Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

jeudi 2 juillet 2020

Islamitude 2


أمّا وقد أصبح إسلامنا افتراضيا ومريضا، وسعى حتّى أهله في ركاب من عاداه بالدعوة لطمس معالمه الإناسية والدعوى للجهاد الأصيغر الذي سزيده غربة وظلامية، فها نحن نرفع دعوى لأفضل الجهاد الأكبر، بل الكبّار، جهاد العقل المنوي!
ذلك لأنه  لم يعد في الفكر الحديث وما بعد الحديث أي شكّ في قيمة ما يُسمّى بالعقل المنوي ratio seminalis أو Logos spermaticos كما كان يقول به القدامى، وهو ما يوازي ما عرفه أهل الإسلام من قيمة الذوق، الذي مكّن من تعاطي الحب والجنس حتى في أقدس مواسمهم، أي حتّى في موسح الحج.
لقد عرف المسلمون متعة الحج ومارسوها طوال كامل عهد الرسول؛ فلم يقع إبطالها إلا بعد وفاته بمدّة. وها هو  الإسلام يتدعّش اليوم؛ ولا شك أن هذه الدعدشة ليست إلا نتيجة اللخبطة القيمية فيه بما أن الإيمان الإسلامي لم يعد ذاك الذي أتى به صاحب الرسالة، الإيمان الروحاني الإناسي. ولئن نتألّم لحال اسلامنا الافتراض المريض، فقد تألّم قبلنا من هو خير منا، مثل الإمام الشاطبي الذي اشتكى في «الاعتصام» من حال فقهاء زمانه. وقد هذا كان في زمن، وهو القرن الثامن للهجرة، لم يصل فيه بعد الدين الحنيف إلى الغربة التي هو عليها في زمننا.
إننا اليوم، دون أدنى شك وأكثر من أي وقت مضى، لفي حاجة لما يمكن تسميته بسياسة منوية   politia seminalis أو politeia spermaticos في كل ميادين الحياة، أي المعاملات، نحرص على تنميتها في إسلام جديد متجدد حتى يعود إلى سالف عهده، إيمان إمتاع ومؤانسة كما هو عند انبعاثه، يحلو الإيمان فيه والحب بين الناس، أيا كانت مشاربهم وأجناسهم ومعتقداتهم.
ذلك أن القداسة فيه هي التكريس للحرية البشرية في انعتاقها من ربقة كل تسلّط آدمي عليها بما أن المسلم لا يسلّم أمره إلا لله، وهو معه في علاقة مباشرة، ولا يكون هذا عن قهر وغلبة بتاتا، بل بحرية تامة، إذ في إيمانه تمام تحرره. فالحب، تماما مثل الحرية، هو هذا «الأمر المطلق» الذي قال به كانط؛ فهما شيء واحد من وجهة النظر السيكولوجية.  ما من بد إذن في تغيير نظرتنا الحالية للحلال والحرام لتأليفها مع أصول القداسة الإسلامية كما بينّاها، خاصة أصل الحرية.
هكذا يكون الجهاد الأكبر الإسلامي، انطلاقا مما فيه الحيوان، أي الحياة، أي جهاد العقل المنوي!