Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

lundi 7 novembre 2016

Infothique, information éthique 4

كتاب عن مثلي مسلم مثالي : إحسان الجرفي



اسم إحسان الجرفي غير غريب على المغاربة بصفة عامة، والمقيمين منهم ببلجيكا بصفة أخص؛ بل وعلى كل العرب، لا بذلك البلد فقط بل وبأوروبا كاملة، نظرا لبقاء العربي متعلقا بكل ما يمس أي فرد من إخوته، إذ هو مما يمسّ كل العرب، خاصة عندما يذهب ظلما ضحية مصيبة أو بلية غاشمة. 
مثلي مسلم شهيد أهل الظلم :
تلك هي حال إحسان الجرفي، هذا البلجيكي من أصول أمازيغية مغربية، الذي غدر به الزمن فمات صريعا في حادثة اختطاف مريع هز مدينة لياج البلجيكية سنة 2012؛ فألهبت مأساته كل البلاد، وتعاطف مع أهله وأصدقاءه العديد من الأوروبيين ومن العالم أجمع.
ذلك لأن هذا الشاب كان معروفا بدماثة أخلاقه ونقاوة سلوكه؛ فكان حسن الخَلق والخُلق، طاهر الإسلام، نبيل المعاشرة، حريصا على التقوى في حياته الخاصة ومكارم الأخلاق في حياته العامة.
هكذا كان إحسان الجرفي وكذا عاش إلى أن أخذته يد المنون غدرا في تلك الليلة الفاصلة بين الحادي والثاني واالعشرين من العشر الأواخر من شهر أبريل لتلك السنة، إذ اختطف فيها حياته رباعي شيطاني أراد الانتقام منه لكونه أولا مثليا وثانيا مسلما. لقد كان وازع المجرمين الأربعة، ومن بينهم مسلما من أصول تركية، التشفي ممن اعتبروه عديم الحق في الحياة لدينه وما جعل الله فيه من طبيعة جنسية لم يخترها أبدا، إنما كانت من إرادة الله فيه دون رغبة منه أو اختيار.
ذلك ما بينته بوافر الأدلة العدالة البلجيكية، إذ حكمت بأقسى العقاب على ثلاثة من الجناة وبعض التخفيف لرابعهم نظرا لانعدام القرائن الكافية عن مسؤوليته المباشرة في الجريمة الشنعاء التي شارك فيها.  لقد أقرت العدالة البلجيكية أن إحسان الجرفي، وهي شهادة كل من عرفه، كان مثالا للمسلم التقي الذي قبل بحكم الله فيه وعاش ما كتب له حسب أخلاق الإسلام النيرة وتعاليمه السنية. 
هكذا قال عنه أيضا والده حسن الجرفي الذي ضمن شهادته كتابا قيما  أسماه : إحسان الجرفي، رواق الحداد، كان كله حب وتقدير لابنه، ضحية ظلم الناس وصريع غدر أعداء الإسلام. وليس هذا بالغريب من هذا المسلم الصوفي المقيم ببلجيكا، الذي قبل ابنه كما وهبه الله له دون ظلمه لما لم يكن له فيه أية مسؤولية، فكان خير أب لابن بار، هو في ذات الوقت مثال الابن البار لأب حنون عادل. 
مع العلم أن هذا الأب المسلم المثالي قرر أن يهب بقية حياته لابنه ولقضيته، أي مقاومة كل مظاهر رفض الآخر المختلف، فكوّن مؤسسة خيرية حملت اسم إحسان الجرفي، تعمل على نشر قيم التسامح والتحابب بين أبناء وبنات آدم رغم اختلاف مشاربهم ومذاهبهم؛ لأن الله خلق البشر شعوبا وقبائل شتى ليتعارفوا ويتحاببوا لا ليتقاتلوا!
الإسلام بريء من كراهة المثلية :
إنه من الواجب اليوم فهم المثلية في الناس على حقيقيتها، أي أنها ليست بتاتا لا فاحشة ولا مرضا، ولا خاصة فسادا أو إفسادا، بل هي فطرة في بعض البشر؛ وهي طبيعة في المخلوقات منتشرة في أغلبها، فالجنس الطبيعي الأصلي ثنائي، ليس فيه تفرقة بين الذكر والأنثى.
