Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

lundi 19 janvier 2015

I-slam pol-éthique 5

الرد على سؤال : ماذا يرى العقلاء بعيدا عن التمويهات والمراوغات العقدية اللاشعوية في معظمها؟


هذا السؤال المفتوح للأستاذ الكريم والصديق العزيز  عبد الله زارو* بعد الأحداث الأليمة لأسبوعية شارلي يقتضي الرد من كل العقلاء وحتى غير العقلاء، بما أن العاقل هو من يتمسك بعقال فكره، ولا عقال للفكر الحر، إذ هو أبدا ذاك الحر الطليق في ربوع الرمزية الجميلة والحسية الطاغية.
في العقل الحسي والزمن اللولبي
يعلم أستاذنا أن العقل الطاغي اليوم ليس العقل الحسي أو الحساس الذي يؤمن به، كما هو الحال تماما بالنسبة لي؛ ويعلم مفكرنا المبدع أن الزمن لا معنى له في امتداده الخطي بما أنه لولبي؛ هذا، وقد سبق له أن كتب في العود على البدء فأطنب إحسانا وجمالا في المعنى والمغنى.
فما يعني ذلك إذا لم نصرفه على حدثان الزمان وفهمنا لتجلياته، لا نتعاطى الإسقاطات على الحاضر لما مضى، ولى وانقضى حتى وإن احتفظ به البعض كما يفعل المتحف بمومياء؟ هل نقرأ الماضي بفهمنا الحاضر وهو بعد من الماضي، اندثر جذريا في الأذهان ولم يبق منه إلا زبد يطفو إلى حين على سطحه قبل ذهابه المحتوم رغاء بما أنه من قش الفكر وحثالته؟
يعلم أستاذي، وهو خير العارفين، أن الرمزية في نفس الآن جميلة وممقوته حسب معاييرنا وحسب المقياس الزمني الآني، سواء كان ذلك الحالي أو المندثر. إلا أنه من الآني في وقته، والوقت لا دوام له إلا بإنيته، وإلا فليس هو إلا من الخداع والخدعة وخلب الفكر في زخرفه الزائف.
في الجهاد الأكبر والجهيد الأصيغر
إن الجهاد المشرع إسلاميا والمبارك إلهيا، كما يقول الأستاذ، هو الجهاد الأكبر، جهاد النفس، ولا غير. أما الجهاد الأصغر، فقد ولى وانقضى زمنه؛ وليس هو بالمتنزل في خانة الإرهاب الممقوت بالمعنى المعروف اليوم في زمانه لأنه كان آنذاك من باب الفتوحات. أما وقد تمت هذه الفتوحات، فلا فتح اليوم إلا بفتوحات الروحانيات.
يذكر أستاذي حادثة الرسول الأكرم مع الشاعر الذي أصبح من أشد مناصريه؛ وكان له أيضا ذكر حوادث أخرى مما فيه بدون أدنى شك إهدار الدم الذي كان قاعدة ذلك الزمن وسنته.
 إن الإسلام، وهذه عبقريته، جاء متناغما مع مقتضيات العصر، وإلا لما فرض قيمه فيه؛ إلا أنه، في نفس الآن، يتعالى عن ذلك الزمن بمقاصده العلية وثقافة الأنسنة؛ فهذا الذي يجعله أزليا، صالحا لكل زمان ومكان!
في الفكر العاطفة
لذا لا يحسن بمفكر يأخذ بلب لباب الفكر المتقد ألمعية أن يترك ناره تهوي هائمة في وديان الفكر فتتخبو، لأنها دوما مشبوبة العاطفة ترنو إلى السماء، مكانها قلل الأعلام حيث لا تنظر إلى ما تحتها إلا للأخذ بيد كل مشبوب العاطفة لصعود قمم الجبال حتى يكون فكره أيضا طليقا كطيف النسيم وحرا كنور السماء في ربى تنمية المشاعر وعلم الأفئدة الزاخرة حبا لا يعرف الكراهة.
