Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

dimanche 17 janvier 2016

Poléthique : fortitude et humilitude 7

عندما تخرق الحكومة الدستور بصلاة الاستسقاء


لا شك أن تونس دستوريا دولة دينها الإسلام الذي لا مناص من الأخذ بقيمه. ولا شك أن صلاة الإستسقاء من سنن الإسلام التي تمثل تعلق التونسي بروحانياته.
لذا، فليس من  المستغرب أن يبتهل التونسي المسلم لله ويدعوه عدم حبس المطر على ربوع وطننا. وهذا ما فعلته السلط.
خرق مبدأ الدولة المدنية :
 إلا أنها في فعلها هذا أخطأت، إذ خرقت الدستور الذي يفرض الدولة المدنية. ذلك لأن الدعوة من طرف الحكومة لهذه الصلاة كان خلطا بين الدولة المدنية والديولة الدينية؛ وغي هذا الخرق الواضح والخطير للدستور.  
فلقد كان من الأفضل ترك المجتمع المدني يقوم بهذه التظاهرة حتى لا تصطبغ بصفة رسمية تنقض التفريق بين الدين والسياسة وقد كرس هذا المبدأ دستورنا؛ فكيف تتجاهله الحكومة بهذه الصفة؟
مع العلم أن الإسلام بنفسه يقر بهذا التفريق إذ يخصص الدين للحياة الخصوصية ويبقي الميدان العمومي للدنيا وللسياسة فيها دون خلط مع الدين. 
المؤسف حقا أن مثل هذا التصرف ليس هو الخرق الأول للدستور وللإسلام، إذ نرى مجلس نواب الشعب يخرقه سائر الأيام؛ فهو يوقف جلساته لإقامة الصلاة، بينما ما قال بهذا لا الدستور ولا الدين.
الكف عن الخلط بين الدين والسياسة :
إن الإسلام  يسمح بتأجيل الصلاة أو الجمع بينها في آخر النهار إذ اقتضت ذلك المصلحة العامة. فهل هناك أكبر من مصلحة خدمة مصالح الشعب واحترام الدستور بعدم خرق فصوله في التفريق بين الدين والسياسة، احتراما لجميع أطياف الشعب باحترام الدولة المدنية؟
ونحن نرى أيضا  القنوات الإعلامة العمومية توقف برامجها لتمرير الآذان التي تحرص كل الجوامع على إسماعه للقاصي والداني بمكبرات الصوت؛ فلا بد من الاكتفاء وعدم بث الآذام على الأثير أو الكف عن استعمال مكبرات الصوت بجوامعنا! 
ثم إن القنوات العمومية هي ملك للشعب كله، وليس هو بأجمعه مسلما، بل وليس كله يصلي؛ فكيف نفرض على الجميع ما لا يخص الجميع في قنواة هي للجميع؟ 
إن الإسلام ليس بتاتا في المراءاة، إنما هو في حسن النية؛ والصلاة ليست للتباهي والتظاهر، إنما هي لله الغني عن تصرفات البشر إذا لم تصدق النية عندهم.  
لذا، لا بد للمسلم بتونس الحرص على حسن النية وصدقها، فذلك أصل الدين، عوض الحرص على احترام الشكل وتجاهل الأصل. 
ولا مناص لحكومة الدولة المدنية بتونس من السهر على أن تحترم سائر السلطات بالبلاد ، خاصة العمومية منها، على عدم خرق الدستور.
فلتكن حادثة صلاة الاستسقاء الفرصة السانحة للتيقظ إلى مدى عبث البعض بالدستور إلى حد الإساءة للدين !

نشرت على موقع أنباء تونس