Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

mardi 15 mars 2016

Une confusion des valeurs 1

اللخبطة القيمية، هذا الإرهاب الذهني


إنه لمن الغريب حقا أن ينبري من يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان لمؤاخذة بعض الجنود الذي عبّروا عن نشوة انتصارهم على عدوّهم الإرهابي بأن أخذوا صورة لهم وجثث الدواعش خلفهم في بن قردان. 
فما هذه اللخبطة القيمية وقلة الأدب، بل وانعدام الأخلاق والمسؤولية؟ وما هذه الدعدشة الذهنية عند البعض من نخبنا؟
نعم، إن حقوق الإنسان لا تفرّق بين المعتدي والمعتدَى عليه في احترام الذات البشرية؛ إلا أنها لا تتجاهل الظروف، فتفصل جليا بين التصرف البريء - وصورة جنودنا منه - والتصرف الوحشي الذي كان يحدث لو، لا قدّر الله، انتصر الإرهابيون على جنودنا فأخذوا هم صورة لهم؛ فماذا عساها تكون، يا ترى؟ أترك الجواب لمن يظلم جنودنا في براءة عملهم ونصاعة نيتهم.
والغريب أن هؤلاء الأدعياء على أهل الدفاع النزيه عن حقوق الإنسان لا نراهم يتكلّمون وينددون بتصرفات الوحوش الدواعش، فلا ينبري أحدهم إلا للدفاع عنهم. 
حقوق الإنسان للجميع بدون أدنى شك، لكنها أيضا وأولا لمن يحترمها ولا ينفيها بقول أو فعل، بتصرفاته ومنطقه. فجنودنا أهل لها وليس منها من تدعدش فكره وعمله. 
إن ما قيل ويقال عن جنودنا لمن الصفاقة بمكان؛ بل هو حقيقة من هذا الإرهاب الذهني الذي يغذّي الإرهاب المادي ويقتضي حتما لا التنديد به فحسب، بل والتصدي له ولتجلياته للقضاء عليها حالا، وإلا تفشّى هذا المرض في العقول يزيدها دعدشة على ما هي فيه من إرهاب فكري يرفض الآخر المختلف ولا يقبل به فيقتله أو ينوي ذلك.
لهذا أرى أن موقف وزير التربية السيد ناجي جلول كان سليما حكيما؛ فأثمنه وأشكره على كلمة السواء التي قالها في حق جنودنا اليواسل. 
و بهذه المناسبة، أدعو كل من يتبجح بالدفاع عن حقوق الإنسان البدء بتطبيقها على كل الحالات التي تقتضي ذلك دون استثناء، فلا يخص بدفاعه أهل الإرهاب، لا يهمه أن يكيل بمكيالين، كما يفعل البعض، ومنهم حتى القضاة رغم أن دورهم كلمة الحق وخدمة العدل.
فلعله من المفيد هنا التذكير أننا دعونا أحدهم ممن يسهر على نزاهة القضاء لقول كلمة السواء في مواضيع حساسة مما يتجاهلها العديد من أهل الإرهاب الذهني في عماهم؛ وكان ذلك منا تحديا له، فلم يقدر على رفعه، فاشلا في في الاختبار فشلا ذريعا.* 
لذا حان الوقت ليقول كل النزهاء في هذه البلاد بصوت واحد : كفانا إرهابا ذهنيا ! كفانا دعدشة فكرية !               


نشرت على موقع أنباء تونس