Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

jeudi 18 décembre 2014

Une transcendance immanente 3

العربية في يوم احتفالها العالمي : كيف نمنع اضمحلالها؟  


يحتفل العالم هذا اليوم باللغة العربية إذ، منذ سنة 2012، وقع إقرار تاريخ 18 ديسمبر يوما عالميا للاحتفاء بلغة الضاد؛ وهو ما يقابل اليوم الذي اعتمد فيه المنتظم الأممي العربية لغة رسمية له، سنة  1973.
وضع العربية المزري
إن هذا التاريخ لهو المناسبة السانحة لا للاحتفال باللغة العربية، بل للتأمل في وضعها المزري اليوم. فعن أي لغة نتكلم؟ هل هي الدارجة التي تعددت وتنوعت لهجاتها، ولكن حذقها ويحذقها العربي فيتكلمها بكل سلاسة؟ أم هي الفصحى التي لا يتكلمها حقا إلا الممتهن لها، فلا يعرف حقيقة أسرارها وبديعها إلا القلة القليلة ممن إذا تلكموها كانوا نشازا وبدوا كأنهم يتمقعرون ؟
إن العربية في حالة يرثى لها، ولا أدل على ذلك إلا وضع العربي الذي بانعدام حذقه للغته الأم لا يعرف التفكير ولا يفقه أمره؛ مثله كمثل الطفل الصغير الذي لا يقدر على التعبير بكل سلاسة عما يختلج في صدره فلا يصل فكره لانعدام الآلية المناسبة.
كيف نحتفل إذن بالعربية في يوم احتفالها العالمي وهي سائرة هكذا للذوبان لا محالة؟
إنقاذ العربية من التلاشي
إنه من الضروري هنا التذكير أن أفضل ما مكّن من الحفاظ على اللغة العربية من الاندثار إلى يومنا هذا هو القرآن الكريم الذي جاء بلغة العرب. ولكن، هوذا القرآن اليوم للأسف قد شوّهته قراءة العديد ممن لا بفهمونه ولا يفقهون بلاغته وسمو مقاصده، إذ يقفون عند حرفه فيجعلون الويل للمصلين باسم الدين!
إن الوقت ولا شك قد حان للقيام بعملية فيها في نفس الوقت الاحياء الضروري  للسان العربي الفصيح وللدين الإسلامي الصحيح.
نحن بتونس على أبواب إصلاح ضروري للمنظومة التربوية، فهلا تكون بالعودة إلى تدريس العربية على قاعدة دون التوقف عن التفتح على اللغات الأجنبية، كما هو الحال اليوم وكما لا يمكن التفريط فيه في عالمنا المعولم؟
إني أرى من الضروري، خلافا لما يردده البعض ممن يقدس لحضارة الغرب وهي في الأفول، العودة إلى تدريس القرآن بمدارسنا ومعاهدنا كأفضل مدخل للعربية؛ ويكون ذلك في نفس الوقت لإبطال كل التأويلات الخاطئة للنص القرآني بتدريسه للناشئة على قاعدة صحيحة تُبيـّن ما فيه من ثقافة وحضارة؛ ذلك لأن الإسلام ليس مجرد شعائر، إذ هو أولا وقبل كل شيء ثقافة ومدنية.
إنقاذ العربية بتدريس القرآن
لقد سجلنا أخيرا بمصر ثم بالمغرب الشقيق دعوى لألغاء  مادة التربية الإسلامية بالمقررات المدرسية؛ وممن أوصى بذلك الأستاذ عبد الصمد الديالمي بالمنتدى العالمي لحقوق الإنسان المنعقد منذ أيام بمراكش.
إنه لمن الخطأ الكبار أن يقع هكذا الخلط بين التزمت الذي نراه اليوم في فهم الدين وضرورة الحفاظ على تراثنا العربي من خلال إحياء علوم الإسلام. ولا يكون ذلك إلا بتعليم القرآن حسب منهج علمي للناشئة حتى لا تقع فريسة لتجار الدين كما هي اليوم. فانعدام معرفة الشبيبة  لدينها  بصفة موضوعية يجعلها تنساق وراء المغررين بها لشدة رغبتها في التعلق بتراثها الديني، وهو الشيء الذي لا بد منه حتى لا يكون الإنسان منبتّا، عديم الأصول، مذبذبا، متذبذبا في حياته.  
رأيي إذن هو أنه أنه لا مجال في هذه الظروف العصيبة إلا للحفاظ على القرآن كأفضل وعاء للغتنا في بلاغتها وفصاحتها، وتدريسه علميا بمدارسنا ومعاهدنا لأن فيه الكثير من هويتنا وأصالتنا.
تدريس القرآن عى قواعد علمية
وطبعا، لا بد أن يتم ذلك على قواعد جديدة تأخد بما في حضارة الإسلام من تفتح على الآخر والاغتراف من كل ما صلح في غير الإسلام وفي غير العربية من حضارات، لأن ثقافتنا العربية الإسلامية لم تبلغ أوجها إلا بما تنزّل فيها من فتوحات غير عربية وروافد غير إسلامية  من حضارات سبقتها فأبدعت وأفادت البشرية.
لذا، ليس من المنطقي ولا من العلمي التنكر لما في مخزوننا الحضاري التليد من ثراء لمجرد أن ما بقي منه تآكل فهرم وساء مآله اليوم، لأن حال التربية الإسلامية في بلاد العرب في يوم الناس هذا كماء تعكّر فأصبح مستنقعا لانعدام تجديد مائه وبانعزاله عن منبعه وتوقف انسيال مياهه التي هي في عينها عذبة زلال.
لقد دامت اللغة اليهودية القديمة بحفاظ أهلها على التوارة وحافظ الشعب اليهودي على كيانه بالتمسك بدينه؛ فهل يواصل العربي اليوم إضاعة عربيته ودينه وقد بلغ حاله من التعاسة والفظاعة الحد الأقصى؟