Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

lundi 18 juin 2012

Une Tunisie re-belle 3

: الرسالة الديبلوماسية لتونس الثورية
عريضة إلى السيدين رئيس الجمهورية ووزير الشؤون الخارجية


حضرة السيدين المحترمين،
لست أعتقدني بحاجة إلى التعريف بنفسي أو بنضالي لأجل تمام الحريات بتونسنا، كل الحريات دون إقصاء لأحد، وبخاصة لمبدأ من مباديء الثورة التونسية، ألا وهو حرية التنقل للتونسي.
فلقد طالبت غداة الثورة بإرساء هذا المطلب كأس من أسس سياسة البلاد الخارجية وكمكسب من مكاسب الانقلاب الشعبي، ثورة التونسي على عهد الديماغوجية وكل أشكال الدهماوية والغوغائية، أيا كان مأتاها، إن شرقا وإن غربا.
رغم ذلك، قوبل مطلبي بالاستنكار والتهكم من طرف بعضهم باسم مبدأ الواقعية الذي غدا اليوم مقصلة عند البعض لكل طرافة في التعامل السياسي والإجتماعي، طرافة يفرضها المخيال الكامن في أعماق مجتمعنا ونفسيته ويقتضيها كل جهد حق للتجديد والبناء للمستقبل.
ولكني لا أعير ذلك انتباها لأن الذي يهمني هو التناغم مع ما يطالب به الشعب وما يقتضيه الحال اليوم، سواء بتونس أو في العالم أجمع، من حلول متجددة لمسائل تعفنت من شدة تجاهل أسبابها فعكرت صفو العلاقات البشرية وسلام العالم.
لذا، فقد جددت مطالبتي تلك العديد من المرات وبينت السبيل الممكنة لها باعتبار الضغوطات والملابسات لجميع الأطراف. وهاأنذا أعود للتذكير بهذا الموضوع الحساس فأقول لكما، لمسؤوليتكما على السياسة الخارجية للبلاد التونسية، ما يلي: 
_ إن الثورة التونسية ثورة على التقاليد البالية وعلى النفوس المريضة؛ هي ثورة تجدد وتجديد، وهي ثورة تأسس لعهد أفضل لا بتونس فحسب بل في محيط البلاد القريب والبعيد على السواء لأنه لا شك أن مصير تونس لا يمكن فصله عن مصير البلاد المحيطة بها ومصالح النظام العالمي كما تراه الدول العظمي من زاوية سياساتها، مشروعة كانت أو مغلوطة؛
_ إن مطلب الشعب الأساسي هو الحرية والكرامة، ولا حرية ولا كرامة لشعب مغلول الحركة، لا يمكن لشبابه، وهو روحه ومستقبله، التنقل إلا بتأشيرة يهان للحصول عليها بغض النظر عما يقال للتبرير والتنصل من المسؤولية؛
_ إن حرية التنقل مبدأ أساسي من مباديء حقوق الإنسان ولا منازع أن انعدام مثل هذه الحرية من الأسباب الدفينة الرئيسة للإحتقانات التي تشهدها مجتمعات عالمنا اليوم وبخاصة في مختلف ربوع جارتنا القارة الأوربية؛
_ لقد برهن التونسي ويبرهن على نضجه السياسي وحسه المسؤول له الذي هو دوما في الموعد عندما يحترم التونسي في أهم ما يختزل ذاتيته، ألا وهي نزعته للتحرر من كل قيد غير مقبول قانونيا وأخلاقيا؛
_ إن العنصرية والكراهية تنموان اليوم بعالمنا على أرضية من رواسب زمن الحداثة الدفينة، مكوناتها سلسلة من الأكاذيب والأساطير التي يدلو فيها السياسي بدلوه عن جهل في أحسن الحالات وعن سوء نية في أغلبها، كما كان ذلك واضحا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة وضوح الشمس في ربيعة النهار؛
_ إن التأشيرة المعمول بها اليوم بتونس تعد استنقاصا لهيبة الدولة وسيادتها؛ ولا مجال لبقائها على حالها إلا إذا وفرت للتونسي ما يمكن من التغاضي عن بعدها اللاقانوني، وذلك لا يكون إلا بأن تصبح التأشيرة تأشيرة مرور تسلم للتونسي مجانا لمدة عام قابل للتجديد؛
_ إن مثل هذا التمشي، علاوة على أنه يحترم سيادة البلاد التونسية، لا يضر بالمصالح الأمنية للبلاد الأجنبية، بل هو يعززها بإضفاء القانوية عليها والأخلاقية إضافة إلى التداعيات الإقتصادية مثل تعدد المشاريع المشتركة بين ضفتي المتوسط وتنوع الأنشطة إضافة إلى نمو التنقل؛
_ إن مثل هذا التمشي ليس الحل الأفضل، بل هو الحل المؤقت الذي تحترم فيه مصالح جميع الأطراف وعلى ورأسها مصلحة الشعب التونسي؛ وهي فاتحة للتجربة التي لا مناص للعبور إليها، ألا وهي، على المستوى الآجل، حرية التنقل بين تونس، طالما غدت ديمقراطية ودعمت آليات نظامها الجديد، وبلاد العالم الديمقراطية؛
_ إن حجم الجالية التونسية بخارج حدود البلاد ونوعيتها المتميزة لهي من أوكد التأهيلات لها للقيام بتجربة حرية التنقل بين ضفاف المتوسط، وحتى ضفاف الأطلسي والهادي، تكون غنية بالإستنتاجات المفيدة، وذلك لكون سياسة التأشيرة اليوم هي سياسة تهويل مخادع، تأبى مواجة أخطار وهمية لا وجود لها إلا في رؤوس من يلوح بها لغرض في نفس يعقوب؛
_ إن أفضل مصل لداء العنصرية والكراهية الذي لا يفتأ يتنامى على حدود بلدنا الآمن، بل وحتى على أرضه، لهو المداوات بالتي كانت هي الداء. والداء العضال اليوم هو الخوف من الآخر وشيطنته، ولا شك أن التأشيرة مما يلخص عوارض هذا الداء خير تلخيص!