إن الزمن اللولبي يقر بأن كل نزوة معبرة عن نرجسية مرضية لأي حاكم تمكّن فتغلغلت فيه لوثة جنون العظمة ليست إلا حالة مآلها الزوال؛ فتلك الحالات البشرية لا تدوم إلا بقدر سكوتنا عنها أو رضانا بها، ويلا كون هذا فقط بانتقادها والتشنيع بها وعليها، بل أيضا وخاصة بالعمل الهادف حقا لرفعها من العقول وتغييرها من العادات.
فلا غرو أن ما رسخ في عاداتنا وما تغلغل في عقولنا مما فرضته شوكة الحاكم المتسلط يقتضي من المفكّر المبدع، وهو الذي يرى ما لا يراه غيره، توخي الطريقة الفضلى لمثل هذه العمل الجبار، كنطاسي لا يستعمل أي مبضع للمداوة أو كمعلم بعرف كيف يخاطب تلامذته. والمعلم رسول زمن  الظلام!
لذلك رأينا قيمة تعبير الطريقة عند الصوفية، وقد كانوا الأسرع لفهم الإسلام في صفوة تعاليمة وصفوة الصفوة من مقاصده، فلم يخلطوا بين الآني والأزلي، ولم يرفضوا الآني، بل صرفوه حسب أزلية ما يبقى في البشرية، أي روحها عندما تصفر وتتزكى.
في ألزهايمر العالم
إن العالم يشكو اليوم من ألزهايمر، أي شيخوخة مبكرة للذهن، ولا دراء لهذه الحالة إلا ما زسمية بعلاج القبل، وهي هذا الدواء السحري الذي نحصل عليه لنجاحنا في تعاطي جهاد نفسنا وتطويعها للأفضل، أي حب الآخر كحبنا لأنفسنا.
هذا الجهاد الأكبر قد مهد له السلف الصوفي السالك إلى السبيل القويمة؛ فحري بنا إن لم نكن من مريديه أن ننعت عليها بأن نكون من المعالم الصحيحة لهذه الطريق التي سهى عنها أهل الإسلام اليوم لعلمنا أن ذلك لا يكون إلا إلى حين إذا عرف مفكروه الاتجاه الصحيح الذي يتوجب عليهم انتهاهجه فلم ينتهجوه فقطو بل دعوا إليه خير دعاء أي بكلمات مفهومة وأسلوب صادق في عالم النفاق هذا.
فلا تطلع لحقيقة هي الأفق النير  ولا تقدم نحوه في مسيرة البشرية التي لا تنتهي إلا بالتوجه الصحيح نحوها وإعطاء المثل والقدوة وذلك أفضل ما يجل الناس إليها.
في سوسيولوجيا العربدة
عندها، تكون مساهمة المثقف النحرير والمؤمن الجهبذ في المقولات الكثيرة في سياق قضية شارلي الأسبوعية، التي أسهبت في الحديث عن «نبي الإسلام بصفته نبي رحمة و صبر على الأذى»، كما يقول الأستاذ،" تكون لا بتجاهل الماضي ولا بتقزيم الحاضر، بل بالتذكير بالحقيقة الوحيدة التي لا يجب أن ينساها كل من ادعى صدق السريرة. 
هذه الحقيقة هي أن النبي أولا وقبل كل شيء بشر كُلّف برسالة، فكان معصوما في كل ما يخص تبليغ الرسالة؛ أما في كل ما عدا ذلك، فكان بشرا تنصرف عليه كل ما يميز الطبيعة البشرية كما أثبتها الله في خلقه. 
وقد صدق خير من قال في الآية 144 من سورة آل عمران التي تذكرنا بحادثة هامة من تاريخ الرسلام علينا اليوم التمعن فيها وتذكرها :  «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ».
ودمتم، أخي عبد الله، مفكرا مبدعا، لا تجتر كغيرك من رعاة الفكر هذا الذي أكل عليه الدهر ولا زال يشرب إلى الثمالة دون أن تكون الحقيقة في سكره، رغم أنها فيه  ولا شك، كما يعلمنا ذلك علم الاجتماع الديونيسي أو سويسلوجيا القصف والمجون والعربدة.
* راجع المقالة على صفحته بعنوان : جهاد شرعي ، إرهاب ممقوت أو نرجسية مريضة ؟