Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

samedi 25 juin 2016

Gemmes d'i-slam 1

من أجل وزارة واحدة للثقافة والشؤون الدينية


تنكب الرئاسة على إنجاح فكرة حكومة الوحدة الوطنية؛ ومن بين ما تعتزمه تركيبة جديدة للمنظومة الإدارية. 
ولعله من الضروري ألا تقتصر الحوكمة الجديدة على أشباه الحلول، بل تتجرأ على النزول إلى الأعماق حتى ترفع ما يمنع عقلياتنا من التطور برفع البعض من الكوابل التي فيه.
تفعيل مبدأ الدولة المدنية الدستوري 
لا شك أن من أهم هذه الكوابل رفض المبدأ الدستوري القاضي بأن تونس دولة مدنية وأن الدين مجاله الحياة الخصوصية. 
وهذا يناقضه تواجد وزراة للشؤون الدينية مما يجعل الدولة تواصل وضع يدها على المجال الديني الذي لا يخصها ولا يجب أن تتدخل فيه بمقتضى أحكام الدستور والفهم الصحيح للدين الإسلامي. 
فالإسلام يفرّق تفريقا قطعيا بين الحياة الخاصة، التي هي مجال الدين وهي من صلاحيات المؤمن في علاقة مباشرة مع ربه لا دخل لأن يتدخل فيها أحد، والحياة العمومية ولا تدخّل للدين فيها إذ هي من أمور الدنيا التي أهلها أدرى بها.
هذا ما يميّز ديننا، وهو كما نعلم دين ودنيا، لا تهم العقيدة فيه إلا المؤمن وحده في علاقته الحصرية بربّه؛ أما المعاملات فتخضع لمعايير الحياة البشرية وتطورها المستدام.
حصر الدين الشعائري عند المفتي 
تلك هي ثقافة الإسلام التي جعلت منه حداثة قبل أوانها وحضارة علمية عالمية. فهلا فعّلنا من جديد ثقافة الإسلام وكل ما فيه من علوم وفنون، عرفنا وعملنا بالأولى، ولكن تجاهلنا الثانية فلم نعمل بها. وهي كل الدين الإسلامي الذي هو أساسة ثقافة كونية؟ 
إن لتونس مفتيها، وهو يكفي للتفرغ لشوؤون الدين العقدية بتمامها؛ أما كل ما يخص الحياة اليومية من أمور ثقافية ومدنية، فالأحرى أن تتكلف بها وزارة الثقافة بدمج المصالح المعنية بها في الوزراة الحالية للشؤون الدينية في الوزارة المعنية بالثقافة، فتصبح وزارة الثقافة والشؤون الدينية.
هكذا، بثقافة الدين هذه نخرج من المأزق الحالي الذي يجعل الدولة تنقض مبادئها الدستورية بما لا يهم الدولة إلا من الزواية الثقافية، كتعليم القرآن مثلا ونشر قيم التسامح والاعتدال، بل وكل المباديء الثورية في دين الإسلام. وذلك من الفن الديني لا الدين المحض.
لم، إذن، لا نكلّف به أهله، فيكون الدين متواجدا غدا في كل مكان ما دامت الثقافة تغزو أي مكان دون أن ننحو باللائمة على الدولة في أسلمة البلاد أو مسخ مدنيتها.
وهذا من شأنه، في نفس الوقت، التمكين من مجابهة الفهم المتزمت للدين الساعي لتقزيم الإسلام بجعله مجرد شعائر بينهما هو أساسا ثقافة. أليس هذا ما يميّز القرآن في بلاغة لغوية ربّانية ليست هي أساسا إلا ثقافة وفن ؟               
نشرت على موقع أنباء تونس