لذا، سيدي المحترمين، أدعوكما مباشرة، باسم الشعب التونسي وباسم ثورته، إلى مطالبة السلط الأجنبية بدون تأخير الأخذ بما اقتضته ثورة هذا الشعب من حقه في التنقل وجعل التأشيرة المعمول بها اليوم تأشيرة تنقل كتجربة آنية لتنقل حر غدا للتونسي. ولعل زيارة السيد الرئيس المنتظرة لفرنسا تكون الفرصة التي لا تضيع لعرض هذا المطلب على السلط الفرنسية الصديقة لكسب تأييدها في هذا الجهاد وعلى السلط الأوربية من خلال مجلسها البرلماني بمدينة ستراسبورغ الفرنسية.
إن تجربتي الديبلوماسية، وقد حرصت غاية الحرص في حصرها على مصلحة شعبي وأبناء بجدتي في نطاق التعامل مع الآخر بمبدأ المحبة لا في خدمة سياسة نظام (لأن السياسة تبيد كما باد النظام السابق بينما لا تبيد البتة مصلحة الشعب)، لتدعوني اليوم إلى التأكيد مجددا على هذا الأمر البالغ الأهمية. وإني لأحرص أشد الحرص على ذلك خاصة وأن معرفتي الدقيقة بأوضاع البلاد الأوربية تؤكد أن لا مجال للحصول على أي شيء حتى وإن كان ممكنا بدون المطالبة به؛ بل إن المطالبة بالمستحيل لمن شأنها قلبه إلى دائرة الممكن ما دام المطلب يجمع لصالحه كل المبررات. وذلك حال مطلبي موضوع هذه الرسالة.
فلتواصلا، حضرة السيدين المحترمين، على المستوى السياسي ثورة التونسي الشعبية بالإنقلاب على نمط التفكير السائد اليوم في الممثليات الغربية، وليكن مطلبكما لحرية تنقل التونسيين ثورة على الجمود الدغمائي السائد اليوم بأوربا إعانة لها على الخروج من الأزمة الخانقة التي تمر بها، والتي هي بالأساس نفسية قبل أن تكون اقتصادية.
إن حقيقة اليوم، كما كان الحال بالأمس، لتسطع كالشمس من الشرق! وحظ تونس أنها بلاد المغرب الشرقية. لذا فمصيرها إنارة العالم إلى سواء السبيل؛ وذلك، لعمري، لهو مما يتعارف عليه على كونه النبوغ التونسي. فلتكونا لهذا النبوغ المثال الأغر !
ولتتأكدا، سيدي، أن تتداعيات مثل هذا التوجه الثوري منكما ليست فقط من باب السياسة الخارجية للبلاد، إذ مدارها أيضا يهم استقرار البلاد الداخلي. فمثل هذا التصحيح لمسار العلاقات الدولية بعيدا عن كل دمغجة من شأنه أن يساهم بقوة في منع نزوع شبابنا إلى الحلول اليائسة من شدة الإحباط لمعاملته كالمنبوذ، وذلك بفتح أبواب البلاد على مصراعيها لأحلامه؛ والعديد منها نيرة ترعى الصالح العام وتحافظ عليه.
إن الشعب والتاريخ لينظر إليكما، فهلا سبقتما الحاضر البائس في الإتجاه الذي لا منحى للإنسانية غيره، حتى وإن كان ذلك، على أقل تقدير، من باب : اللهم إني بلغت، فاشهد !