة العامة، وأن الأمور الشخصية لا تمه إلا الله عز وجل وحده لا من يريد إقامج أصناما معوية باسمه وقد هدمها الرسلام. فعلاقة الله بعبده تبقى مباشرة إذ لا كنيسة ولا كهنوت في دين القيمة.
أما أن نحرم ونجرم ما ليس يحومه الله (كالمثلية) أو ما لم يحرمه إلا لأسباب معينة، متماهيا مع مقتضيات زمن معين (الزنا مثلا)، فهذا ليس من الإسلام، إنما هو من الإسرائيليات التي غزت ديننا فشوهته.
هل أنت إذن مسلم، يا أخي العزيز، كما أما عرفتك، أم أنت تأخذ بتعاليم الدين اليهودي والمسيحي؟
ذلك لأن الإسلام دين الحريات ودين التعاليم العالمية العلمية، إذ هو ثقافة روحانية قبل أن يكون شعائر أُفرغت من مغزاها الروحاني.
إن الإسلام اليوم، مع الدعشدشة التي تغزونا كجحافيل مغول جديدة، هي السلام الصوفي ولا غير. هذا إسلامي لأنه الإسلام الصحيح !
هدانا الله إلى محجة الإسلام، خاتم الأديان، وخلّصنا من الإسرائيليات التي غزته فشوهت سماحته.
أخوك كما عرفته، لا يدين إلا لكلمة الحق، وهي الإسلام الصحيح !