هكذا كانت الحال عند العرب والمسلمين، حتى جاء الاحتلال الغربي لبلادهم فغير بقناعاته وأخلاقيته اليهودية المسيحية عاداتهم المتسامحة في الجنس، معتبرا إياها مخالفة للطبيعة بتأثير من اليهودية والمسيحية. فذلك ما يقوله الكتاب المقدس، بينما تلك هي الطبيعة ذاتها؛ فكانت القوانين المخزية التي لا يزال العرب والمسلمون يتشبثون بها رغم أن مصدرها، أي الغرب، نبذها عندما تخلّص من تزمت اليهودية والمسيحية بعد فترة التنوير وازدهار الديمقراطية في ربوعه. 
إن ما زرعته قوات الاحتلال من تراث يهودي ومسيحي في أرض الإسلام بقي بعد رحيلها؛ فرأينا أهل الإسلام يتمسك بها باسم الدين الإسلامي وهو براء من ذلك، لأن الدين الحنيف ما حرّم ولا جرّم المثلية يوما. 
إنه ليس في القرآن أي حكم في اللواط، إنما مجرد قصص ذكّر الله فيها ما كان سائدا قبل الإسلام؛ كما أنه ليس في السنة الصحيحة أي حديث غير منحول كما نرى ذلك في أصح الصحيحين، أي عند البخاري ومسلم حيث لا ذكر للواط قط. 
الثابت عند أجل الفقهاء أنه لم يصح أي شيء عن الرسول الأكرم في الموضوع؛ بل كان الرسول يحترم المثليين إلى حد وجود بعض المخنثين من الصحابة، أي من صحب الرسول وعاش معه. وقد بلغ احترام النبي لهم ولطبيعتهم أن منهم من كان يدخل على حريمه؛ فهل كان الرسول الكريم يفعل ذلك إذا كان منه أي رفض للمثلية؟
نعم، تطور الفقه بعد ذلك فتأثر أشد التأثر بالعادات اليهودية المسيحية التي دأبت على عدم احترام هؤلاء الناس، فكانت تظلمهم باسم التوراة التي تضمنت الرفض للواط وناهضته، خلافا للإسلام. كان ذلك جراء ما عُرف تحت مسمّى الإسرائيليات التي داخلت الإسلام إلى حد مسخ تعاليمه السمحة، فأماتت فيها الإناسة واحترام حقوق الإنسان كما نعرفها اليوم، هذا الذي جعل الإسلام حداثة قبل الحدثة الغربية، وهو ما نعتّه بالحداثة التراجعية. 
لم يكن ذلك إلا تدريجيا مع انحدار الحضارة الإسلامية، خاصة بعد دخول الإمبريالية اليهودية المسيحية ديارها. فالخليفة الثاني، عمر الفاروق، رغم ما عُرف عنه من شدة في تطبيق تعاليم الدين الحنيف، لم يثبت عنه إلا الدعوة لعدم مخالطة أهل اللواطة، لا أكثر ولا أقل، حسب ما روته أم المؤمنين عائشة. 
إن كل ما بقي في دين الإسلام اليوم في موضوع اللواط أو المثلية من المنحول، وما رُوي عن الرسول من المكذوب عليه؛ فلا سند ديني أو سنّي لكل ما يتقول به البعض ممن يدعي الإسلام أو ما يفعله البعض الآخر. إنهم يشوّهون الإسلام ويظلمونه، بينما هو أولا وآخرا عدل؛ وهم يظلمون الناس أيضا أي ظلم في ما ليس لهم فيه خيار، فمتى كان للعبد رفض حكم الله فيه، والمثلية حكم الله في بعض خلقه؟
الإسلام عدل وإناسة وسلام :
لم يعد اليوم بالإمكان مواصلة الكذب على الإسلام بادعاء أنه يعادي المثلية، وقد تم التدليل أنه لا كراهة في الدين القيم للمثليين ولا تجريم ولا تحريم لما فيهم من طبع جنسي وفطرة بشرية. 
هذا، وقد بين ذلك صاحب الكتاب الصادر ببلجيكا في كتابين بالعربية والفرنسية حول حقيقة اللواط أو المثلية في الإسلام صدرا بالمغرب، بلد شهيد كراهة المثلية، أي الموطن الأصلي لصريع الإرهاب الديني. 
ولعله من غريب الصدف، أو من تصنيف المقادير، أن فصل المقال هذا في الموضوع الصادر بالدار البيضاء، تم تحريره حسب كاتبه في غضون فاجعة إحسان الجرفي، مما يجعل رابطة بينهما وبين استشهاد هذا الأخير، أي ربما أن ذلك كان مما خططت له المقادير خدمة لتطور للبشر لا بد له أن يحصل، على الأقل في ربوعنا المغاربية الصوفية. 
