Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

samedi 4 juin 2016

Épiphanie postmoderne 8

في آداب الصيام الإسلامي حسب السلف الصالح 


مع قدوم رمضان، شهر الصيام عن الآثام، تتعدد مظاهر فاحشة باسم الدين وليست منه بتاتا ولا من سنة السلف الصالح. و لعل أفحشها ادعاء أن الصائم يستحق من الناس مراعاة عزوفه عن الأكل والشرب بعدم إتيان ذلك أمامه حتى لا يقع استفزازه وكأنه يصوم للناس لا لربه الذي أوجب لكل تقي صدوق محنة. 
بطلان دعوى احترام الصائم بعدم الإفطار أمامه  
ومحنة الصائم هي النجاح في عدم المبالاة بفعل من يأكل ويشرب أمامه لأن ذاك لا يفعل ما يفعل إلا تحت نظر الله وبمشيئته، إذ هو الذي يهدي و لا يهدي إلا من يشاء؛ فهل للصائم  حق كسر إرادة الله وهي في امتحان حسن نيته في الصوم احتسابا له لا للتظاهر والمراءاة؟
إن دعوى منع الإفطار العلني في رمضان ليست فقط من الخور والغلط في فهم الإسلام، بل هي من باب الإساءة للدين الصحيح الذي رفض معاملة الرسول، وهو سيّد الآنام، معاملة خاصة، لأنه قبل كل شيء بشر؛ فهل نعامل معاملة خاصة الصائم الذي من واجبه الإسلامي عدم إظهار صومه والتجارة به، بل الانصراف لمقاومة النزعة فيه للأكل والشرب كمن يفعل ذلك أمامه، لأن في ذلك التقوى الصحيحة وبها تمام الصوم عن أي منكر، بما فيه التسلط على من في حكم الله وحده ؟
هذا ما لم نعد نفهمه في ديننا إذ حرفناه كما فعل قبلنا أحبار يهود وقساوسة النصارى، فجعلنا من دين الحنيفية في شهره المقدس مناسبة، لا للتخمة فقط والاستهتار بالعمل والنشاط العاديين، بل وأيضا للإفساد، بينما الصوم هو أولا وقبل كل شيء كف اليد واللسان عن الفساد والإفساد، وخاصة أذي الغير ولو مثقال ذرة.
قاعدة أنه لا صوم إذا ثبتت المضرة منه 
لقد أصبح الصوم في بلاد الإسلام، وقد غوت فتدعدش دينها، مدعاة للتكاسل والنوم والانصراف عن الكسب والعمل بتعلة واهية هي الصوم، بينما صفوة التقوى في تقديم العمل والكسب وواجب خدمة الغير قبل كل شيء آخر، بما في ذلك مظاهر التديّن الخادعة. فالإسلام دين يسر لا عسر،  ورعاية حقوقه حق الرعاية ليست أبدا في التزمت، بل في الأخذ بسماحته التي تذهب إلى حد السماح شرعيا بعدم الصوم إذا كان في ذلك تغليب مصلحة عامة على مصلحة أقل أهمية أو درء مفسدة تتأتي من مصلحةأصلية لا لبس فيها. 
إن الصوم لله، بينما العمل للناس؛ ولله أن يسامح العبد على عدم القيام بما هو له مدين، إذ هو غفور رحيم، يصفح ويغض النظر عن حقوقه إذا أراد؛ بينما ليس ذلك ضرورة من شأن العبد الذي له المطالبة بحقه، والمطالبة بشدة ورعونة. 
كما من شأن الوطن، تماما كالفرد، مطالبة الناس بعدم الإضرار بالمصلحة العامة وفيها الخير للجميع. لذا، ليس للعبد أن يتوانى في القيام بواجباته نحو غيره وما فيه من مصلحة بلده، وذلك بالعمل والنشاط دون هوادة في رمضان، وإن اقتضى الأمر الإخلال بركن هام من أركان الدين الذي هو الصوم إذا منعه من خدمة بلده ورعاية مصالحه، كما يقتضيه واجبه ويمليه عليه ضميره إن كان حيا. 
فآداب الصيام الإسلامية الصحيحة هي في مواصلة العمل كالمعتاد، بل وبأكثر حماسة، وإلا فلا فائدة في صوم ليس هو عندها إلا مضرة للنفس وإضرار بالغير؛ وما هذا من الإسلام !
ثم إن من الآداب الإسلامية الفيحاء الحرص كل الحرص على الفعل الحسن ومكارم الأخلاق، فلا إسلام بدونها، وهي خاصة في عدم مد اليد بأي أذى على الغير  - حتى إذا عصى ربه بما أنه لله وحده محاسبته -  ولا اللسان بالسب أو الشتم كما نرى ونسمع طوال هذا الشهر الفضيل. فلا شك أن غير الصائم الآخد بهذه الأخلاق والحريص على حسن تصرفاته لهو أفضل من هذا المؤمن العاصي، المفسد لدينه. 
الحرية في رمضان عند السلف الصالح 
إن الأمثلة عديدة عند السلف مدلّلة على أن الصوم كان حرا في أيام الإسلام الأولى، لا يتم إلا عن قناعة وحسن نية وصدق إيمان.
فمن لم يقدر عليه أو لم يشأ االقيام به لسبب ما ليس لأحد معرفته، لا يُجبر بتاتا على الصوم ولا يُسأل عن سبب ذلك؛ فالكفارات عديدة، مما لا عد له ولا حصر في التعويض عن الصوم لمن لا يطيقه أو ليس له الاقتناع بضرورته. فالإسلام قناعة قبل كل شيء لأنها أساس النية الطيبة.  
وقد رأينا البعض من السلف الصالح لا يصوم ويُطعم المسكين وعابر السبيل أو يكسي الفقير وذي الفاقة. فهلا صمنا مثل سلفنا الصالح دون التعرض لمن لم يصم، أو أفطرنا مثل بعضهم فأفطرنا معنا الجائع وواصلنا عملنا لصالح الوطن دون هوادة ! 
أليس هذا أفضل مما نراه طوال شهر أصبح كذبا شهر العبادة بما أن الحركة الإقتصادية فيه تكسد والعمل ينقص به بينما الأخلاق تفسد والأخلاق تتدهور بتعلة الصيام ؟  هلا أفطرنا وكسونا العريان ولم نكف عن النشاط حتى لا تقف الدورة الإقتصادية في بلادنا المنكوبة فكنا أفضل تقوى وأقل نفاقا ؟ بهذا يكون عملنا في رمضان أفضل الصيام !
وفي الختام، أليس من واجب أهل الدين ممن حسنت نيته القول بما سبق أو على الأقل التذكير به؟ فهل نسمع من المفتي كلاما في هذا؟ وهلا يتكلم فيه زعيم الحزب الذي يدّعي المرجعية الإسلامية والذي لا نشك لحـظة في وطنيته ؟  لأن كل ما سبق هو ما يحتّمه خير البلاد والعباد حتى يبقى إسلام هذا البلد الإسلام الصحيح، لا هذه الجاهلية المقيتة التي هي على حدودنا، ناهيك عن شرق غوى!    

نشرت على موقع أنباء تونس