ذلك ما يؤكده الكتاب الصادر في سيرة إحسان الجرفي. فمما يقوله، وقد تضمّن رسالة من روح الصوفي الكبير المغربي ابن حمدوش، أن  الله قدّر بعد الزوال لتجريم المثلية في دار الإسلام، ويكون ذلك حسب روح هذا الصوفي بدءا ببلاد المغرب. وهو يضيف أن هذا من مهام الأبدال الذين يرسلهم الله عند إحداق خطر عودة الإسلام إلى غربة البداية. 
ولا شك أن دين القيمة اليوم، مع داعش وصويحباتها، تعيش مثل هذه الغربة مع ما نرى من إجرام مقيت وإرهاب ذهني عند من جهل أن الإسلام إناسة وسلام أو لا يكون. فذلك هو الإسلام المغاربي في صوفيته السمحة وثورته الأمازيغية الضرورية، إذ الإسلام ثورة متحتمة، بل ومستدامة.                              
إحسان الشهيد يطالب بعدالة الإسلام:
جاء الكتاب الصادر ببلجيكا هذه الأيام في قالب رسالة من روح الفقيد إحسان الجرفي تطالب، باسم الإسلام، الحصول على العدالة من بلد أجداده بعد أن حصل عليه من بلد والدته البلجيكية.
يوقفنا المؤلف على مدى لوعة روح إحسان الذي حصل على حقه كاملا من عدالة بلد غير إسلامي، متصف بالمادية، أي بلجيكا، بينما لا يزال يطالب بها من بلده الأصلي الإسلامي، المتعلق بالروحانيات، أي المغرب. فبينما ثمّن البلد الأول سيرته، لم يأت أي شيء في ذلك الاتجاه من المغرب، حيث لا تزال قوانينة المخزية تجرّم المثلية وتظلم الدين والأبرياء.  
يبين المصنّف، على لسان صريع الكراهة إحسان الجرفي، ما لا ينازع فيه أحد، أي أنه بحق هذا المثلي المسلم المثالي الذي مات شهيدا، لا فقط على يد أربعة ظلمة لا يعرفون لا الدين ولا الأخلاق ولا القانون، بل وأيضا صريعا للقوانين المقيتة التي تغسل الأدمغة فتُنبت فيها الكراهة لا الحب والظلم لا العدل، والكل باسم دين العدل والمحبة.
فذلك مفعول كل القوانين المجرّمة للمثلية في البلاد المغربية، أي الفصول 489 بالمغرب، 333 و338 بالجزائر و230 بتونس، وكل الفصول الأخرى المكملة والمتممة لها التي باسم حماية الأخلاق الحميدة تبتدع إجراما ما قال به الإسلام. 
فليس في دين القيمة هذا الحياء الكاذب الكذوب المميّز اليوم للفكر الديني المتزمت الخالي من أي روح إسلامية؛ وهو كله إسرائيليات؛  لأنه لا يوجد في الإسلام إثم الجسد كما عرفته اليهودية والمسيحية. 
هذا الكتاب إذن شهادة أخرى في مدى ظلم قوانينيا للناس وللدين، خاصة تلك التي تزعم المرجعية الإسلامية؛ إذ من ضحاياها الأبرياء إلى اليوم من هو من  طينة إحسان المظلوم، له أيضا علو الأخلاق وحسن السيرة وصدق الدين. فليس المشلي ضرورة ما يعتقده المخيال الشعبي ممن لا أخلاق له، بل هو غالبا عكس ذلك، لا يمتاز على غيره في تصرفاته إلا بما جعله الله فيه من فطرة.
لذا جاء الكتاب كصيحة قلبية من مظلوم، هو إحسان الجرفي، ودعوة منه لأجل الحب ومشاعر الود، أي أفضل ما في الإنسان المسلم عندما يعرف حقا دينه فيُعلي من قدره، تماما كما فعل الشهيد إحسان طيلة حياته بشهادة كل من عرفه.
وتلك أيضا دعوى للعدالة، لا فقط للمثليين في بلد الإسلام، بل وخاصة للإسلام نفسه الذي شوّش فهم تعاليمه السمحة تزمت رسب فيه من عادات يهودية مسيحية أصبحت تتحكّم اليوم في فهم الحنيفية المسلمة، قالبة إياها من دين تنويري إلى جاهلية جديدة. فهل أعتى من هذا الفعل وقد تجاوز في شناعته أفاعيل ألد أعداء الإسلام !؟

نشرت على موقع نفحة